وقود وجنود في حرب القراصنة بين إيران وإسرائيل

إبراهيم رئيسي يعتمد نهجاً معدلاً في التعامل مع «الهجمات الغامضة» و«فيينا» تستأنف خلال أسابيع

نشر في 28-10-2021
آخر تحديث 28-10-2021 | 00:04
 الرئيس الإيراني الأصولي إبراهيم رئيسي يلتقي إيرانيين أمام محطة بنزين وسط طهران أمس (د ب أ)
الرئيس الإيراني الأصولي إبراهيم رئيسي يلتقي إيرانيين أمام محطة بنزين وسط طهران أمس (د ب أ)
على وقع تصاعد حدة الهجمات الإلكترونية المتبادلة واستهدافها المنشآت الخدمية والبيانات الشخصية، حذر الرئيس الإيراني من محاولات جادة للإخلال بالنظام وإثارة غضب الشارع، في وقت نشرت مجموعة هاكرز تفاصيل شخصية لوزير دفاع إسرائيل ومئات الضباط والجنود الإسرائيليين.
في محاولة على ما يبدو للتعامل بأسلوب مختلف مع الهجمات الغامضة التي تضرب إيران، والتي تتهم اسرائيل بالوقوف وراءها، أقر الرئيس الإيراني الأصولي إبراهيم رئيسي بتعرض بلاده لهجوم كبير، وزار بنفسه أمس محطة وقود في طهران، حيث وعد

بـ "الاستعداد الجاد للهجمات السيبرانية والوقاية منها والتجهيز لمكافحتها"، معتبراً أن الهجوم الأخير هدفه "تعطيل حياة الناس وإثارة غضب المواطنين وخلق الفوضى والاضطراب في حياتهم".

وكانت حكومة الرئيس السابق حسن روحاني تعاملت بارتباك مع الهجمات التي كانت تتعرض لها البلاد وسط التوتر بين مراكز القوى خصوصاً بين "الحرس الثوري" والحكومة، لكن لا يبدو أن رئيسي المدعوم حتى الآن على ما يبدو من "الحرس" يواجه هذه المشكلة.

وواجهت حكومة روحاني زلزالاً في طريقة التعامل مع إسقاط طائرة أوكرانية فوق طهران مطلع عام 2020 بعد اغتيال واشنطن الجنرال قاسم سليماني.

وحاولت أجهزة الدولة في البداية التغطية على تورط "الحرس" باسقاط الطائرة الأوكرانية التي اعتقد أنها طائرة عسكرية أميركية، قبل أن تجد نفسها مجبرة على الاعتراف والدخول في صراع مع الجنرالات كاد يؤدي إلى أزمة واسعة.

وفي وقت سابق أشار رئيسي، خلال اجتماع لحكومته أمس، إلى ضرورة "توقع الهجمات الإلكترونية ومنعها والتجهيز لمكافحتها"، مشدداً على ضرورة "الاستعداد بجدية في مجال الحرب الإلكترونية، ويجب على الأجهزة ذات الصلة، مع التقسيم المناسب للعمل، ألا تسمح للعدو بمتابعة أهدافه الشريرة في هذا المجال وخلق مشاكل في عملية حياة الناس".

وأضاف رئيسي:"يريد البعض إثارة غضب الناس من خلال خلق الفوضى والاضطراب في حياتهم"، موضحاً أن "الغرض من هذا الإجراء هو تعطيل حياة الناس حتى يتمكنوا من تحقيق أهدافهم المحددة".

ولفت الرئيس الإيراني إلى أنه في "هذا الهجوم السيبراني، لم يربك المسؤولون، بل تمكنوا أيضاً من إدارة الموقف على الفور، كما أظهر الناس وعيهم في مواجهة هذه المشكلة، ولم يسمحوا لأي شخص بالإساءة واغتنام الفرصة".

وأشاد بالمعلومات التي وردت في الوقت المناسب من وسائل الإعلام الوطنية، وتابع: "علينا أيضاً أن نقدر بصدق دعم الشعب وتعاونه".

ودعا رئيسي إلى ضرورة أن تعوض وزارة النفط المتضررين مما حدث، وقال إنه: "بالمقابل على وزارة النفط أن تتخذ إجراءات للتعويض عن آثار الاضطراب، حتى لا تضيع حقوق الناس".

مشاكل كثيرة

وأعلن أمين المجلس الأعلى للأجواء الافتراضية في إيران أبو الحسن فيروز آبادي، السيطرة على الهجوم السيبراني، مؤكداً أنه كان واسع النطاق، وأدى إلى إحداث خلل في منظومات 4300 محطة ومركز تزود بالوقود.

