لبنان يقرّب الانتخابات... و«عاصفة نصرالله» تمرّ بهدوء

باسيل يتذرّع بالعواصف والصوم... وتخصيص 6 نواب للاغتراب يسقط في الجولتين

نشر في 20-10-2021
آخر تحديث 20-10-2021 | 00:05
رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري مترئساً جلسة البرلمان في بيروت أمس (رويترز)
رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري مترئساً جلسة البرلمان في بيروت أمس (رويترز)
بدا أن عاصفة الخطاب الناري للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، الذي لوّح فيه بـ 100 الف مقاتل يمتلكهم حزبه، قد مرّت بهدوء، في حين أقرّ النواب تقريب موعد الانتخابات، وسط رفض "التيار الوطني الحر"، الذي ينوي الطعن بالقرار، مما يُنذر بإدخال لبنان في أزمة جديدة.
أقر مجلس النواب اللبناني، أمس، تبكير موعد الانتخابات النيابية في البلاد إلى 27 مارس المقبل، بعدما كان من المقرر سابقا إجراؤها في مايو من العام نفسه، كما أقر إعطاء الحق للمغتربين في الاقتراع بالخارج.

ولقيَ هذا الأمر اعتراضاً من رئيس تكتل لبنان القوي رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل، في وقت أفادت معلومات بأن رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ لن يوقّع على القانون وسيردّه إلى البرلمان.

وكان البرلمان قد أقرّ في جلسته العامة التي استغرقت ساعتين، أمس، إجراء الانتخابات في 27 مارس، وعدّل النص وأبقى على اقتراع المغتربين لـ 128 نائباً وفق الدوائر الـ 15، ليسقط اقتراح تخصيص 6 نواب لغير المقيمين، وأسقطت الكوتا النسائية، كما علّقت المادة المتعلقة بالبطاقة الممغنطة في قانون الانتخاب، في حين تم تأجيل حسم قضية الميغاسنتر،

التي تسمح للمواطنين بالاقتراع في أماكن سكنهم دون العودة الى أقضيتهم.

باسيل

وأبدى رئيس التيار الوطني الحُر اعتراضه على تغيير موعد الانتخابات، متذرعا بإمكانية حدوث عواصف وبالصوم لدى المسيحيين.

وردّ عليه رئيس مجلس النواب نبيه بري قائلا: «صوّتنا وخلّصنا (انتهينا)، لنكمل الجلسة».

إلا أن باسيل عاد وقال: «سنطعن بتقريب موعد الانتخابات في المجلس الدستوري». فردّ عليه بري مجدّداً: «ما حدا يهدّدني، كل شي باسمح فيه إلا التهديد».

وعندما طالب باسيل بري بإعادة التصويت بالمناداة على إلغاء اقتراع المغتربين لـ 6 نواب، حصل هرج ومرج، وأعيد التصويت سريعاً بالمناداة، في جولة ثانية وصدّق القانون، وقال برّي: «خلاص خلصنا، كأن أول مرة منعمل جلسة».

وتساءل النائب عن حزب الله، حسن فضل الله، عن سبب «انقلاب من كان يؤيد طرح النواب الـ 6»، بينما هدد باسيل مجدداً عقب انتهاء ​الجلسة بالطعن على «التلاعب السياسي في موضوع ​اقتراع المغتربين»، لافتاً إلى أنه «من المعيب وصفهم في المجلس النيابي بأنهم يعرفون عن ​لبنان​ الصفيحة والكبّة، وهم ليسوا زينة كما وصفهم نائب آخر».

كما حذّر عضو كتلة اللقاء الديموقراطي، النائب هادي أبوالحسن من أن «أي محاولة لإعادة النظر بموعد الانتخابات سيؤدي إلى تأجيلها، ونأمل أن نلتزم بموعد 27 مارس».

في المقابل، أشار عضو تكتل ​الجمهورية القوية (القوات اللبنانية) النائب ​فادي سعد​، خلال حديث تلفزيوني، إلى أن «الانتخابات بدأت، وباسيل​ يحاول تعويم ما خسر من شعبيته، لكنه لن يتمكن من ذلك». وأضاف: «كذلك الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، يقوم بذلك قليلاً، حيث يرى أن بيئته تزعزت قليلا بعد 17 أكتوبر 2019»، موضحاً أن «شعبية القوات تزيد بغضّ النظر عن الأحداث، ونتمنى أن تستمر على هذا المنوال من دون أحداث».

