نواب يحذّرون الحكومة من مراسيم الضرورة خلال العطلة

أكدوا رفضهم لاستخدامها في إقرار قوانين الدَّين العام والضرائب والرسوم وتعديل «الانتخابات»

نشر في 27-07-2021
آخر تحديث 27-07-2021 | 00:05
جانب من الجلسة الختامية لدور الانعقاد الأول
جانب من الجلسة الختامية لدور الانعقاد الأول
في وقت يقضي مجلس الأمة عطلته الصيفية، عقب انتهاء دور الانعقاد الأول، يُتداول حديث عن اتّجاه الحكومة نحو إصدار مراسيم ضرورة خلال هذه الفترة، الأمر الذي رفضه نواب الأمة، وحذروا منه، معتبرين أنّه تجاوز ومخالفة دستورية، لانتفاء صفة الضرورة.
رفض عدد من نواب مجلس الأمة اتجاه الحكومة لإصدار مراسيم ضرورة خلال فترة عطلة المجلس، عقب انتهاء دور الانعقاد الأول له في فصله التشريعي السادس عشر.

وأكد النواب، في أحاديث متفرقة لـ "الجريدة"، عدم وجود أي ضرورة لإصدار ما يسمّى بمراسيم الضرورة، لاسيما قانون الدّين العام أو تعديل قانون الانتخاب أو الضرائب أو فرض الرسوم، محذّرين الحكومة من الإقدام على هذه الخطوة التي لا يمكن أن تصبّ في مصلحة الوطن والمواطن والعلاقة بين السلطتين، ولافتين إلى أنه لا يمكن الوثوق بالحكومة أو تسليمها أموال الشعب.

في البداية، تساءل النائب أسامة المناور: إذا كانت الحكومة تنوي إصدار مراسيم ضرورة، فلماذا لم تقدّمها كمشاريع بقوانين خلال فترة دور الانعقاد المنقضي، وهي تملك الأغلبية النيابية لإقرار مثل تلك القوانين؟ لماذا لم تقدّمها وآثرت تعطيل الجلسات لتقديم مراسيم ضرورة؟

وأضاف المناور: إذا كان أحد مراسيم الضرورة الذي تريد الحكومة الإقدام عليه هو الدَّين العام، فهذا مرفوض بتاتا منّي شخصيا ومن أغلبية نواب الأمة، خاصة في كتلة الـ 31، وإذا كانت هناك قوانين أخرى تتعلّق بالدوائر الانتخابية أو أيّ مواضيع أو قضايا تحتاج الى تريّث أو دراسات ستكون مرفوضة أيضا.

وأكد أهمية أن تضع الحكومة خطة عمل لها تكون حقيقية، ويتحمل الوزراء مسؤولياتهم للمضي قُدما نحو معالجة مشكلات المواطنين والعمل على الإصلاح الشامل.

من جانب آخر، قال النائب حمدان العازمي إن المؤشرات الموجودة تؤكد استمرار التأزيم، محذّرا الحكومة من إصدار مراسيم الضرورة خلال فترة عطلة المجلس الصيفية، خاصة أن المجلس في خضمّ عمله، ولا يوجد حلّ أو ما يستدعي إصدار هذه المراسيم.

عمل المجلس

وأضاف أن عطلة المجلس الصيفية تعد فترة مؤقتة، وإذا لدى الحكومة مشروع يجب أن تقدمه وقت عمل المجلس، وسريان دور الانعقاد البرلماني، فالضرورة تعني الضرورة الملحّة التي لا تحتمل التأخير، لذلك لا يُوجد ما يستدعي الضرورة لإصدار مثل هذه المراسيم، لافتا الى أن المجلس سيعود للالتئام بعد 3 أشهر، أمّا إذا كان هناك طارئ ملحّ للبلاد، فلا بدّ له والأكيد عدم وجود أيّ طارئ يستدعي إصرار مراسيم الضرورة خلال هذه الفترة.

وأكد أن الحكومة تملك الأغلبية، وإذا كانت تريد هذه المراسيم فلتقدّمها بأول جلسة للمجلس في دور الانعقاد الثاني، لافتا الى أنّه يقف ضد هذه المراسيم، خاصة الدَّين العام المرفوض شعبيا ومن نواب الأمة.

أما النائب مهلهل المضف فقال: لا وجود إلى أي حاجة لإصدار مراسيم الضرورة خلال هذه الفترة، مشددا على أنه خطير ما يتداول من كلام عن اتجاه الحكومة لإصدار مراسيم ضرورة لا تحمل صفة الضرورة، مثل الدَّين العام والرسوم والضرائب، فهذا أمر مرفوض ولا داعي له، وإذا كانت الحكومة ترى وجود حاجة فعليّة، فلماذا لا تعرضها خلال فترة انعقاد المجلس؟

وقال: لا توجد أيّ ضرورة لإقرار مراسيم تتعلّق بالمادة 71 من الدستور، وهذا أمر خطير نحذّر منه.

