وثيقة لها تاريخ: بنو كعب وقصة هجرتهم من نجد والحجاز

نشر في 15-10-2021
آخر تحديث 15-10-2021 | 00:05
غلاف كتاب «بنو كعب قصة هجرتهم من نجد والحجاز»
غلاف كتاب «بنو كعب قصة هجرتهم من نجد والحجاز»
قبيلة بني كعب من القبائل العربية التاريخية التي لعبت دوراً سياسياً كبيراً في منطقتنا الجغرافية. فقد أسست الدولة الكعبية في مطلع القرن التاسع عشر تحت مسمى إمارة عربستان، واستمرت إلى لأكثر من مئة عام يعيش في كنفها وتحت حمايتها مسلمون عرب وفرس يزيد عددهم عن مليون إنسان.

ومن أبرز حكامها الشيخ خزعل بن جابر بن مرداو الكعبي الذي تقلّد الحكم في عام 1897 وكان حليفاً قوياً للشيخ مبارك الصباح. والشيخ خزعل هو آخر حكام الدولة الكعبية انقلب عليه الإنجليز، بعد أن كانوا حلفاءه بتعاون مع حاكم إيران.

والحقيقة أن الذي دفعني للكتابة حول هذا الموضوع هو كتاب صدر أخيراً تحت عنوان "بنو كعب قصة هجرتهم من نجد والحجاز"، تأليف خالد النبهان الكعبي ومراجعة وتحقيق عبدالله الحضبي السبيعي الكعبي ويوسف العمير آل منصور الكعبي.

الكتاب، الذي أهداني أخيراً نسخة منه الأستاذ يوسف العمير الكعبي، يضمّ بين دفتيه معلومات غزيرة عن تاريخ بني كعب ونسبهم والأحداث الرئيسة التي مرّت في تاريخهم منذ هجرتهم من نجد والحجاز قبل قرون عديدة.

ويبدو لي بعد قراءة هذا الكتاب القيّم والمفصل أن الدافع الرئيسي لتأليفه هو رغبة الكاتب في تصحيح أخطاء عديدة (كما يراها) وردت في مخطوط تاريخي قام الكاتب نفسه بطباعته ونشره تحت عنوان "تاريخ بني كعب" للمحقق الحاج علوان بن عبدالله الشويكي المولود في مدينة الفلاحية بعربستان عام 1259هـ، أي قبل أكثر من 180 عاماً.

يقول المؤلف في مقدمة الكتاب "أكرمني الله بأن أكون الشخص الذي اجتمع عليه مشايخ بني كعب ودار بني كعب للدراسات والبحوث والتوثيق التاريخي (في دولة الكويت)، للرد على بعض مغالطات والادعاءات في مخطوطة الشويكي، وهذه فرصة كبيرة لا تعوّض لكل مؤلف".

كما أكد الكاتب خالد النبهان الكعبي أن شعوراً كبيراً من الفرح ساوره عندما اطلع لأول مرة على المخطوطة التي قال عنها إنها "مصدر رئيسي لأغلب المؤرخين الذين كتبوا عن تاريخ بني كعب"، إلا أنه أصابه الأسف حينما تصفّحها وعثر على "أخطاء ومغالطات كتبها الشويكي عن رأيه، وأضافها إلى ما رآه في الوثائق التي حصل عليها في "الحوش الأحمر" (قصر أمراء بني كعب في الفلاحية، والذي سمعه من أفواه أبناء القبيلة، في زمن تصنيف هذه المخطوطة التي بين أيدينا".

كما أشار الكاتب إلى أن عدم ذكر الشويكي لسنوات أغلب الأحداث قد قلل من شأن المخطوطة، وجعلها تبتعد عن منهج التوثيق التاريخي، لتصبح أقرب إلى رواية أو قصة عن سيرة القبيلة.

لكنّ النبهان أكد احترامه وتقديره لما ورد في المخطوطة من "المعلومات القيمة النادرة الممتازة"، موضحاً أن الشويكي "من بيت جليل عُرف بالفضل، وكان أجداده كتّاب أمراء كعب". في مقالنا المقبل سنتوقف عند بعض المعلومات القيمة والمفيدة التي وردت في كتاب "بني كعب قصة هجرتهم من نجد والحجاز".

باسم اللوغاني

back to top