«لن تملك شيئاً وستكون سعيداً!»

نشر في 27-08-2021
آخر تحديث 27-08-2021 | 00:00
 دانة الراشد «لن تملك شيئاً وستكون سعيداً!»: كان هذا أحد توقعات كلاوس شواب، مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي World Economic Forum، لمستقبلنا في عام 2030، وأتت هذه التوقعات على هيئة مقطع فيديو أثار حفيظة المشاهدين بشكل كبير، حيث توالت التعليقات السلبية و»عدم الإعجاب»، مما اضطر المنتدى إلى سحب المقطع من قناة الـ«يوتيوب»، لكن لحسن الحظ تم رفعه مجدداً من قبل عدة مستخدمين قاموا بتحميله مسبقاً ليراه الجميع، وبإمكانكم مشاهدته على هذا الرابط:

https://www.youtube.com/watch?v=4zUjsEaKbkM

المقصود بهذه العبارة هو أن جميع المنتجات والسلع ستتحول إلى خدمات للإيجار، بما فيها الملابس حتى أدوات الطهي، والتي ستصل إلينا «بكل سهولة» إلى عتبة أبوابنا عن طريق طائرات الدرون، وفقاً لرؤية المنتدى الاقتصادي العالمي. السؤال هنا: إذاً من سيملك كل شيء؟ أترك لكم الإجابة.

أما التوقعات الأخرى فتشمل النزوح والهجرات الجماعية بسبب الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية، وبينما أرى أن البشرية كانت قاسية بالفعل على الأرض، إلا أنه يتم الدفع بشكل كبير نحو هذه البروباغندا لغايات أخرى، فعلى سبيل المثال، تم القبض على 22 شخصاً بتهمة إشعال حريق في غابات الجزائر. (سي إن إن العربية، 13 أغسطس 2021)، وكذلك الحال في إيطاليا، حيث رصدت كاميرات المراقبة مُزارعاً يشعل حريقاً في الأرياف الإيطالية، ثم اعتقلته الشرطة (شبكة يورو نيوز 8 أغسطس 2021).

وعندما نرى أنه قد يتم سن ضريبة الكربون carbon credit ليس على المصانع فحسب، بل على الأفراد، تحت ذريعة الاحتباس الحراري، فذلك قد يعني مستقبلاً محدود حركة تعيش حيواتنا فيه من خلال الشاشات الرقمية، ومن المثير للاهتمام أنه قد تم بالفعل البدء بنوع من الحظر البيئي climate lockdown في اليونان بعد الحرائق، لحماية قاطني أثينا من الدخان، وخطر الحريق (france 24، 4 أغسطس 2021).

كذلك فقد كان هنالك مقال تحت نفس العنوان على الصفحة الرسمية للمنتدى الاقتصادي العالمي كتبته الدنماركية إيدا آوكين Ida Auken، وتم إلغاؤه أيضاً لكثرة المعترضين على أجنداته، لكنه لايزال مرفوعاً على موقع فوربز forbes، حيث يصور لنا المستقبل –كما يتمنون- على أنه مثالي وجميل، لكنه يحمل في طياته الكثير من القيود والمراقبة لأقصى خصوصياتنا: أفكارنا، وهنا اقتبس لكم جزءاً من المقال:

«أنزعج بين الفينة والأخرى من أنني لا أملك أدنى خصوصية حقيقية، فلا يمكنني الذهاب إلى أي مكان دون أن يتم تسجيلي، وأدرك كذلك أنه يتم تسجيل كل شيء أفكر أو أقوم بعمله أو حتى أحلم به، أتمنى ألا يتم استخدام هذه المعلومات ضدي فحسب!». وهنا لا يسعنا القول إلا أن نتمنى، نحن بدورنا، أن تكون هذه مجرد توقعات خاطئة أو خيالاً علمياً جامحاً فحسب، وأتساءل إن كانت تطبيقات الهاتف هي المدخل لتسجيل مواقعنا أينما ذهبنا. يبقى الإنسان مجبولاً على التواصل مع الآخرين وجهاً لوجه من خلال الذهاب إلى المدرسة، والعمل والسوق، فلا يمكن استبدال كل ذلك بالشاشة، وتبقى الخصوصية أسمى صور الحرية.

● دانة الراشد

back to top