عبداللهيان في لبنان يقدم عروض إعمار... والسعودية حاضرة

● عون: ندعم التقارب بين دول المنطقة
● ميقاتي: نرحب بأي مساعدة في إطار الدولة
● طهران تعرض بناء محطتَي كهرباء خلال 18 شهراً وإعادة بناء مرفأ بيروت

نشر في 08-10-2021
آخر تحديث 08-10-2021 | 00:05
الرئيس ميشال عون مستقبلاً وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في القصر الجمهوري أمس (رويترز)
الرئيس ميشال عون مستقبلاً وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في القصر الجمهوري أمس (رويترز)
بينما تُتهم بلاده وحلفاؤها بأنها أحد أسباب تسريع الانهيار الاقتصادي في لبنان، التي تقول قوى سياسية لبنانية أنه وقع بالكامل تحت نفوذ طهران، قدم وزير الخارجية الإيراني خلال زيارته إلى بيروت عروضاً بصفقات تجارية طموحة، متحدثاً عن كسر الحصار المفروض على لبنان.
في أول زيارة رسمية له إلى بيروت، بدا أن وزير الخارجية الإيراني يسعى إلى «تكييش» النفوذ السياسي المستجد لبلاده في لبنان، متقدماً بعروض تجارية طموحة لبناء محطات كهرباء لحل أزمة الطاقة التي يعيشها هذا البلد، كذلك إعادة إعمار مرفأ بيروت الذي تدمّر بانفجار 4 أغسطس 2020، في حين كان الحوار الإيراني ـ السعودي الحاضر الأكبر على لسان المسؤولين اللبنانيين، بينما يرى مراقبون أن التوازنات الدقيقة في بيروت بين العرب وإيران قد اختلت منذ مدة لمصلحة الثانية.

عون

وعلى وقع رفض قسم من القوى السياسية المناهضة لطهران للزيارة، بدأ عبداللهيان جولاته على المسؤولين، من القصر الرئاسي في بعبدا حيث استقبله الرئيس ميشال عون الذي أبلغ ضيفه بـ«دعم لبنان للجهود التي تبذلها إيران لتعزيز التقارب بينها وبين دول المنطقة، لاسيما العلاقات مع الدول العربية، من خلال الحوار القائم لهذه الغاية»، معتبراً أن «مثل هذا الحوار يمكن أن يقرب وجهات النظر حيال القضايا المختلف عليها».

ونوه عون بـ «التضامن الذي تبديه إيران مع لبنان في مواجهة أزماته، وبالمساعدات التي قدمتها بعد انفجار مرفأ بيروت».

وكان عبداللهيان جدّد في مستهل اللقاء مع عون، «دعم إيران الثابت للبنان، واستعداد الحكومة الإيرانية لتقديم كل المؤازرة التي يحتاجها لبنان خصوصاً في الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها».

عين التينة

بعدها، انتقل عبداللهيان إلى عين التينة، للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، في حضور السفير الإيراني في لبنان محمد جلال فيروزنيا.

وبعد لقاء استمر ساعة، قال الوزير الإيراني: «كان هناك تأكيد مشترك على ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات. وكان هناك أيضاً تأكيد على أهمية الدور الذي تقوم به المقاومة اللبنانية الباسلة في التصدي للكيان الصهيوني، وأكدت لدولة الرئيس الاستعداد الدائم والثابت للجمهورية الإسلامية الإيرانية في الوقوف إلى جانب لبنان داعمة ومؤازرة له في مقابل كل الصعوبات والمشكلات التي تواجهه في هذه المرحلة».

أضاف: «كان هناك أيضاً تشاطر في وجهات النظر على أن كل الملفات الإقليمية ينبغي أن تحل على أيدي أهل المنطقة بأنفسهم، وقيّمنا إيجابياً استمرار وتيرة المفاوضات الإيرانية - السعودية ونحن نعتبر أن وجود القوى الغريبة في المنطقة هو العامل الأساسي الذي يعمل على زعزعة الأمن والاستقرار وإيجاد المشكلات في ربوع المنطقة».

السراي

ومن عين التينة، انتقل الوزير الإيراني إلى السراي للقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي هنأ عبداللهيان بتوليه مهامه، وقال: «إن لبنان بأمس الحاجة اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، إلى تعزيز ثقة اللبنانيين بالدولة ومؤسساتها، من خلال علاقات طبيعية بين الدول تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة فيما بينها بما يخدم تطلعات شعوبها».

