«معالم مدينة الكويت القديمة -٣» يرصد الجغرافيا التاريخية للبلاد

كتاب أصدره مركز البحوث والدراسات بإشراف الغنيم وفريق من المتخصصين

نشر في 23-08-2021
آخر تحديث 23-08-2021 | 00:00
غلاف الإصدار
غلاف الإصدار
يركز الجزء الثالث من كتاب «معالم مدينة الكويت القديمة» على الجغرافيا التاريخية للبلاد، مستعرضاً أبرز المعالم السكانية والعمرانية.
أصدر مركز البحوث والدراسات الكويتية الجزء الثالث من سلسلة كتاب "معالم مدينة الكويت القديمة"، وأشرف عليه رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية د. عبدالله الغنيم. وشارك فيه فريق عمل من المتخصصين، هم: م. صلاح الفاضل، فهد الشعلة، د. وليد المنيس، فهد العبدالجليل، د. فيصل الوزان، م. أحمد العدواني.

وقد صدر الجزء الثالث بعنوان فرعي، هو: "محلة مسجد الفهد – محلة سكة عنزة ومحلة العتيقي- محلة مسجد السوق والمدرسة المباركية- محلة مسجد الحداد– محلة الفرج وفريج العوازم – محلة بودي والمعيلي"، وجاءت صورة غلاف الكتاب لمسجد السوق.

وفي كلمة تصدر الكتاب، قال

د. الغنيم: "يقدم الجزء الثالث صورة الجغرافيا التاريخية للبلاد، بجميع أبعادها؛ السكانية والعمرانية، وتوزيع الأنشطة المختلفة المتعلقة بحياة الناس، كمواقع الأسواق والمؤسسات الحكومية والميناء وغير ذلك".

وأضاف: "تقدم الوثائق أسماء السكان، وجيرانهم، والسكك المختلفة، النافذ منها وغير النافذ، والساحات التي بين المنازل (البرايح). وفي الكتاب تعريف بالمصطلحات التي كانت تُستخدم في ذلك الوقت، ونماذج وافية عن الوثاق المُستفاد منها في ذلك المشروع".

وأضاف د. الغنيم: "المركز إذ يقدم هذا العمل، فإنه يظل يناشد الجهات الحكومية والأهالي مد يد العون في هذا المشروع، وتزويد المركز بما لديهم من وثائق ومعلومات، للوصول إلى الهدف المأمول، وليكون مصدرا أساسيا يفيد الباحثين في اختصاصاتهم. سيكون هذا الجزء، وما سبقه بمنزلة أطلس تاريخي فريد لمدينة الكويت القديمة، وسوف يتجاوز ذلك العمل إلى قرى الكويت في صورتها الأولى".

حقبة قديمة

من جهتهم، قال فريق العمل: "إن المحافظة على المدن القديمة، بكل معالمها، من أحياء وبيوت وشوارع وأزقة وأسواق وأسوار وآبار وغيرها، هي أفضل سُبل حماية الهوية الوطنية، وإثبات وجودها التاريخي والحضري. لكن للأسف الشديد، معالم مدينة الكويت القديمة، التي تقع داخل حدود سور الكويت الثالث الذي تم إنشاؤه سنة 1930، أزيلت ضمن سلسلة من عمليات الهدم وإعادة البناء منذ تصدير النفط وبداية التثمين في أواخر الأربعينيات، وأخذت البيوت الطينية، وأقدم المساجد والشوارع والسكك والمراسي (النقع) وسور الكويت بالاختفاء تدريجيا حتى ضاعت، ولم يعد باقيا من المباني الطينية القديمة إلا القليل مما يمكن أن يكون شاهدا على حقبة قديمة عاش الكويتيون في ظلها مكافحين ظروف الحياة القاسية".

مشروع علمي منهجي

وأوضح فريق العمل، أن الأجيال الحالية والقادمة ممن لم يرَ مدينة الكويت القديمة من حقها أن تتعرَّف على المكان الذي عاش فيه الآباء والأجداد، وتفهم طرق معيشتهم، وما تكبَّدوه من ضنك العيش والسعي في طلب الرزق، وخاصة بمدينة مثل الكويت، التي لها جذور تاريخية تمتد لأكثر من ثلاثة قرون، وكانت تتميز بموقعها الجغرافي المُطل على الخليج العربي، الذي جعلها مركزا تجاريا مهما بين الشرق والغرب.

وتابع: "مدينة الكويت القديمة راحت ضحية للافتنان بالحداثة والإثراء، بعد ظهور النفط، ولسوء تقدير إداري لمصير المدينة وللأهمية التاريخية والاستراتيجية لها، فقد كان من الممكن أن تشكل لدولة الكويت إرثا خالدا ومعلما سياحيا مهما يشهد على عراقتها وأصالتها، ويحميها من موجات العولمة وحملات تغيير الهوية التي بدأت تطل برأسها في الوقت الحاضر".

وفي الختام، أكد فريق العمل أنه وحرصا من المركز على تعويض جزء من تلك الخسارة الفادحة، فقد رأى تشكيل فريق من الباحثين الخبراء في معالم المدينة القديمة، ليقوموا بمشروع علمي منهجي لاستظهار مدينة الكويت القديمة، وأبرز معالمها، من خلال الوثائق الشرعية والسجلات الحكومية القديمة والصور الفوتوغرافية.

فضة المعيلي

back to top