أميركا وإسرائيل تبحثان «الخطة ب» ضد إيران

• طهران: تقدُّم جاد في المباحثات مع الرياض
• بلينكن: سنوسع تعاوننا مع السعودية

نشر في 24-09-2021
آخر تحديث 24-09-2021 | 00:05
قطع بحرية تابعة لـ«الحرس الثوري» خلال استعراض في الخليج أمس الاول  (إرنا)
قطع بحرية تابعة لـ«الحرس الثوري» خلال استعراض في الخليج أمس الاول (إرنا)
أجرت إسرائيل والولايات المتحدة مباحثات سريّة بشأن إيران لمناقشة الخطة البديلة «ب»، في حال رفضت طهران استئناف محادثات فيينا الخاصة بإحياء الاتفاق النووي الموقّع عام 2015، في حين تحدثّت الجمهورية الإسلامية عن اتصالات جيدة وأكثر تنظيماً مع السعودية خلال الأشهر القليلة الماضية حول القضايا الثنائية.
عقدت الولايات المتحدة وإسرائيل مباحثات سرية شارك فيها مسؤولون أمنيون، لمناقشة "الخطة ب" للتعامل مع المشروع النووي الإيراني، في حال فشل محادثات فيينا الرامية إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والمهدد بالانهيار منذ انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018.

ونقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤوليْن إسرائيلييْن رفيعَي المستوى، مساء أمس الأول، المباحثات تمّت عبر مجموعة عمل استراتيجية، أميركية ـ إسرائيلية، مشتركة وسريّة للغاية بشأن إيران، منذ تولي الحكومة الإسرائيلية الجديدة بزعامة نفتالي بينيت السلطة في يونيو الماضي.

وذكر الموقع أن الاجتماع عقد الأسبوع الماضي، عبر دائرة فيديو مغلفة وآمنة بمشاركة كل من مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، ورئيس مجلس الأمن القومي في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيال حولتا. وخلال المباحثات الثنائية، شدد الجانب الإسرائيلي على ضرورة المضي قُدما في تنسيق "الخطة ب" بشأن طهران، في ظل ما تعتبره الدولة العبرية تلكؤا إيرانيا، لكسب الوقت وإحراز تقدُّم علمي ومعرفي بشأن التسلح الذرّي، قبل استئناف المحادثات الدبلوماسية، التي توقّفت بعد الجولة السادسة أواخر يونيو الماضي، مع القوى الكبرى.

قلق وعقوبات

ولفت التقرير إلى "قلق أميركي" من جمود الجهود الدبلوماسية وتوقّف المباحثات غير المباشرة التي يُشرف عليها الاتحاد الأوروبي في فيينا، في محاولة لإعادة تفعيل الاتفاق النووي عبر عودة أميركية إلى الاتفاق والتزام طهران ببنوده التي تقيّد طموحها الذري.

وكشف مصدر إسرائيلي أن واشنطن تعتزم فرض عقوبات إضافية على إيران إذا لم تُستأنف المحادثات حول برنامجها النووي خلال الفترة القريبة المقبلة.

ونقل الموقع الأميركي عن البيت الأبيض قوله إن الولايات المتحدة "لا تزال منخرطة في المشاورات الجارية مع الحكومة الإسرائيلية حول مجموعة من القضايا المتعلقة بالتحدي الذي تمثّله إيران".

ورغم مطالبة الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، الثلاثاء الماضي، برفع جميع العقوبات كشرط مسبق، وتأكيد الرئيس الأميركي، جو بايدن، أنه سيفعل كل شيء لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، لم يعلن أي منهما القطيعة مع الطرف الآخر، وسط مؤشرات على أن المباحثات في فيينا ستُستأنف "خلال الفترة القريبة المقبلة".

تقدّم إقليمي

إلى ذلك، كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، أن المباحثات بين طهران والرياض، التي بدأت قبل أشهر، حققت "تقدماً جاداً" بشأن أمن الخليج.

وقال زاده، في تصريحات أمس، إن الطرفين أجريا مباحثات جيدة بشأن العلاقات الثنائية المقطوعة بينهما منذ أكثر من 5 أعوام.

وتابع: "التقدم بشأن أمن الخليج كان جاداً للغاية". وأجرى مسؤولون سعوديون وإيرانيون جولات من المباحثات خلال الأشهر الماضية في بغداد، كشف عنها للمرة الأولى في أبريل الماضي.

وجدد موقف بلاده بأن شؤون المنطقة والعلاقات بين دولها يجب أن تتم في إطار إقليمي دون تدخّل دولي.

وقال: "إذا أولت الحكومة السعودية اهتماماً جاداً برسالة الجمهورية الإيرانية، بأنّ حل المشكلات في المنطقة يكمن داخل المنطقة نفسها، حينها يمكن أن تكون لدينا علاقة مستقرة وجيدة بين البلدين المهمين في المنطقة، وهما إيران والسعودية". وأكد أن "التواصل بين البلدين الذي بدأ في عهد الرئيس الإيراني السابق، حسن روحاني، استمر بعد تولي خلفه، إبراهيم رئيسي، مهامه في أغسطس الماضي".

وجاء حديث زاده عن التقدّم الإيجابي غداة خطاب للعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزير، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وصف فيه إيران بـ "الدولة الجارة".

وأعرب الملك سلمان عن أمل بلاده بأن تؤدي المحادثات الأولية مع إيران إلى نتائج ملموسة لبناء الثقة وإقامة علاقات تعاون مبنية على الالتزام بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية، واحترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. ودعا طهران إلى "وقف جميع أشكال الدعم" للمجموعات المسلحة المقرّبة منها في المنطقة، وأهمية "جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل".

إلى ذلك، شدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس، على أن واشنطن تعمل مع الرياض لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة وصياغة مستقبل يسوده السلام والازدهار الاقتصادي.

وقال بلينكن، في بيان بمناسبة اليوم الوطني السعودي: "لقد دفعت قوة روابطنا مع المملكة ازدهار دولتينا وعززت أمن المنطقة، نحن بصدد توسيع نطاق تعاوننا، بما في ذلك بمواجهة تحدي أزمة المناخ ودعم استجابة دولية قوية لوباء كورونا".

تشجيع قطري

من جهة أخرى، أمِلَ نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر محمد عبدالرحمن، في عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي في أقرب وقت ممكن، قائلاً إنه لا يمكن تحمّل رؤية سباق نووي أو تسلّح في المنطقة.

وقال الوزير القطري، في مقابلة مع شبكة سي إن إن الأميركية، إن "الاتفاق النووي مهم جداً، ونحن نشجع إيران على الانخراط مجدداً في مفاوضات إعادة إحيائه، كما نشجع الدول الخليجية الأخرى على الانخراط مع إيران". ولفت إلى أن الدور الأميركي مهم جداً في إعادة الانخراط بالاتفاق النووي، كما أنه مهم، إضافة إلى الأطراف الآخرين في الاتفاق، لدعم أي انخراط بين دول الخليج وإيران.

ويأتي تصريح عبدالرحمن بعدما التقى وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان، أمس الأول، في نيويورك، مسؤولين سعوديين ومن دول خليجية وعربية أخرى.

وفي وقت سابق، انتقد عبداللهيان ما وصفه بضغط "الترويكا الأوروبية" لاستعجال بلاده من أجل استئناف المفاوضات النووية التي يلفّ مصيرها الغموض، في حين عبّر مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن قلقه من "المسار العام" للبرنامج النووي الإيراني.

نشجع إيران على الانخراط مجدداً في مفاوضات الاتفاق النووي وزير خارجية قطر
back to top