هجوم فاشل بـ «درون» مفخخة وراء «انفجار ملت» في طهران

أزمة بين إيران وسلوفينيا بسبب «مجاهدي خلق»

نشر في 12-07-2021
آخر تحديث 12-07-2021 | 00:05
أنصار «مجاهدي خلق» داخل معرض يحكي تاريخ الحركة الإيرانية المعارضة في مانزا بفرنسا أمس الأول (أ ف ب)
أنصار «مجاهدي خلق» داخل معرض يحكي تاريخ الحركة الإيرانية المعارضة في مانزا بفرنسا أمس الأول (أ ف ب)
أكد مصدر في شرطة التحري الإيرانية لـ "الجريدة" أن الانفجار الكبير الذي وقع في منتزه "ملت" وسط العاصمة طهران، الجمعة الماضية، كان لطائرة من دون طيار مفخخة (درون) انفجرت قبل انطلاقها.

وأفاد المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه أو رتبته، بأن التحقيقات الأولية لشرطة التحري التي عاينت موقع الحادث، القريب من مقر التلفزيون الرسمي ومنظمة تطوير الصناعات، التي تعمل بالتنسيق مع الجهات العسكرية على دعم برامج التسلح الصاروخي والبرنامج النووي، أشارت إلى أن بعض العملاء كانوا يحاولون تجميع أجزاء طائرة مسيّرة أحضروها إلى المنتزه، لكنّها انفجرت خلال تلغيمها بمادة "تي إن تي".

ورغم أن السلطات الرسمية نفت أن تكون هناك أي إصابات، فإنّ المصدر كشف أن هناك قتيلين بسبب الانفجار، ومن المؤكد أنهما كانا يعملان على تجميع وتركيب أجزاء "الدرون". وأشار إلى نقل القتيلين إلى مستشفى عسكري للعمل على تحديد هويتيهما.

وأوضح أن كاميرات المراقبة في المنتزه الشهير سجلت هروب 3 أشخاص آخرين من نقطة الانفجار، أحدهم كان جريحا. ولفت المصدر إلى أن الانفجار أحدث حفرة بعمق متر ونصف المتر، وقطر مترين في الأرض، مما يعني أن القنبلة رغم صغرها كانت شديدة الانفجار.

وحسب المصدر، فإنّ جهاز أمن "الحرس الثوري" ووزارة الاستخبارات توليا على الفور التحقيق في الموضوع، وتم إصدار أوامر لجهاز الشرطة بالانسحاب والاكتفاء بتأمين المكان من الخارج فقط.

وبيّن أنه من غير المعلوم، حتى الآن، أي نقطة كانت الخلية تريد استهدافها بالمنطقة الحساسة. ورجّح الضابط، الذي شارك بالعديد من التحقيقات في حوادث مشابهة، أن يكون الغرض من الهجوم إحداث حالة من البلبلة والرعب، و"إرسال رسالة سياسية بأن الوضع الأمني غير مستقر في قلب العاصمة، لأنّ أغلب المؤسسات كانت في عطلة الجمعة، ولم يكن بالإمكان إحداث أضرار جسيمة أو استهداف شخصيات بارزة. وقبل يوم من وقوع انفجار "ملت"، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أنه لن يسمح لطهران بامتلاك أسلحة نووية، وقال إن "إيران تعلم أن إسرائيل تعمل من داخلها".

مؤتمر «مجاهدي خلق»

إلى ذلك، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، السفيرة السلوفينية لدى طهران كريستينا رادي، وأبلغتها احتجاجاً رسمياً على مشاركة رئيس وزراء بلادها في مؤتمر بالعاصمة الفرنسية باريس لمنظمة "مجاهدي خلق"، التي تصنّفها إيران "تنظيما إرهابيا".

ووصف الناطق باسم "الخارجية" سعيد خطيب زادة، عبر "تويتر"، مشاركة سياسيين غربيين في اجتماعات "مجاهدي خلق" بأنه "نفاق مخز"، مشيراً إلى دعم نظام الدكتاتور العراقي السابق صدام حسين للمنظمة.

قاعدة في جابهار

على صعيد آخر، كشف قائد القوة البحرية في الجيش الإيراني، حسين خانزادي، أمس، أن بلاده تعتزم تدشين مركز تنسيق للتعاون الدولي للأمن البحري، في ميناء جابهار جنوب شرقي إيران، بمشاركة 36 دولة في المنطقة، بهدف إرساء الأمن البحري الكامل فيها.

وأكد المسؤول الإيراني أن الهدف من تأسيس المركز البحري، الذي تم الاتفاق على تدشينه خلال اجتماع "إيفانز 7" باستضافة فرنسا في جزيرة ريونيون، هو تبادل المعلومات اللازمة بين دول منطقة المحيط الهندي، وهو المركز الأول من نوعه في المنطقة، ويهدف إلى العمل على مواجهة القرصنة البحرية، وكيفية جاهزية الدول المشاركة فيه لمواجهة زعزعة الأمن.

وشدد خانزادي على أن منطقة الخليج وبحر عمان، هي منطقة آمنة، خاصة مع سعي القوة البحرية الإيرانية إلى إرساء الأمن في خليج عدن، مشيراً إلى أن قواته البحرية توجد في المياه الحرة والبعيدة، أهمها المحيط الأطلسي، رغم الحظر العسكري والاقتصادي الأميركي المفروض على بلاده.

ورأى قائد القوة البحرية للجيش الإيراني أن "الولايات المتحدة مرعوبة من وجود الدوريات البحرية الإيرانية بالمحيط الأطلسي، رغم أنها تبعد مسافة 5 آلاف ميل عنها بسبب كسر هيمنتها".

طهران - فرزاد قاسمي

back to top