سدانيات: أوقفوها إنّها نتنة!

نشر في 12-11-2021
آخر تحديث 12-11-2021 | 00:00
 محمد السداني من سنوات طويلة وأنا أريد كتابة هذا المقال، ولكن ما أخّره إلى هذا الوقت هو أمل خادع كنت أعيشه بأن تنصلح حال هذه المنظومة التي بدأت علامات الكبر والشيخوخة تظهر عليها، إن الحركة الطلابية التي شكلت جزءا مهما من تاريخ الكويت تعد مفخرة ووساما نزهو به ما حيينا لما مثلته هذه الحركة من إثراء للحياة السياسية والاجتماعية وساهمت بشكل أو بآخر في مساندة قضايا الكويت خارجيا وداخليا بشكل لا ينكره إلا جاحد.

ولكن لم تستمر هذه الحال على ما هي عليه، بالرغم من وجود محاولات خجولة هنا وهناك حذت حذو المؤسسين في العمل الطلابي الرصين والأداء المتميز، فمنذ سنوات ونحن نشهد تراجعا في أداء الحركة الطلابية بسبب ما شابها من اختلالات مفهومية وسلوكيات عوجاء لا تمت لفكرة الانتخابات بصلة، فهجوم القبلية والطائفية على الحركة الطلابية من أوسع أبوابها كان أول خنجر في خاصرتها التي تنزف دما يوما بعد يوم، ولم تصل هذه الممارسات إلى عقول الطلاب الذين يتوقع منهم انتماؤهم للفكر والمبادئ إلا من خلال ساحة سياسية ملتهبة وجدت الفرعيات والتكتلات القائمة على الدم والطائفة هي الرابح الأكبر في مشهد لم ينتج لنا إلا مزيدا من الاحتقان، وهذا ما حدث بالفعل في انتخابات الطلاب في أكثر من دولة بدءا بجامعة الكويت وانتهاء بآخر فرع خارجي يجري انتخاباته وفقا لهذه المعايير العوجاء.

إنَّ ما يندى له الجبين هو أن القوائم التي كانت تتغنى بالفكر والتحرر والتطلع لكويت أفضل تحفَّها التعددية الفكرية وحرية الرأي تمارس هذا الإسفاف الانتخابي الذي يضمن وجودها على مقاعد الاتحاد مهما كانت الطرق والأسباب، فلا فرق بين ليبرالي ولا إسلامي ولا شيوعي في هذه العملية لأنهم جميعا يسعون إلى الفوز عن طريق حصد أكبر عدد من القبائل والطوائف التي تأتي زرافات ووحدانا لتحافظ على مقعدها الذي كسبته بمباركة الوضع الراهن الأعوج.

وأنا في هذا المقال لا أحمّل هذا العبث لجيل الشباب الذي وجد طريقة سهلة للفوز، ولكن أحمل جهات تنظيمية وتشريعية غظت بصرها طويلا عن هذه الممارسات التي شوهت الحركة الطلابية وشوهت صورة الكويت في الخارج، فالهيئة التنفيذية يناط بها تعديل لوائحها بما يتناسب مع اللوائح التي تعتبر هذه الممارسات مخالفة تستوجب عقوبة رادعة لكل متسلق على الحركة الطلابية في كل مكان، والجموع الطلابية مطالبة بأن تعيد ترتيب لوائحها التي تحفظ للحركة صفتها الطلابية، بعيداً عن صراع الطوائف والقبائل والعوائل وهذه المسميات التي لم تظهر إلا مؤخرا على ساحة يفترض أنها نقية لم تلوث بعد.

خارج النص:

- مواجهة المشكلات أفضل من تجاهلها، فالتجاهل يولد الملل، والملل مدعاة للترك، والترك خسارة، والخسارة نهاية.

● محمد السداني

back to top