إيران تبدأ حملة لتجنيد مقاتلين أفغان

مخاوف من انزلاق أفغانستان إلى حرب إقليمية بالوكالة

نشر في 14-07-2021
آخر تحديث 14-07-2021 | 00:02
عناصر من الوحدات الخاصة بعد عودتهم إلى قاعدتهم عقب جولة من المواجهات العنيفة مع «طالبان» في قندهار أمس (رويترز)
عناصر من الوحدات الخاصة بعد عودتهم إلى قاعدتهم عقب جولة من المواجهات العنيفة مع «طالبان» في قندهار أمس (رويترز)
بعد أسبوع صاخب على الحدود الإيرانية - الأفغانية، ومحاولات طهران إبعاد أي شرارة محتملة قد تمتد إليها من القتال المتصاعد في أفغانستان، عبر استضافتها مؤتمراً ضم ممثلين عن حركة «طالبان» وآخرين عن حكومة كابول، تعمل إيران على أكثر من خط بالدرجة الأولى لحماية نفسها، لكن أيضاً بهدف «الاستثمار» في الجبهة الأفغانية المرشحة لأن تشهد حرباً أهلية قد تجذب إليها لاعبين إقليميين ودوليين متعددين.

وفي خطوة تعكس مخاوف إيرانية من أن تصبح أفغانستان تجمعاً ضخماً لمقاتلين من مختلف المشارب القومية والأيديولوجية، وأن تنزلق البلاد إلى ما يشبه حرباً إقليمية بالوكالة، كشف مصدر في «فيلق القدس» أن «الحرس الثوري» بدأ، منذ بداية الأسبوع، حملة تجنيد متطوعين من الشباب الأفغان في أرجاء البلاد، لضمهم إلى مقاتلي «فيلق الفاطميون» الموالي لطهران، والذي يقاتل في سورية وله مراكز تدريب في إيران.

وأضاف المصدر أن قائد فيلق القدس اللواء إسماعيل قآني زار سورية للقاء قادة «فاطميون»، والإشراف على سحبهم إلى إيران، ثم نقلهم إلى الحدود الأفغانية، وفي مرحلة أخرى إلى داخل أفغانستان وإبلاغهم خطة العمل الإيرانية الجديدة.

وتقول مصادر إيرانية إن هناك فصائل متنوعة من الأيغور والشيشان والتركمانستان والأزبك والطاجيك والعرب الأفغان والهنود الأفغان، وحتى «داعش»، تعمل حالياً تحت لواء حركة «طالبان» في معركة دحر الحكومة بكابول وإعادة بعث «إمارة أفغانستان الإسلامية»، لكن بمجرد تحقيق ذلك فإن هذه الفصائل ستنفصل، وكل منها سيحاول فرض أجندته، وبعض الفصائل المعارضة لطهران قد تعمل على زعزعة الأمن عبر الحدود الإيرانية.

وقال أحد المصادر إن طهران استطاعت، عبر سنوات من التواصل مع «طالبان»، خصوصاً بعد الهجوم الأميركي في 2001، بناء علاقات طيبة مع بعض مجموعات «طالبان»، كما تجمعها علاقة جيدة بالحكومة الأفغانية، لكن ما سيجري في أفغانستان سيكون أكبر بكثير، مشيراً إلى أن خطوة الأميركيين بالانسحاب وترك حلفائهم مكشوفين فاجأ روسيا والصين وباكستان، وبالقدر نفسه إيران.

ويعتبر هذا المصدر أن الانسحابات السريعة لقوات الجيش الأفغاني، الذي يضم 300 ألف عنصر ومعدات جيدة، واستسلام عناصره لـ «طالبان» أثارا مخاوف من اتفاق وراء الكواليس بين الحركة وواشنطن لخلق أمر واقع جديد، قبل تدارك الوضع من قبل دول الجوار الأفغاني.

ويرى أن إبعاد القوات الأميركية من الخليج، خصوصاً من قاعدة العديد في قطر، ونقلهم إلى قواعد في الأردن يزيدان الشك من أن الأميركيين يخططون لشيء ما قريباً للمنطقة، ولذا يريدون نقل قواتهم إلى أماكن أكثر أمناً.

وأمس، برز تصريح للسفير الأميركي في كابول، روس ويلسون، قال فيه: «لا نريد حروباً بالوكالة في أفغانستان. نريد من الدول المجاورة لها المساهمة في استقرارها».

يأتي ذلك، في وقت هددت حركة طالبان، أمس، تركيا بالتعامل معها كمحتل، إذا قررت الإبقاء على جنود أتراك لحماية وتشغيل مطار كابول الدولي، وذلك مع تقدم المفاوضات الأميركية-التركية بهذا الشأن.

وتفيد معلومات بأن تركيا ستلتزم في الاتفاق بأجندة الانسحاب الأطلسية، لكنها قد تعيد قوة جديدة لوقف اتفاق تعقده مع الحكومة الأفغانية.

وفيما بدا أنه مسعى لاستعادة الاستراتيجية، التي استخدمتها لدى استيلائها على السلطة في منتصف التسعينيات، من محاصرة المدن وإرغام الزعماء التقليديين على التفاوض على الاستسلام، قال وزير الإعلام والثقافة في نظام طالبان السابق (1996-2001)، أمير خان متقي، الذي يدير «لجنة الدعوة والإرشاد»: «الآن، ومع انتقال المعارك من الجبال والصحارى إلى أبواب المدن لا يريد المجاهدون القتال داخل المدن، من الأفضل أن يستخدم مواطنونا والعلماء كل القنوات للدخول في اتصال» مع طالبان، بهدف «التوصل إلى اتفاق منطقي لتجنيب تعرض مدنهم لأضرار».

طهران - فرزاد قاسمي

back to top