العراق: هجمات جديدة على الأميركيين باستقبال الكاظمي

«الكاتيوشا» تهدد اتفاق سحب «القوات القتالية»... وتوسّع الشرخ بين «حلفاء إيران»

نشر في 30-07-2021
آخر تحديث 30-07-2021 | 00:05
عراقيون شيعة يحيون عيد الغدير في مرقد الإمام علي بالنجف أمس الأول (أ ف ب)
عراقيون شيعة يحيون عيد الغدير في مرقد الإمام علي بالنجف أمس الأول (أ ف ب)
شن مسلحون هجمات جديدة تستهدف الوجود الأميركي في العراق، أمس، بالتزامن مع عودة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي من واشنطن، حيث اتفق مع الرئيس جو بايدن على سحب جميع القوات القتالية بنهاية العام، وجاءت الهجمات أيضاً في ظل خلافات بين الفصائل المتحالفة مع إيران حول الاتفاق.
بعد ساعات من عودة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي من واشنطن، بعد زيارة تمّ فيها الاتفاق على انتهاء "المهمة القتالية" للولايات المتحدة في العراق بحلول نهاية العام، سقط أمس صاروخا كاتيوشا استهدفا محيط السفارة الأميركية بالمنطقة الخضراء في العاصمة بغداد، في حين تم استهداف رتلين للقوات الأميركية جنوب الناصرية بعبوتين ناسفتين.

وبحسب مصادر محلية، سقط عدد من الشظايا على عدد من المركبات المدنية ومنزل قرب حي المنصور السكني القريب من المنطقة الخضراء.

وأعلنت خلية الإعلام الأمني الرسمية في تغريدة فتح تحقيق بالحادثة، التي لم تخلف "خسائر تذكر"، مضيفةً أن الصاروخ الذي سقط في المنصور انطلق من منطقة شارع فلسطين، التي تضم مكاتب ومقار الفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران. ورأت أن "هذا الفعل الخارج عن القانون يشكّل تهديداً للمواطنين داخل الأحياء السكنية الآمنة".

انشقاق «حزب الله»

كما جاء الهجوم بعد تسريب أنباء عن خلافات في صفوف "المجلس التنسيقي للمقاومة" العراقية، الذي يضم فصائل "كتائب حزب الله ـ العراق"، و"النجباء"، و"كتائب سيد الشهداء" وغيرها، أظهرت شرخاً بين هذه الفصائل حول كيفية التعامل مع الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي حول "إنهاء المهام القتالية" للقوات الأميركية في نهاية العام.

وأفادت مصادر عراقية بأن الأمين العام لـ "كتائب حزب الله ـ العراق" أبوحسين الحميداوي، رفض في آخر اجتماع عقد لبحث القضية، وقف الهجمات والحديث عن هدنة حتى نهاية العام، وغادر الاجتماع، معتبراً أن "كل طرف سوف يعمل بشكل منفرد، ويعمل الذي يراه مناسباً دون التنسيق مع أي ميليشيا أخرى".

ووفقاً لمصادر فإن حركة "عصائب أهل الحق"، التي يتزعمها رجل الدين الشيعي قيس الخزعلي، أكدت خلال آخر اجتماع لـ "مجلس المقاومة" أنها "جاهزة للمشاركة في الهجمات الجديدة، في حال نالت إجماع المجلس".

بيان مشترك

وفي وقت لاحق، صدر بيان مشترك عن الاجتماع صيغ بعبارات توفيقية، اعتبر مراقبون عراقيون أن الهدف منها الحؤول دون اتساع الشرخ، ألمح ضمنياً الى الالتزام بهدنة حتى نهاية العام للتحقق من انسحاب القوات الأميركية.

وذكر البيان 6 نقاط فند فيها نتائج الحوار الاستراتيجي الاميركي - العراقي، هي:

"أولاً ـ أن ما ذكر في البيان الأميركي ـ العراقي في عبارة: إن العلاقة الأمنية ستنتقل بالكامل إلى المشورة والتدريب والتعاون الاستخباريّ تعني بوضوحٍ أن الموضوع لا يتعدى الإعلان المخادع لإبقاء الاحتلال، ولكن بتغيير عنوانه فقط، وفي هذه الحال لن يتغير موقف المقاومة.

