غني: «طالبان» لا تعرض علينا مصالحة بل استسلاماً

هيرات تحت الحصار وطوارئ في 3 محافظات وصواريخ تعطّل مطار قندهار

نشر في 02-08-2021
آخر تحديث 02-08-2021 | 00:03
 عناصر كوماندوس من الجيش الأفغاني تنتشر على طريق أنجيل في هيرات أمس (أ ف ب)
عناصر كوماندوس من الجيش الأفغاني تنتشر على طريق أنجيل في هيرات أمس (أ ف ب)
لا تزال القوات الحكومية الأفغانية تكافح لصد هجمات حركة «طالبان» على مدن رئيسية عدة، في وقت صعد المتمردون هجومهم على مستوى البلاد، بما في ذلك قصفهم بالصواريخ لمطار رئيسي في الجنوب خلال الليل.
مع احتدام القتال الذي يتزامن مع المكاسب الإقليمية السريعة لحركة «طالبان» في المراحل الأخيرة من الانسحاب العسكري الأميركي الذي انتهى رسمياً أمس، انتقد الرئيس أشرف غني الحركة المتطرّفة لفشلها في حشد قوّتها التفاوضية بهدف التوصل إلى اتفاق سلام، في وقت أعلنت حكومته حال الطوارئ في ولايات هلمند وهيرات وقندهار، مهد «طالبان»، التي استُهدِفَ مطارها الوحيد بـ 3 صواريخ تبنّتها الحركة.

وفي اجتماع لمجلس الوزراء، أمس، قال غني: «إن المتمردين فشلوا في حشد قواهم للتوصّل إلى اتفاق سلام»، أضاف: «نريد السلام لكنهم يريدوننا أن نستسلم».

مطار قندهار

تصريحات غني أتت، عقب سقوط 3 صواريخ ليل السبت - الأحد في مطار قندهار، مما أدى إلى أضرار في مدرجه وإلى إلغاء كل الرحلات الجوية من وإلى هذه المدينة الكبيرة الواقعة في الجنوب.

وقال رئيس المطار مسعود باشتون، إن صاروخين من بين الصواريخ الثلاثة أصابا المدرج، ونتيجة لذلك ألغيت كل الرحلات من وإلى المطار، لساعات وجرى لاحقاً إصلاح الأضرار واستعاد المطار نشاطه أمس.

من ناحيته، أعلن الناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد، إن مقاتلي الحركة «قصفوا المطار لأن العدو (القوات الحكومة) يستخدمه مركزاً لشن ضربات جوية علينا».

ويشمل مجمع مطار قندهار الذي يضم مدرجاً واحداً فقط، قاعدة جوية عسكرية حيوية لإمداد القوات الحكومية التي تواجه «طالبان» منذ أسابيع في ضواحي المدينة التي يبلغ عدد سكانها 650 ألف نسمة.

ويأتي هجوم المطار في وقت تسعى «طالبان» للسيطرة على 3 عواصم إقليمية، هي هيرات في الغرب ولشكركاه، عاصمة هلمند في الجنوب، وقندهار.

واقتربت «طالبان» في الأسابيع الأخيرة من قندهار مهد الحركة المتمردة، ووصلت إلى حدود ثاني كبرى مدن البلاد في عدد السكان.

وفي حال حدوثه، سيشكل سقوط قندهار التي جعلت «طالبان» منها مركز نظامها حين حكمت بين 1996 و2001، كارثة للسلطات الأفغانية.

ومن شأن ذلك أن يعزز التساؤلات حول قدرة الجيش على منع الحركة من الاستيلاء على السلطة.

وقال مسؤولون، إن «طالبان» تعتبر قندهار نقطة استراتيجية رئيسية تستخدمها فيما يبدو كمركز للتحكم من أجل السيطرة الكاملة على 5 أقاليم أخرى.

وفي لشكركاه التي يبلغ عدد سكانها نحو و200 ألف نسمة «هناك معارك دائرة في المدينة وطلبنا نشر قوات خاصة فيها» كما قال عطاء الله أفغاني رئيس مجلس ولاية هلمند.

هيرات تحت الحصار

أما في هيرات، فأفاد مسؤولون بأن قادة «طالبان» يسيطرون بوتيرة سريعة على المباني الاستراتيجية في مختلف ثالث أكبر مدن البلاد، التي يبلغ عدد سكانها نحو مليوني نسمة، ما يجبر المدنيين على البقاء في منازلهم. وأعلنت وزارة الدفاع وصول المئات من جنود القوات الخاصة أمس، إلى هيرات «بهدف زيادة العمليات الهجومية والقضاء على طالبان».

وعلى مسافة 10 كيلومترات جنوب هيرات، استولى المتمردون على جسر بول مالان وتواجهوا مع القوات النظامية قرب جسر آخر هو باشتون بول، على الطريق الذي يربط هيرات بالمطار.

وقال بادشاه خان أحد السكان، أمس، إن «طالبان والقوات الحكومية تتواجهان في الشوارع»، مضيفاً أن «المسلحين استولوا على العديد من المباني الإدارية»، متحدثاً عن «مدينة ميتة وشوارعها مليئة بالجثث».

وثائق حساسة

وبعد 3 أيام من القتال الذي أوقعها تحت حصار «طالبان»، بدأت الدوائر الرسمية في هيرات بإزالة وثائق مهمة من المقار الحكومية بسبب مخاوف من وقوعها في أيدِ الحركة المتمردة.

وحسبما أفادت صحيفة «الغارديان» البريطانية، فإن مخاوف الجهات الرسمية تتمثل في إمكان استخدام الوثائق لاستهداف الموظفين الحكوميين من قبل الحركة.

وأشارت إلى أن المدينة باتت تحت الحصار الكامل مع إغلاق المطار وسيطرة «طالبان» على المعابر البرية التي تربط أفغانستان بإيران وتركمنستان.

وقال موظف حكومي لـ«الغارديان» إن رئيسه في العمل طلب منه نقل وثائق مهمة إلى منزله خوفاً من استيلاء «طالبان» عليها لحرقها أو استخدامها للانتقام من الموظفين.

وأضاف: «بعض الموظفين وافق. لكني رفضت ذلك، أخشى أن تكون هذه الوثائق بمثابة مذكرة إعدام بالنسبة لي».

وانتشرت قوات أفغانية وميليشيات تابعة لإسماعيل خان، وهو من قدامى المحاربين المناهضين لـ«طالبان» في السبعينيات، حول المدينة التي يبلغ عدد سكانها 600 ألف نسمة.

وتعهد خان، الذي حارب في السابق القوات السوفياتية خلال الثمانينيات ثم «طالبان» أثناء حكمهم المتشدد في التسعينيات، بمحاربة المسلحين مجددا لمواجهة تقدمهم. وكتب عبدالله عبدالله، نائب الرئيس السابق ورئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية في تغريدة، أن «طالبان أعدمت ضابطاً كبيراً في الجيش بعد أسره قرب هيرات».

إيران

وبينما حذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحافي، أمس، من خطورة الوضع في أفغانستان، معرباً عن استعداد بلاده للمساعدة في استعادة الأمن هناك، دعت السفارة الإيرانية في كابول المواطنين الإيرانيين الموجودين في المدن الأفغانية، باستثناء العاصمة كابول، إلى مغادرة البلاد.

كما طالبت السفارة، في بيان، جميع المواطنين بعدم السفر إلى أفغانستان حتى إشعار آخر بسبب تصاعد المخاطر الأمنية هناك.

مخاوف من سيطرة «طالبان» على وثائق حساسة... وإيران تُجلي جميع مواطنيها
back to top