وأكد أن وجود رئيس الوزراء على رأس الحكومة أمر غير محمود، وسيزيد الكلفة على النظام السياسي، وسيكون استمراره استمرارا للتصعيد، لاسيما بعد تأجيل استجواباته المقدمة والمزمع تقديها، لذلك سنقف له وللحكومة بالمرصاد.

في السياق ذاته، قال النائب حمد المطر أقف ضد إصدار مراسيم الضرورة خلال فترة عطلة مجلس الأمة، فلا ضرورة لإصدار مثل هذه المراسيم، ولو كانت الحكومة - كما تدّعي - وجود هذه الضرورة، لكان الأولى بها استمرار انعقاد مجلس الأمة وعدم تحصين نفسها، خاصة فيما يتعلّق بالاستجوابات المقدمة أو المزمع تقديمها، فهذا هو الأولى.

وأضاف: أمّا الحديث عن إصدار مراسيم الضرورة، فهناك مادة تحكم هذا الأمر يجتمع المجلس ويقرر خلال أسبوعين، لكن نحن نتحدث؛ أين هذه الضرورة لإصدار تلك المراسيم أو أي قانون سواء كان يتعلّق بالانتخابات أو الدّين العام، والحكومة كانت تستطيع معاودة جلسات مجلس الأمة لممارسة حقوقها؟ لافتا الى أن نواب الأمة كان لهم موقف تاريخي بوقوفهم ضد تحصين رئيس الوزراء.

وتابع: أقف، بلا شك، ضد مراسيم الضرورة خلال هذه الفترة، فلا وجود إطلاقا لما يسمّى باتجاه الحكومة نحو الضرورة.

الساير: غير دستورية ولا يمكن الوثوق بالحكومة

بدوره، قال النائب مهند الساير: سمعنا أخيرا عن وجود توجّه لدى الحكومة لإصدار مراسيم ضرورة، ولو كانت هناك عطلة برلمانية، فهذا غير دستوري لسبب واضح، هو أن الحكومة نفسها هي التي أبطلت الجلسات ولم تحضرها، وتجاوزت الأعراف التي كانت تدّعي التمسك بها، وقالت لن أحضر إذا جلس النواب على كراسي الحكومة والوزراء، لكنها في جلسة الميزانيات تخلّت عن كل ذلك، وأتت وحضرت وصوّتت على الميزانيات في الممرات وعند دورات المياه، مؤكدا أن الحكومة التي وصلت إلى هذه المرحلة لم يكن عليها ترك دور الانعقاد العادي للمجلس وتتجه إلى مراسيم الضرورة.

وأضاف: لو كان لدى الحكومة قوانين أو قضايا ملحّة، كان الأجدر بها طرحها خلال دور الانعقاد، وتناقش النواب، لاسيما أننا في كتلة الـ 31 أول مَن طرح ضرورة إقرار القوانين الخاصة بالإصلاح ومعالجة القضايا، مبينا أن كل المواضيع التي تتجه الحكومة الى الأخذ بها كمراسيم ضرورة طُرحت ونوقشت من الإخوة النواب خلال دور الانعقاد العادي.

وأشار الى أن انتفاء الضرورة واضح في كل ما تتجه إليه الحكومة على صعيد إصدارها المراسيم التي ترى أنها ضرورة، ونحن نرى عكس ذلك.

وإذا توجهت الحكومة هذا التوجه، فهذا دليل على الاستمرار في تجاوز الدستور ومخالفة القوانين، وهذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلا، كما أننا لا يمكن أن نثق بهذه الحكومة أو نسلّمها أموالنا أو مفاتيح القوانين في ظل غياب المجلس، وإذا كانت هناك ضرورة فلتعمل كما عملنا عندما تقدّمنا بطلب عقد دور انعقاد غير عادي على خلفية حرية الرأي، وما تعرّض له جمال الساير وقضايا أخرى.

وختم حديثه قائلا: الأجدر بالحكومة أن توافق على طلبنا هذا، ويعقد دور الانعقاد غير العادي، وتطرح القوانين التي لديها، بدلا من اتجاهها لإصدار مراسيم الضرورة.

فهد التركي

مهلهل المضف: وجود الخالد أمر غير محمود ويزيد الكلفة على النظام السياسي... واستمراره يعني التصعيد

العازمي: مرفوضة شعبياً ونيابياً ولا تحمل صفة الضرورة... وعلى الحكومة الانتظار لدور الانعقاد الجديد

المطر: كان الأولى بحكومة تدّعي «الضرورة» استمرار انعقاد المجلس... والدَّين العام والضرائب مرفوضان

المناور: إذا كانت تنوي إصدار مراسيم ضرورة فلمَ لم تقدّمها كمشاريع في دور الانعقاد المنقضي وهي تملك الأغلبية النيابية؟
back to top