ثانياًـ أغفلت مخرجات الحوار سهواً أو عمداً أي حديث عن احتلال الولايات المتحدة للأجواء العراقية وانتهاك سيادته مراراً وتكراراً، فلا معنى للإعلان عن سحب القوّات مع بقائهم محتلّين لأجواء العراق.

ثالثاً: منذ عام 2014 وبدايات الحرب على تنظيم داعش كنا نسمع من الطرفين الأميركي والعراقي أن القوات الأميركية في العراق ليست قتالية؛ بل هي للاستشارة والتدريب حصراً، ليفاجأ الجميع ما عدانا بالإعلان أن هذه القوات كانت قتالية، فإذا كان الجانب الأميركي يكذب طوال سبع سنوات فلماذا نصدّقه الآن؟ وإذا كانت بعض الجهات تغطي على الوجود القتالي بحجة أنه وجود استشاري سابقاً، فما الذي سيمنعها من تكرار ذلك الآن؟

رابعاً- في حال تم الإعلان الرسمي في نهاية العام عن رحيل جميع القوّات الأجنبية من الأراضي العراقية وإخلاء جميع القواعد منها، فمن الذي سيثبت أن هذا الإخلاء والانسحاب قد تحقق فعلياً؟ وهل سيسمح لِلِجانٍ برلمانيّةٍ نزيهةٍ بأن تدخل إلى هذه القواعد من دون إنذار مسبق لتفتيشها أو ستظل هذه القواعد مغلقة ومحميّة؟

خامساً- ماذا قدّم المستشارون الأميركيّون غير اختراق الأجهزة الأمنية للتخابر والتجسّس على البلد؟

سادساً- المقاومة ستبقى على جاهزيتها الكاملة لحين الانسحاب الحقيقيّ، وسيكون لها إجراؤها وموقفها الذي لن تتردد فيه إذا كان انسحاباً شكليّاً، وأن أي طيران أجنبي في الأجواء العراقيّة سيعدّ معادياً؛ وسيتم التعامل معه بما يجعل الندم على بقائهم أقلّ ما ينتابهم على كذبهم وخداعهم".

وقبل صدور البيان الختامي، نشرت منصات رقمية تابعة لـ"حزب الله"، صوراً لطائرات مسيرة، مع تعليق "نحن استثناء"، في إشارة إلى رفض التهدئة.

وكان الخزعلي وصف في كلمة، أمس الاول، بمناسبة عيد الغدير، ما جرى في واشنطن بأنه "مفاوضات الضحك على العقول". وتساءل اذا كان سحب القوات المقاتلة يشمل سحب "الطائرات الحربية المقاتلة والمروحية والمسيرة" ومنع تحليقها فوق الأراضي العراقية، معتبراً أن البيان، الذي صدر لا يحدد ما المقصود بالقوات القتالية، معتبراً انه "ليس من السهولة والبساطة أن تخرج أميركا من العراق دون أن يكون هناك عمل مقاوم قوي حتى تفهم أميركا أن العراقيين أقوى شكيمة وأشد بأسا من الأفغانيين".

ودعا الخزعلي إلى تشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ التعهدات الاميركية، واعتبر ان القوى التي رحبت بالإعلان "مخدوعة". ولدى الخزعلي 15 نائباً ضمن "كتلة الفتح"، التي يتزعمها زعيم "منظمة بدر" هادي العامري، والتي رحبت بنتائج الحوار الاستراتيجي الاميركي ـ العراقي.

اتفاق بايدن والكاظمي

في المقابل، اعتبر الباحث السياسي ورئيس مركز التفكير السياسي، إحسان الشمري، أن "استمرار عمليات الاستهداف بصواريخ أو طائرات مسيرة للبعثة الدبلوماسية الأميركية أو للقوات الاستشارية الموجودة، قد يهدد الاتفاق" بين بايدن والكاظمي حول إنهاء "المهمة القتالية".

وأضاف أن تلك الهجمات قد تسهم في "إظهار الحكومة على أنها غير قادرة على حماية تلك القوات ويفتح الباب أمام هجمات مقابلة، وبالتالي أمام مناخ من الإرباك الأمني".

استهداف السفارة الأميركية جاء بعد ساعات على بيان لـ «مجلس المقاومة» ألمح إلى هدنة
back to top