استفزاز المواطن

نشر في 08-10-2021
آخر تحديث 08-10-2021 | 00:10
 د. نبيلة شهاب للأسف الشديد كثرت التصريحات المستفزة من قلة من الاقتصاديين أو السياسيين والتي تنم عن جهلهم بالأوضاع الحقيقية للشعب ومستوى المعيشة والمعاناة التي يعيشها الكثير منهم، أو تجاهلهم عن عمد تلك الظروف، وإن كانوا قليلين إلا أن تصريحاتهم في وقت وجود أزمة كورونا الصحية والتي شملت آثارها جميع جوانب الحياة، تعد استفزازا موجها ومنظما ومقصودا للمواطن ومحاولة لزيادة معاناته النفسية.

المحزن في الأمر أن هذه التصريحات القبيحة فيها تجنّ وادعاءات كاذبة على المواطن المسحوق، وانتقاص من مجهوده ومساس بأموره المادية والاجتماعية الأساسية، خلاف أنها تضع المواطن بموقف الجاني على نفسه والجاني على مجتمعه، كما تدعي أن ردات فعل المواطن مبالغ فيها وينقصها تقدير دور الحكومة وإنجازاتها!

ومن أخطر هذه التصريحات أن يقوم أحدهم بإلغاء دور المواطن البسيط والعادي في بناء وطنه، وذلك عند الادعاء بأن الكويت بناها التجار فقط، وكأن التجار يعيشون وحدهم ويقومون بكل الأعمال وحدهم، وكأن كل أسرة لا تحتوي على التاجر والغني ومتوسط الحال والفقير، أو كأن لم يكن هناك في الكويت قديماً إلا طبقة واحدة فقط!! ورغم أن هذا الرأي مغلوط فإنه يعتبر تصريحاً مضحكاً مبكياً في آن!! فلا يُبنى مجتمع على جهد طبقة واحدة ولن يتطور أي مجتمع إلا بتضافر الجميع في تأدية كلٍّ منهم دوره المنوط به، ولا يعني ذلك انتقاصاً من دور التجار قديماً أو حديثاً في تطوير وطنهم ومساندة وخدمة أبناء وطنهم. لنتذكر دائماً أن تصريحات كهذه من شأنها أن تزرع الفتنة والتنافر والبغضاء بين أفراد المجتمع الواحد حتى مع قلتها، وهذا ينقلنا إلى نقطة مهمة جداً ألا وهي: هل تعتبر هذه التصرفات والتصريحات خطة موجهة وممنهجة ومقصودة لشق الصف الكويتي؟ ولمصلحة من؟ هذا ما يستحق التفكير والتحليل الموضوعي الصحيح، والمؤسف أن يكون لتلك التصريحات الاستفزازية آذان مصغية وهناك من يصدقها ويدافع عنها وإن كانوا قلة. ومن هنا يأتي دور العقلاء والوطنيين في المجتمع الذين لهم التأثير الأكبر على الآخرين، والذين يجب عليهم رأب أي صدع قد يحدث، وتقريب وجهات النظر وإظهار الحق وتبيان أهمية ودور كل طبقة من الطبقات الاجتماعية، والأهم من ذلك كله السعي الحثيث لانصهار الجميع في بوتقة الوطن كنسيج واحد متماسك مترابط متحاب يشد بعضه بعضاً ويسود بينهم الاحترام والتقدير.

أخيراً، تلك الغربان الناعقة لن تسكت وإن سكتت سيأتي غيرها، فهم لا يشعرون بالسعادة إلا بنشر التعاسة وإيذاء الآخرين وتحقيق خططهم العدائية لتدمير المجتمعات، ولذلك الترفع عنهم وتجاهلهم وتحجيمهم هو الحل الأمثل للتخلص من أذاهم.

د. نبيلة شهاب

back to top