«طالبان» على أبواب مزار شريف

وعدت بكين بتعاون اقتصادي... وتوتر على خطها مع طهران

نشر في 26-07-2021
آخر تحديث 26-07-2021 | 00:00
مقاتلون أفغان موالون للحكومة في هرات (أ ف ب)
مقاتلون أفغان موالون للحكومة في هرات (أ ف ب)
مع استمرار هجومها الواسع الذي أطلقته بعد أيام على بدء القوات الأميركية والأطلسية انسحابها النهائي من البلاد، أعلنت حركة "طالبان" الأفغانية المتشددة، أمس، سيطرتها على 8 من أصل 14 ولاية في شمال البلاد، وهي المنطقة التي كانت تقليدياً مناهضة لها، موكّدة أنها باتت على بعد 20 كيلومتراً من مدينة مزار شريف.

ومع استمرار المعارك في محافظة قندهار ومركزها مدينة قندهار، البالغ عدد سكانها 650 ألف نسمة، وتعد ثاني أكبر مدينة بعد كابول، قال رئيس إدارة شؤون اللاجئين في قندهار، دوست محمد درياب: "دفعت المعارك 22 ألف أسرة إلى النزوح من قندهار إلى مناطق أكثر أمانا".

وصرّح نائب حاكم الولاية لالاي داستاغيري، أن "الإهمال الذي تعانيه بعض القوى الأمنية، خصوصا الشرطة، أفسح في المجال أمام اقتراب "طالبان" إلى هذا الحد". وتابع "حاليا، نحن نحاول تنظيم صفوف قواتنا الأمنية".

وكانت السلطات المحلية أقامت 4 مخيمات لاستقبال النازحين، الذين يقدّر عددهم بنحو 154 ألف شخص.

إلى ذلك، اعتبر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أن المهمة الأولى لقوات الأمن الأفغانية هي التأكّد من قدرتها على إبطاء قوة زخم "طالبان" قبل محاولة استعادة السيطرة على الأراضي.

وذكرت وكالة "رويترز" أن الجيش الأفغاني يقوم بإصلاح استراتيجيته الحربية ضد "طالبان" لتركيز القوات حول المناطق الأكثر أهمية مثل كابول والمدن الأخرى والمعابر الحدودية والبنية التحتية الحيوية.

وقال أوستن للصحافيين، خلال زيارة لولاية ألاسكا، "إنهم يعززون قواتهم حول المراكز السكانية الرئيسية".

وأضاف: "فيما يتعلق بما إذا كانت ستوقف "طالبان" أم لا، أعتقد أن أول شيء يجب فعله هو التأكد من أنها تستطيع إبطاء الزخم، وأعتقد أن لدى الأفغان القدرة وإمكانية إحراز تقدم، لكن سنرى ما سيحدث".

«الحشد الشيعي»

ووسط حديث عن انقسامات في صفوف "طالبان" كان لافتاً إجراء قناة "بلومبرغ الشرق" المملوكة لسعوديين مقابلة مع الناطق الرسمي باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، حاول فيها اظهار حركته على انها عامل استقرار لدول الجوار.

ونفى مجاهد وجود ميليشيات شيعية أفغانية مدعومة من إيران على غرار "الحشد الشعبي" في العراق أو حزب الله في لبنان، معتبراً أن الحديث عنه "محاولة للوقيعة مع طهران"، ومشدداً على أن حركته "لن تسمح بوجود عسكري أو تدخل غير مشروع من قبل أي دولة".

وجاء هذا بالتزامن مع تصريحات لافتة لرسول موسوي، مدير دائرة شؤون غرب آسيا في الخارجية الإيرانية، الذي اعتبر امس الأول، أن "الحرب الداخلية في أفغانستان أو تأسيس إمارة إسلامية وجهان لعملة واحدة لا فرق بينهما"، في موقف يعكس امتعاضا إيرانياً من إصرار الحركة على مشروعها لإعادة بعث نظام "الإمارة الإسلامية" الذي فرضته خلال حكمها.

ورأى موسوي أن "الحرب الداخلية في أفغانستان قد تبدأ عاجلاً أو آجلاً ما لم يتم التحرّك نحو السلام عبر التفاهمات والاتفاقيات الأفغانية من خلال تنسيق إقليمي ودولي"، مشددا على أنه "‏لا يمكن لأي من اللاعبين الإقليمين أو الدوليين المضي بآليته فقط لحل أزمة أفغانستان من دون تنسيق مع الجميع".

الصين

وفي إشارة الى طموحات بكين الاقتصادية في أفغانستان وقف مشروع الحزام والطريق والممر الاقتصادي الباكستاني ـ الصيني قال المتحدث، إن "الصين من الناحية الاقتصادية جارة مهمة بالنسبة لنا، وفي المستقبل سنشهد تطوراً كبيراً مع بكين في المجال التجاري والاقتصادي".

وأوضح مجاهد، ان "الاتفاقية الموقعة بيننا وبين الأميركيين العام الماضي شدّدت على أن طالبان لن تسمح لتنظيم القاعدة، ولا أي أحد آخر أن يستخدم أرض أفغانستان ضد أمن أميركا وحلفائها"، مشدّداً على أنه "لا يوجد أحد من أعضاء القاعدة في المناطق التي تحت سيطرتنا".

أما عن سبب رفض "طالبان" تسلّم تركيا شؤون مطار العاصمة كابول، فقال الناطق باسم الحركة، "نريد علاقات جيدة مع أنقرة، لكننا نخالف بشدة وجود قوات عسكرية تركية في بلادنا، لأن هذا يعتبر تدخلاً في شؤوننا".

back to top