المصالحة الإيرانية - السعودية تتصدر زيارة الكاظمي لطهران

بغداد تأمل استئناف إمدادات الغاز ودفع الوساطة مع واشنطن غداة التوصل لـ«هدنة الفصائل»

نشر في 12-09-2021
آخر تحديث 12-09-2021 | 00:05
متطوعون يقدمون المياه والأطعمة بـ«موكب أربعيني» في البصرة أمس الأول (أ ف ب)
متطوعون يقدمون المياه والأطعمة بـ«موكب أربعيني» في البصرة أمس الأول (أ ف ب)
يبحث رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في إيران اليوم 4 ملفات مهمة، يأتي في مقدمتها دفع جهود مصالحة طهران والرياض وإمدادات الغاز الإيرانية لبغداد والانتخابات العراقية، في حين واصلت قوات «الحرس الثوري» الإيرانية قصف قرى كردية بشمال العراق لليوم الثالث على التوالي.
في لقاء مرتقب سيكون الأول منذ تولي الرئيس الأصولي المتشدد سدة الحكم في طهران، بداية أغسطس الماضي، يجري رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، محادثات تشمل 3 ملفات مهمة، مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، برفقه سبعة وزراء ومستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي في طهران اليوم.

وفي حين لم تكشف طهران عن برنامج الزيارة المرتقبة، التي تأتي بعد نحو أسبوعين من النتائج المتواضعة التي حققها «مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة»، لجهة خفض التوتر الإقليمي، خصوصاً بين السعودية وإيران، ذكرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية أن خطوة الكاظمي تأتي بناء على دعوة تلقاها من رئيسي، خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه معه لتهنئته بالفوز بالانتخابات الرئاسية يونيو الماضي.

في غضون ذلك، أكد مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لـ«الجريدة» أن الكاظمي سيبحث استكمال خطته الرامية لحل الخلافات بين طهران والرياض وإتمام ما وصفه بـ«صفقة إيرانية سعودية خلف الكواليس»، للتعاون فيما بينهما لحل أزمات عالقة بالمنطقة تتضمن اليمن وسورية، وهو ما بدأ بحل عقدة تشكيل الحكومة اللبنانية، أمس الأول.

وكشف المصدر أنه بعد «مؤتمر بغداد»، الذي لم ينجح في جمع قادة طهران والرياض أو حتى في عقد لقاء ثنائي بين وزيري خارجية البلدين على هامش مشاركتهما به، أعلنت إيران استعدادها للعودة إلى المفاوضات الثنائية مع المملكة، وطلبت من الحكومة العراقية، التي توسطت في 3 جولات سابقة، المساعدة لرفع مستوى التمثيل ورفع السرية عن اللقاءات المقبلة.

وادعى المصدر أن السعوديين أعطوا الضوء الأخضر لعودة المفاوضات بين الجانبين، لكنهم، على ما يبدو، وضعوا شروطاً لرفع مستوى التمثيل ورفع السرية، وهو ما حمل الكاظمي على التعجيل بزيارته لكي يطلع على موقف الرئيس الإيراني الجديد من المفاوضات مع الرياض وما تريده حكومته لنقل وجهة نظر الإيرانيين للسعوديين قبل إجراء الجولة الرابعة الرسمية من المفاوضات، والتي ستكون الأولى بعهد رئيسي.

وحسب المصدر، فإن الإيرانيين يريدون من السعوديين أن يرفعوا مستوى التمثيل إلى أعلى مستوى ممكن بين البلدين، وأن يكون ممثلهم مفوضاً كي يقرر في الاجتماع أو يكون على اتصال مباشر بأعلى هرم السلطة، حيث تأمل حكومة رئيسي أن يتمكن الجانبان من التوصل لنتائج ملموسة تضمن في حدها الأدنى إعادة فتح سفارات البلدين، لكي يستطيعوا أن يكونوا على اتصال مباشر.