واعترف فيروز آبادي بأن الهجوم السيبراني خلق الكثير من المشاكل رغم السيطرة عليه، مرجحاً شنه انطلاقاً من الخارج كالهجوم السيبراني الذي تعرضت له منظومات سكك الحديد.

وأعرب فيروز آبادي عن أمله في عودة جميع محطات الوقود إلى حالتها الطبيعية أمس، مبيناً أن الرأي النهائي حول الهجوم السيبراني سيتم الإعلان عنه في غضون 7 إلى 10 أيام.

«عصا موسى»

وبعد ساعات من الهجوم السيبراني على محطات الوقود الإيرانية، نشرت مجموعة هاكرز، معروفة باسم "عصا موسى" ليل الثلاثاء- الأربعاء، تفاصيل شخصية ودقيقة لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس ووحدة قتالية بالجيش الإسرائيلي، وهددت بالمزيد.

ووفق صحيفة "يديعوت أحرنوت"، فإن مجموعة "الهاكرز الإيرانية" نشرت، على موقعها بـ"الشبكة المظلمة" وعلى "تليغرام"، تفاصيل دقيقة تتضمن أسماء وعناوين ورتباً ووحدات مئات الضباط والجنود وطلاب الكليات العسكرية، مبينة أنها نشرت صوراً شخصية لغانتس مع تهديد بأنه "تحت المراقبة ونحن نعلم جميع قراراتك، وفي النهاية سوف نستهدف المكان الذي لا تتوقعه".

وأضافت: "لدينا وثائق سرية تخص وزارة الدفاع وبيني غانتس، لدينا أخبار وتقارير وخرائط عملياتية ومعلومات عن إمكانات الوحدات والقوات ورسائل، سننشر هذه المعلومات لإبلاغ العالم كله بجرائمك"، بحسب "يديعوت أحرونوت".

مجرد بداية

ونشرت المجموعة، التي سبق أن اخترقت شركات خاصة في إسرائيل ونشرت بيانات المئات من عملائها، ملفات تحتوي على التفاصيل الكاملة لوحدة قتالية بالجيش، بما في ذلك أسماء الجنود ورتبهم وتدريباتهم. وتحتوي بعض الملفات على قائمة كاملة بالجنود الاحتياط وأسماء ورتب وأرقام هواتف شخصية. وجاء نشر البيانات مرفقاً برسالة جاء فيها: "سنواصل القتال حتى كشف جرائمكم، وسنتعقبكم من حيث لا تدرون، هذه مجرد بداية".

وسبق أن نشر المهاجمون، كميات كبيرة من البيانات، قالوا إنهم حصلوا عليها لدى اختراقهم البريد الإسرائيلي، تتضمن تفاصيل شخصية لآلاف العملاء بما في ذلك الأسماء والعناوين وأرقام الهواتف.

وحسب الصحيفة العبرية، نشر "الهاكرز" مؤخراً أيضاً بيانات أخرى بعد اختراقهم شركات إسرائيلية، بينها شركة الإلكترونيات Gidel، والشركة المصنعة للبطاريات العسكرية Epsilor، وشركة أمن المعلومات والحاسوب Dosik Technologies.

إف 35 والتنف

ووسط أنباء عن استخدامها مقاتلات إف 35 ذات القدرات العالية في عملياتها البعيدة، بدأت إسرائيل بوضع خطط عسكرية لمهاجمة منشآت نووية إيران، التي قامت بدورها بنشر صواريخ اعتراضية في سورية، قبل نقلها إلى لبنان والعراق ومناطق أخرى.

الاتفاق النووي

ومع وصول مساعد وزير الخارجية علي باقري كني إلى العاصمة البلجيكية بروكسل لإجراء محادثات مع مساعد منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، أعلن التلفزيون الإيراني الاستعداد لإجراء محادثات مباشرة مع الأطراف الثلاثة الموقعة على الاتفاق النووي في فيينا عام 2015.

ونقل التلفزيون عن مصدر رسمي، أن "إيران دعت ممثلي بريطانيا وفرنسا وألمانيا لزيارتها أو أن تنظم زيارات لعواصمهم لإجراء هذه المحادثات، لكنها لم تتلق أي رد بعد".

وقبل لقائه مورا، أكد باقري كني أن "إيران عازمة على التفاوض لضمان الرفع الكامل والفعال للحظر الظالم وغير القانونية، وضمان تطبيع العلاقات التجارية والاقتصادية، وتقديم ضمانات ذات مصداقية لتكرار نقض الالتزامات".

وقال رئيس الوفد الإيراني على «تويتر» إنه تم الاتفاق على استئناف المحادثات مع القوى العالمية الست بحلول نهاية نوفمبر.

back to top