وشدد ميقاتي على «ترحيب لبنان بأي جهد من الدول الشقيقة والصديقة والمجتمع الدولي مادام يندرج في سياق مساعدته في الحفاظ على منطق الدولة ومؤسساتها الدستورية ودورها في الحماية والرعاية وتقوية قواها الشرعية الأمنية والعسكرية».

ورحّب «باسم الحكومة اللبنانية بالمناخات والأجواء الإيجابية التي سادت جولات الحوار بين إيران والسعودية، التي استضافها العراق»، مؤكداً «أن التلاقي والحوار بين دول الجوار العربي والإسلامي هو قدر شعوب هذه المنطقة الطامحة إلى العيش بسلام وأخوة» مشدداً «على أن «الخدمة الفضلى التي يمكن أن تقدم للمنطقة عموماً، وللبنان خصوصاً في هذه المرحلة الحرجة، هي أن تثمر لقاءات الحوار والتفاوض بين الجوار العربي والإيراني توافقاً كاملاً لإرساء دعائم الأمن والتقدم والاستقرار».

وفي ختام لقاءاته، اجتمع عبداللهيان مع نظيره اللبناني عبدالله بوحبيب، أكد بعدها أن «الشركات الإيرانية مستعدة خلال 18 شهراً لبناء معملين لإنتاج الطاقة الكهربائية بقوة ألف ميغاوات في بيروت والجنوب».

ولفت إلى أنه «توافقنا حول انعقاد اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين وملف العلاقات السياحية والاقتصادية مازال مفتوحاً أمام الجانبين».

من ناحية أخرى، قال الوزير الإيراني، إن المحادثات بين إيران والسعودية قطعت «شوطاً جيداً».

ومن وزارة الخارجية، انتقل عبداللهيان إلى مقر السفارة الإيرانية في بيروت، حيث اجتمع مع ممثلي الفصائل والقوى الفلسطينية مساء.

وكان عبداللهيان وصل فجر أمس، إلى بيروت آتياً من موسكو.

وقال فور وصوله: «أهنئ الشعب اللبناني الشقيق لمناسبة تأليف الحكومة الجديدة».

أضاف:«أود في هذه الزيارة الرسمية إلى لبنان الشقيق أن أعلن موقفاً صريحاً وحازماً بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكما كانت، ستبقى دائماً تقف بكل حزم وقوة إلى جانب الجمهورية اللبنانية الشقيقة من أجل كسر الحصار الظالم الذي تتعرض له في مثل هذه المرحلة الحساسة من تاريخها، ولن تبخل بأي أمر في مجال مساعدة لبنان ومؤازرته في حال طلب أي مساعدة تقدم في هذا الإطار».

مواقف معارضة

وسبق وصول الوزير الإيراني إلى لبنان تظاهرات احتجاجية اعتراضاً على الزيارة.

وقال المشاركون في مسيرة انطلقت إلى مقر وزارة الخارجية اللبنانية، إن الزيارة غير مرحب بها، ويرى المجتمعون أن الهدف من الزيارة هو الإيحاء بأن لبنان امتداد للنظام والنفوذ الإيراني.

وفي بيان موحّد، رأت المجموعات أن «إيران تكرّس وجودها في لبنان بواسطة ذراعها العسكرية ميليشيات حزب الله الذي سيطر على مؤسسات الدولة ومرافقها الشرعية».

من ناحيته، غرّد الوزير السابق ريشار قيومجيان الذي ينتمي إلى «حزب القوات اللبنانية»، قائلاً: «تكريس احتلال، وصاية، هيمنة، تدخل، ممانعة، مقاومة، محور التسمية لا تهّم. الأهم ألا نستسلم لحلف الأقليات ومحور الذميّة في عهد الذل».

بدوره، غرّد وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي قائلاً:» على وزير خارجية إيران أن يعلم أن حلم السيطرة على لبنان سيسقط كما سقطت سابقاً أوهام الطغاة والمحتلين».

على صعيد آخر، كان لافتاً، أمس، تحذير قائد الجيش العماد جوزيف عون من عودة سيطرة الميليشيات بقوله في كلمة بوزارة الدفاع: «نقف على مسافة واحدة من الجميع، ولن نسمح بزعزعة الوضع الأمني، ولا بإيقاظ الفتنة. الجيش هو الأمان والضمانة للبنان وشعبه، وإلا فالميليشيات المسلحة ستستعيد سيطرتها».

قائد الجيش يحذّر من «عودة سيطرة الميليشيات»
back to top