هل بدأت حرب «طالبان» و«داعش» في أفغانستان؟

حركة طالبان تطلق حملة تمشيط بمعقل «التنظيم» في جلال آباد بعد تبني «ولاية خراسان» هجمات ضدها

نشر في 21-09-2021
آخر تحديث 21-09-2021 | 00:05
أعلام «طالبان» ترفرف في أحد شوارع كابول (رويترز)
أعلام «طالبان» ترفرف في أحد شوارع كابول (رويترز)
أطلقت حركة طالبان حملة لملاحقة المتورطين المحتملين في هجمات ضدها تبناها تنظيم داعش في خطوة طرحت علامات استفهام حول ما إذا كانت الحركة التي تقول إنها تغيرت بعد سيطرتها على أفغانستان قد انزلقت إلى حرب مع الجماعات المتشددة وفي مقدمها «ولاية خراسان».
في خطوة تطرح تساؤلات ما إذا كانت الحرب، التي توقع العديد من الخبراء نشوبها بين التنظيمين المتشددين في أفغانستان، قد بدأت، أطلقت حركة "طالبان" حملة تمشيط واسعة في أبرز معقل لمقاتلي "داعش ــ خراسان" في مدينة جلال آباد عاصمة ولاية ننغرهار في شرق أفغانستان، بعد ساعات من تبني التنظيم الإرهابي هجمات استهدفت الحركة في جلال آباد والعاصمة كابول.

وقال وكيل وزارة الإعلام في حكومة "طالبان" المؤقتة ذبيح الله مجاهد، أمس، إن "داعش" يقف وراء التفجيرات التي وقعت خلال اليومين الماضيين وخلّفت عدداً من القتلى والجرحى بين قوات الأمن التابعة لحكومة تصريف الأعمال والمدنيين.

وأضاف مجاهد أن قوات الحكومة المؤقتة التي شكلتها "طالبان" أخيراً، بدأت عملية تمشيط في أطراف جلال آباد بحثا عن المنفذين.

وكانت الحركة أكدت أن أجهزتها الأمنية ألقت القبض على عدد من الأشخاص داخل كابول وجلال أباد.

وولاية ننغرهار، التي يتهمها قادة "طالبان" بأنها مركز لتجمع مقاتلي "داعش ـ خراسان"، تعتقد أوساط سياسية محلية أنها الأقل ولاء وقبولاً بحكم الحركة، لتنوعها العرقي والسياسي وارتباطها التاريخي بولاية بانشير، آخر المواقع التي وقعت بيد "طالبان"، بعد مقاومة كبيرة ومعارك دامية.

وكان تنظيم "داعش ـــ ولاية خراسان" أعلن، أمس الأول، مسؤوليته عن التفجيرات التي استهدفت الحركة يومي السبت والأحد الماضيين.

وجاء في بيانين منفصلين نشرا عبر وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم أن "جنود الخلافة فجروا السبت والأحد عبوات ناسفة استهدفت آليات تابعة لطالبان المرتدة في جلال أباد وكابول، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى".

وتعتبر هذه الاعتداءات الأولى منذ انسحاب القوات الاميركية من أفغانستان في 30 أغسطس الفائت بعد تدخل عسكري استمر 20 عاماً.

وتظهر هذه الهجمات، أن الوضع الأمني لا يزال غير مستقر في البلاد، فيما وعد النظام الجديد بإرساء السلام والأمن، معتبراً أن نهاية الوجود العسكري الغربي ستجعل من الممكن إنهاء العنف الذي تشهده البلاد منذ عقود.

أوليفانت

من ناحيته، قال دوغلاس أوليفانت مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، إن "طالبان" لديها اليد العليا في أفغانستان لكن لديها خلافات عميقة مع الحركات المصنفة ضمن التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم " داعش ـ خراسان".

وأضاف بعد سلسلة التفجيرات "أعتقد أن هذا التشرذم وعدم التسريع في تشكيل الحكومة ربما ترك هذا الفراغ في ننغرهار"، معتبراً أن ذلك ما جعل "داعش" يحاول العودة بقوة.

وأكد أوليفانت، أن هذه الأخطاء تحدث في أي حكومة انتقالية، مشيراً إلى ضرورة مراقبة الوضع بحذر كبير.

وفي طهران، أكد قائد قوات الجيش الإيراني في منطقة شمال شرقي البلاد، العميد رضا آذريان، أن "الأمن الكامل مستتب في جميع الحدود الشرقية والمشتركة مع أفغانستان"، لافتاً إلى أن "القوات المسلحة المنتشرة في الحدود الشرقية ترصد بكل قوة ويقظة مخططات الأعداء البغيضة، وفيما لو وقع منها أي خطأ فإنها ستتلقى رداً قاسياً من القوات المسلحة الإيرانية".

زيارة صحية

إلى ذلك، بدأ المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس زيارة إلى كابول، بعد عودة معظم الهيئات التابعة للأمم المتحدة إلى العمل في أفغانستان، والتي كانت حذرت من تفاقم الأوضاع الصحية والإنسانية في البلاد.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس شدد على ضرورة انخراط الأمم المتحدة مع طالبان بهدف إيصال المساعدات الإنسانية لدعم الشعب الأفغاني.

وظائف للنساء

وفي وقت يتصاعد القلق بين الأفغانيات المتعلّمات اللواتي يخشين مستقبلاً غير واضح المعالم بعدما أغلقت حكومة "طالبان" الجديدة أمام ملايين النساء والفتيات أبواب العمل أو التعليم، معتبرة أنها بحاجة لمزيد من الوقت للسماح لهن بذلك، أعلن القائم بأعمال عمدة كابول، حمد لله نعماني، أن "طالبان" أصدرت أوامر للعاملات في الوظائف التي يمكن أن يشغلها الرجال، بملازمة بيوتهن.

ووفقاً لنعماني، يوجد نحو 3 آلاف موظف في إدارة المدينة، بينهم 27 في المئة من النساء يعملن في الإدارات وفي مجالات التصميم والهندسة.

وقال:"سمحنا للنساء اللواتي لا يمكن استبدالهن برجال في العمل، أو اللاتي يعملن في وظائف ليست للرجال، بالعودة إلى العمل"، مشيراً إلى أن من بين هؤلاء هن النساء اللاتي يعملن في دورات المياه المخصصة للنساء في المدينة، حيث لا يسمح للرجال بالعمل فيها.

مدير «الصحة العالمية» يزور كابول وعمدة العاصمة يمنع النساء من شغل وظائف يمكن لرجال شغلها
back to top