«جبهة إيران» منقسمة حول نتائج زيارة الكاظمي لواشنطن

• «تحالف الفتح» وفصائل في «الحشد» يرحبون بخروج «القوات القتالية» الأميركية نهاية العام
• «النجباء» تتعهد بمواصلة الهجمات رغم «تغيير المسمى»

نشر في 28-07-2021
آخر تحديث 28-07-2021 | 00:03
بايدن والكاظمي في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في واشنطن أمس الأول
بايدن والكاظمي في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في واشنطن أمس الأول
قوبل إعلان سحب القوات الأميركية القتالية من العراق بترحيب قوى عراقية عدة بينها عدد كبير من حلفاء إيران، إلّا أن فصائل مسلحة هددت بمواصلة الهجمات، معتبرة أن ما جرى مجرد تغيير مسمى القوات من قتالية إلى استشارية.
رحّبت بعض المجموعات الموالية لإيران بانتهاء "المهمة القتالية" للولايات المتحدة في العراق، الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي جو بايدن لدى استقباله رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في البيت الأبيض، أمس الأول، لكن بعض الفصائل المسلحة أعلنت أنها ستواصل الهجمات حتى "الانسحاب الكامل".

واعتبر "تحالف الفتح"، وهو تحالف سياسي مشارك في البرلمان العراقي يشكّل الواجهة السياسية للفصائل الشيعية المتحالفة مع ايران والمنضوية في الحشد الشعبي، في بيان بالإعلان عن "خروج القوات القتالية بشكل كامل" بأنه "خطوة إيجابية متقدمة باتجاه تحقيق السيادة الوطنية الكاملة".

وأمل في أن تتم "متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بشكل عملي" من قبل المسؤولين.

وأعلن بايدن لدى استقباله الكاظمي أنّ الولايات المتّحدة ستنهي بحلول نهاية العام "مهمّتها القتاليّة" في العراق لتباشر "مرحلة جديدة" من التعاون العسكري مع بغداد.

وقال بايدن وبجانيه رئيس الوزراء العراقي "لن نكون مع نهاية العام في مهمّة قتاليّة" في العراق.

وأوضح أنّ "دور" العسكريّين الأميركيّين في العراق سيقتصر على "تدريب" القوّات العراقيّة و"مساعدتها" في التصدّي لتنظيم الدولة الإسلاميّة، من دون إعطاء أيّ جدول زمني أو عناصر ملموسة في ما يتعلّق بالعديد.

وليس متوقعاً أن يؤدي هذا الإعلان إلى تغيير جذري في الوجود الأميركي في البلاد. وفيما انسحبت معظم القوات الأميركية المُرسلة عام 2014 في إطار التحالف الدولي لمساندة بغداد على هزيمة تنظيم "داعش" خلال عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، لا يزال هناك نحو 2500 عسكري أميركي في العراق.

وتُرسل الولايات المتحدة أيضاً بشكل متكرّر إلى البلاد قوّات خاصّة لا تُعلن عديدها.

ورحّب من جهته فصيل "كتائب الإمام علي"، أحد فصائل الحشد الشعبي المحسوب على المرجعية في النجف، بـ"إنهاء الوجود الأجنبي".

في المقابل، أعرب نصر الشمري نائب الأمين العام لـ"حركة النجباء"، أحد فصائل الحشد الأكثر تطرفاً، في مقابلة تلفزيونية عن الرفض التام لـ"أي وجود للقوات الأميركية" في العراق.

وهدد الشمري بـ"استمرار استهداف القوات الأميركية في العراق حتى بعد تغيير المسمى". واستهدف نحو خمسين هجوماً منذ مطلع العام المصالح الأميركية في العراق.

ولم تتوان الفصائل الموالية لإيران في تكثيف ضغوطها أخيراً على الكاظمي، فيما تواجه الحكومة أزمات تتزايد تعقيداً في البلاد على المستوى المعيشي والاقتصادي.

بدوره، رحب من جهته الزعيم الشيعي النافذ مقتدى الصدر بالإعلان، وقال في تغريدة، "شكراً للمقاومة العراقية الوطنية، فهاهو الاحتلال يعلن عن بدء انسحاب قواته القتالية أجمع، لننتظر وإياكم إتمام الانسحاب. وشكراً للجهود المبذولة لبلورة هذه الاتفاقية ولاسيما الأخ الكاظمي".