وأوضح في المقابل أن الرياض تصر على أن يكون «الملف اليمني» حاضراً بنفس الأهمية من أجل التوصل إلى نتيجة بشأنه في الجلسة المرتقبة للمفاوضات بين البلدين، لافتاً إلى أن ملفات مهمة مثل سورية وأفغانستان سوف تكون على طاولة المفاوضات المتوقعة.

انتخابات و«هدنة»

من جانب آخر، أشار المصدر إلى أن الكاظمي يريد من إيران والسعودية دعم إجراء الانتخابات النيابية العراقية، المقررة في أكتوبر المقبل، وتشكيل حكومة مستقرة في بغداد.

وأضاف أن تأمين الطاقة للعراق ودفع ديون بغداد لطهران سوف يكونان بصدارة المباحثات مع المسؤولين الإيرانيين، في ظل إصرار حكومة رئيسي على تقليص إمدادات الغاز للضغط بهدف تسديد المستحقات بشكل مستعجل، رغم العوائق التي تفرضها العقوبات الأميركية.

وبالإضافة إلى ملفي المصالحة السعودية الإيرانية والانتخابات العراقية وامدادات الطاقة يتوقع أن يبحث الكاظمي المساعدة في دفع الوساطة بين واشنطن وطهران غداة توصل حكومته لـ«اتفاق هدنة على مرحلتين» مع الفصائل العراقية المسلحة، الموالية لإيران، للامتناع عن استهداف التواجد الأميركي في العراق.

وأوضح مستشار الأمن القومي، أمس الأول، أن المرحلة الأولى من الهدنة تمتد لحين إجراء الانتخابات التشريعية في العاشر من الشهر المقبل على أن تمتد المرحلة الثانية إلى نهاية العام الحالي، موعد خروج آخر قوة قتالية أميركية بموجب مخرجات الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن.

وقود «حزب الله»

من جهة ثانية، تحدث المصدر عن وصول وتفريغ سفينة مازوت وسفينة بنزين إيرانية إلى ميناء بانياس السوري، أمس الأول، وقال إن عملية نقل الوقود الإيراني الذي طلبه «حزب الله»، للتغلب على أزمة المحروقات الحادة في لبنان، عملياً بدأت.

وأضاف أنه لا يعلم إن كان هذا الوقود سيتم نقله إلى لبنان عبر الطرق الرسمية أو غير الرسمية (الطرق العسكرية)، لتفادي العقوبات الأميركية، مشيراً إلى أن رجال الأعمال الذين اشتروا الوقود من إيران استأجروا نحو 200 صهريج لنقله عبر سورية إلى لبنان. كما تحدث المصدر عن وصول ناقلتين إيرانيتين إلى البحر الأحمر في طريقهم إلى لبنان وسورية. وألمح إلى أن الشركات الخاصة تسعى للتنسيق مع الحكومة اللبنانية الجديدة، بهدف إفراغ حمولة السفينتين في أحد الموانئ اللبنانية، لتوفير تكلفة النقل عبر الصهاريج.

قصف وهجوم

إلى ذلك، أفاد مسؤول عراقي كردي، أمس، بأن المدفعية الإيرانية تواصل لليوم الثالث على التوالي قصف قرى حدودية كردية بذريعة وجود مقرات ومواقع تابعة لمسلحي الأحزاب الكردية المعارضة لإيران في إقليم كردستان العراق. وقال المسؤول بمختارية قرية بربزين إن «القصف أثار الذعر والهلع بين المدنيين من سكان القرية».

على صعيد منفصل، قتل أربعة أشخاص بينهم عنصران من قوات الامن في هجوم نفذه مسلحون من تنظيم «داعش» في قرية قرب الموصل أمس.

وذكر صالح الجبوري مدير ناحية القيارة القريبة من موقع الهجوم أن «عناصر من بقايا تنظيم داعش هاجموا حاجزاً امنياً للحشد الشعبي»، مشيراً إلى «مقتل أربعة بينهم عنصر في الحشد وضابط ومختار القرية».

● طهران - فرزاد قاسمي

back to top