ميقاتي

وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال الجلسة: «سنقوم بكل جهدنا للعمل على إجراء الانتخابات ضمن المُهل التي قررها مجلس النواب، وتأمين الأمور اللوجستية، وبإذن الله ستكون شفافة وسليمة».

البيطار

في غضون ذلك، وبينما اقتصرت جلسة مجلس النواب على مسألة الانتخابات، من دون الخوض في قضية ايجاد حل لمسألة التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، أفادت المعلومات بأن ​المحقق العدلي​ في قضية انفجار المرفأ، ​القاضي طارق البيطار،​ كان أمس في مكتبه ​بقصر العدل​، واستأنف عمله كمحقق عدلي في جريمة ​انفجار المرفأ​ بشكل طبيعي، بعد تبلغه قرار الغرفة الأولى في ​محكمة التمييز​ رفض طلب الرد المقدم بحقه من قبل الوزيرين السابقين النائبين ​عن حركة أمل علي حسن خليل​ و​غازي زعيتر​.

وأمام ​قصر العدل، نفّذ أهالي ضحايا ​انفجار المرفأ اعتصاماً ​دعماً للقاضي البيطار​.

خطاب نصرالله

وغداة خطاب نصرالله عالي السقف، وما تضمنه من تهديدات، خصوصاً حديثه عن وجود 100 ألف مقاتل مدرب تابع للحزب واستخدامه لهجة غير مسبوقة في الحديث عن طرف سياسي في البلد، بدا أن هناك قراراً سياسياً عند جميع الأطراف بعدم المضي في مسار التصعيد الكلامي والرد والرد المضاد الذي من شأنه أن يُبقي منسوب التوتر عالياً، وبالتالي إمكانية الانزلاق الى تكرار «تجربة الطيونة» التي قتل فيها 7 أشخاص غالبيتهم ينتمون إلى حزب الله وحركة أمل، بعد اشتباكات دامية الخميس الماضي استمرت 5 ساعات ووصفت بـ «الأخطر منذ سنوات». واقتصر الأمر على تعليقات بالحد الأدنى.

وعقب لقائه جعجع، في مقرّه بمعراب أمس، قال رئيس حزب «الوطنيين الأحرار»، ​كميل شمعون​ إن نصرالله تحدث عن «100 ألف مقاتل، لكن مقابلهم هناك مليوني لبناني»، مضيفاً أن «لغة السلاح مرفوضة والسلاح غير الشرعي يُبرهن أنه يُدار نحو الداخل أكثر مما هو نحو الخارج»، ومبديا تضامنه مع جعجع.

وقال النائب عن عضو كتلة الجمهورية القوية ​زياد حواط​: «لم يخف المسيحيون واللبنانيون يا سيد من فائض قوة منظمة التحرير ولا من جيش الاحتلال السوري، ولن ترهبهم أفعالكم وهم لن يخافوا اليوم ولا غدًا».

من ناحيته، قال السيد علي فضل الله، إن «الأمور في ​لبنان​ لن تتعدى سقفاً معيّناً، وإن اللعبة الداخلية ستبقى محكومة بأسقف كثيرة، وإن منطق الحرب لن يفرض نفسه مجدداً»، كما شدد المفتي الجعفري الممتاز، أحمد قبلان، ومنسقة ​الأمم المتحدة​ الخاصة في ​لبنان​ يوانّا فرونِتسكا خلال لقاء جمعهما «على ضرورة منع البلد من الانزلاق في اتون الحرب الأهلية».

اشتباكات عنيفة

على صعيد آخر، شهدت بلدة وادي الجاموس بالشمال اشتباكات عنيفة بالأسلحة بين أفراد من عائلتي الطرطوسي والسيد، سقط خلالها 4 قتلى وجرح 7 آخرين، كما تم إحراق منازل وسيارات، ما اضطر الجيش إلى الانتشار في البلدة والفصل بين العائلتين.

back to top