خريف ساخن على حدود إيران الشمالية

• طهران ويريفان تسعيان لتجنب معادلة «سيونيك - إدلب»
• الجيش يطلع خامنئي على 3 سيناريوهات لتدخل عسكري

نشر في 07-10-2021
آخر تحديث 07-10-2021 | 00:14
دبابات إيرانية خلال مناورات على حدود أذربيجان مطلع الشهر الجاري  (رويترز)
دبابات إيرانية خلال مناورات على حدود أذربيجان مطلع الشهر الجاري (رويترز)
كانت المخاوف الإيرانية والأرمنية من الوضع الأمني بمحافظة سيونيك جنوب أرمينيا، التي تضم الشريط الحدودي الأرمني- الإيراني وتفصل بين أراضي أذربيجان وأراضي جمهورية نخجوان الأذربيجانية، أحد العناوين الرئيسية للزيارة السريعة التي أجراها وزير الخارجية الأرمني أرارات ميرزويان لطهران الاثنين الماضي قبل توجه نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى موسكو.

وأكد مصدر رفيع بالخارجية الإيرانية، أن عبداللهيان، الذي أجرى أمس مع نظيره الروسي سيرغي لافروف محادثات مستفيضة حول الأزمة مع باكو، كان أكد لنظيره الأرمني أن القوات الإيرانية ستبقى مستقرة ومتأهبة على الحدود بين البلدين تحسباً للسيناريو الذي عاد إلى التداول بكثافة في الآونة الأخيرة عن مخطط تركي- أذربيجاني لاحتلال محافظة سيونيك لربط أراضي جمهورية نخجوان بـ «الوطن الأم»، وبالتالي يصبح لأذربيجان حدود مباشرة مع حليفتها تركيا، لكن في المقابل تفقد إيران حدودها مع أرمينيا، ويصبح حتماً عليها العبور في أذربيجان للوصول إلى روسيا وأوروبا.

وأشار المصدر إلى أن عبداللهيان كان واضحاً بأن بلاده لن تقدم على أي تحرك عسكري داخل الأراضي الأرمنية، إلا في حال طلبت منها يريفان ذلك رسمياً. بل إن عبداللهيان اقترح على ضيفه أن تبادر أرمينيا إلى تقديم شكوى لمجلس الأمن الدولي ضد تركيا وأذربيجان بسبب «التعديات على أراضي أرمينيا واحتلال جزء منها»، و«عدم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي أُبرِم برعاية روسية، وطلب تدخل دولي في هذا الشأن».

اقرأ أيضا

وفي سابقة، أبدت طهران استعدادها للسماح لقوات تابعة للأمم المتحدة بدخول أرمينيا عبر الأراضي والأجواء الإيرانية.

إلا أن وزير الخارجية الأرمني أوضح أن دخول قوات أجنبية لبلاده يتعارض مع الاتفاق الدفاعي مع روسيا، ولذلك فإن السلطات في بلاده تتوقع أن تلتزم موسكو بالدفاع عنها في حال تعرضها لاعتداء، وأنه إذا رفضت روسيا الالتزام بالاتفاق عندها يمكن ليرفان أن تطلب من إيران أو من مجلس الأمن التدخل.

وكشف المصدر أن الجانبين ناقشا التخوف المشترك بينهما من احتمال وجود صفقة روسية ــ تركية خلف الكواليس وضعت اللمسات الأخيرة عليها خلال قمة سوتشي الأخيرة بين إردوغان وبوتين تنص على مقايضة محافظة سيونيك الأرمنية بمحافظة إدلب السورية.

على مستوى آخر، كشف مصدر في قيادة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية أن القيادة جهزت عدة سيناريوهات ميدانية للتدخل إذا حصلت على أمر سياسي، بينها دخول جمهورية نخجوان أو منطقة ناغورني كاراباخ أو «سيونيك» وصولاً إلى إمكانية إيجاد شريط أمني على طول الحدود الأذربيجانية بعمق 40 كيلومتراً.

وأضاف أن الإيرانيين وضعوا كذلك لائحة أهداف مفترضة داخل أذربيجان ونخجوان، يعتقدون أن بعضها تشكل نقاط وجود إسرائيلي وأخرى تؤوي عناصر جماعات معارضة ومتشددة؛ للرد على قيام طائرات «درون» إسرائيلية بشن ضربات داخل إيران انطلاقاً من أذربيجان.

وذكر المصدر أنه تم إبلاغ القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية، المرشد الأعلى علي خامنئي، خلال اجتماع أمس الأول، بأن فريقاً أمنياً إسرائيلياً زار باكو أخيراً وطلب السماح للطائرات الإسرائيلية باستخدام قواعد عسكرية في أذربيجان، وأنه يجب على طهران أن تعطي إنذاراً قوياً بأنها لن تقبل بأي ترتيبات من هذا النوع لأنها ستعرض أمنها للخطر. وقال إن القوات الإيرانية بدأت تعد لمناورات بحرية نوعية في بحر الخزر، ونقلت إلى هناك زوارق سريعة تحمل صواريخ مضادة للسفن وطائرات وأجهزة تشويش إلكترونية.

● طهران - فرزاد قاسمي

back to top