وأضاف "مع العلم أننا قد بينا شروطاً فيما سبق ومع تحققها يجب وقف العمل العسكري للمقاومة مطلقاً... والسعي لدعم القوات الأمنية العراقية من الجيش والشرطة لاستعادة الأمن وبسطه على الأراضي العراقية وإبعاد شبح الإرهاب والعنف والمتطفلين وأدعياء المقاومة".

كما رحب الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة بنتائج "الحوار الاستراتيجي" بين واشنطن وبغداد، معتبراً أنها "مهمة لتحقيق الاستقرار وتعزيز السيادة العراقية".

فيما أكد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، أن العراق نجح دبلوماسياً وسياسياً بانجاز الاتفاق الاستراتيجي العراقي الأميركي.

وقال الحلبوسي في تغريدة على "تويتر"، "العراق يخطو واثقاً نحو تحقيق كامل قدراته واليوم ينجح دبلوماسياً وسياسياً بإنجاز الاتفاق الاستراتيجي العراقي الأميركي ضمن متطلبات المرحلة الجديدة ومقتضيات المصلحة الوطنية وتحقيق السيادة الناجزة وبناء عراق مقتدر سيد".

ويشكل العراق جزءاً مهماً من الإطار الاستراتيجي للولايات المتحدة التي تقود عمليات التحالف الدولي لمكافحة الجهاديين في سورية المجاورة.

ومن غير الوارد بالنسبة إلى واشنطن أن تتخلّى عن البلد ذي التأثير الإيراني، في خضمّ ارتفاع مستوى التوتر بين إيران والولايات المتحدة، حتى لو كانتا لا تزالان تعتزمان إنقاذ الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني المبرم عام 2015.

من ناحيتها أشارت النائبة علية الامارة، العضوة بلجنة العلاقات الخارجية النيابية إلى أهمية الاتفاق بأن يكون "خروج القوات الاميركية بطريقة دبلوماسية مجدولة بما يعني ألا تتحول تلك القوات إلى أعداء بل ينبغي أن تبقى العلاقات مستمرة وفقاً للمصالح العليا".

وأضافت الامارة، أن "هناك اختلافاً في وجهات النظر بين الجهات السياسية التي ترغب بخروج القوات الاجنبية بشكل كامل والأخرى التي تريد بقاء تلك القوات، والحديث هنا لا يعني بقاء القوات العسكرية المقاتلة تحديداً بل نتحدث عن ضرورة بقاء التحالف الدولي لأغراض أخرى غير قتالية كالتدريب والاستشارة والتعاون الاستخباري في محاربة داعش استخبارياً على اعتبار أن داعش عسكرياً انتهى لكنه ما زال من فكر وعمليات إرهابية تحصل هنا وهناك من وقت لآخر".

وقال المحلل السياسي علي الفيلي، إن "بعض الجهات في العراق لا يحلو لها خروج القوات الاميركية بشكل ودي وتريد تحقيق نصر وهمي وتوظيف هذا الأمر لتحقيق مصالح ومكاسب سياسية".

وأضاف الفيلي، أن "الحكومة اليوم هي من تحاورت في واشنطن ومن يقود المفاوضات بشكل مباشر هي شخصيات من المكون الشيعي، بالتالي فلا نجد أي مبرر للازدواجية في الأحاديث وتوجيه التهم إلى الأكراد أو السنة بأنهم الراغبون ببقاء القوات الأجنبية بشكل منعزل عن بقية المكونات"، لافتاً إلى أن "جميع المكونات لا تريد بقاء القوات الاجنبية على الأرض العراقية لكن خروجها ينبغي أن يكون بطريقة تخدم العراق".

وكان لافتاً رصد كاميرات وسائل الإعلام ورقة كان يمسكها الرئيس الأميركي، خلال لقائه الكاظمي، كتبت عليها بخط اليد جملتان.

وبتكبير الصور تبين أن النقطة الأولى هي "مقترح الولايات المتحدة بشأن الرد على الهجمات"، بينما جاءت في الجملة الثانية "إيران تدرس كبح الهجمات".

back to top