من يحرس الحارس؟‎

نشر في 04-07-2021
آخر تحديث 04-07-2021 | 00:08
 محمد أحمد المجرن الرومي أيام الدراسة الجامعية حدثنا أحد أساتذتنا المختصين بالقانون حول موضوع الأمن ومن يقوم به والمختص هو الجهاز الأمني في كل دولة والمنوط به وزارة الداخلية ورجال الأمن، أشار أستاذنا الفاضل عن كلمة قالها رجل القانون والسياسي الفرنسي البارز موريس دوفرجية (١٩١٧-٢٠١٤) وهي من يحرس الحارس، أو بالفرنسية (كي جارد لو جارديان) ومازلت أتذكر هذه الكلمة عندما يحدث حادث يروح ضحيته أحد أفراد الأمن أو أي شخص مكلف بحراسة مكان ما أو حراسة أشخاص.

من المعروف أن الحراسة أو حفظ الأمن هو من اختصاص السلطات الأمنية في الدولة وهي منوطة بوزارة الداخلية، وإن رجل الأمن أو الحارس يقوم بواجبه حسب ما تنص به القوانين واللوائح في كل دولة.

الذي دعاني لتذكر كلمة الفرنسي دوفرجيه "من يحرس الحارس"، هو الحدث الجلل المتمثل بجريمة قتل الشهيد عبدالعزيز الرشيدي، رحمه الله، وهو أحد أفراد رجال الأمن المسؤولين عن المحافظة على الأمن وحماية المواطنين، بعد أن لاحق المغدور به أحد المطلوبين للعدالة، ولكنه وقع بخطأ عندما لاحق المجرم منفرداً دون دعم أو إسناد من رفاقه مما سهل للشخص المطلوب أمنياً أن يستفرد به ويطعنه حتى الموت.

في كثير من دول العالم نلاحظ أن رجال الأمن لا يسيرون لوحدهم سواء كانوا راجلين أو في دوريات تستخدم فيها الشرطة الرسمية السيارات، وذلك تحسبا لجميع الاحتمالات، والمحافظة على أرواح رجال الأمن، فنجد في الدورية واحداً للقيادة والآخر للاتصال بالقيادة وتلقي المعلومات، وكذلك يرسل المعلومات عن خط سير المطلوب أو مكان وجوده إذا كان يتحصن في مبنى أو سوق مركزي أو كان يحتجز رهائن أو غيرها من الأمور.

في الحالة الكويتية التي تمثلت بالحادث الأليم الذي راح ضحيته الشهيد عبدالعزيز الرشيدي للأسف لم تكن هذه الأمور الاحترازية موجودة والتي تحمي رجل الأمن من استخدام السلاح سواء الذخيرة المطاطية أو الحية أو العصا التي تشل حركة الشخص المطلوب، ولكي لا تتكرر مثل هذه الحوادث المؤلمة ويذهب ضحيتها حراس الأمن يجب أن تتخذ وزارة الداخلية إجراءات جديدة لمنع تكرار هذه الحوادث.

ورغم أن وزارة الداخلية تقوم مشكورة بحفظ أمن الجميع ممن يوجدون على أرض الكويت الحبيبة فإن عليها أن تعمل جاهدة لتدريب رجال الأمن على مواجهة هذه الحوادث حفاظا على أرواحهم (وأن تحرس حراس الأمن)، وهذا يدعوني مرة أخرى لمخاطبة وزارة الداخلية بالعمل باقتراحي السابق الذي ذكرته بعدة مقالات عن ضرورة إشراك المواطن في المحافظة على الأمن، عن طريق تشكيل فرق تطوعية في جميع مناطق الكويت لمساعدة رجال الأمن للقبض على مخالفي القانون أو المساعدة في القبض على المطلوبين للعدالة، للأسف شاهدنا عدداً من الناس كانوا يتفرجون على قتل رجل الأمن ولم يتدخل أي شخص لإنقاذه، رحم الله الشهيد عبدالعزيز الرشيدي وأسكنه الجنة والعزاء لأسرته الكريمة.

الأخ مرزوق البحر

أخي العزيز مرزوق عرفته منذ أيام الدراسة واستمرت العلاقة الطيبة معه أثناء مرحلة الدراسة، وكنا نلتقي في المساء في ديوان الإبراهيم بالقادسية مع الأحباء الأصدقاء، كما كنت ألتقي به عند ديوان أخينا العزيز عبدالكريم السعيد في ضاحية عبدالله السالم، إلى جانب أنني كنت ألتقي به في مسجد عثمان بن مظعون بالشامية، وهذه كانت آخر مرة ألتقيه بها بعد خروجه منذ حوالي شهر.

في الأسبوع الماضي اتصل بي أخي العزيز يوسف الشهاب (بوأحمد) وأخبرني بوفاة أخينا العزيز مرزوق علي البحر، ولقد حزنت على فقد أخ وصديق أعتز بمعرفته وصداقته، وما كان يتصف به من خلق وتواضع، وهو ينتمي إلى أسرة البحر الكريمة التي تربطنا بها علاقات قوية منذ القدم، وأقدم أحر التعازي القلبية لأسرته الكريمة من رجال ونساء، وأسأل العلي القدير أن يرحم أخانا العزيز مرزوق البحر ويغفر له ويسكنه الجنة. "إنا لله وإنا إليه راجعون".

* ومن الذين انتقلوا إلى رحمة الله الأخ حسين عبدالله حسين الرومي الذي ووري جثمانه الثري منذ ثلاثة أيام، أسأل العلي القدير أن يرحمه ويسكنه الجنة، وأحر التعازي لأسرته الكريمة. "إنا لله وإنا إليه راجعون".

محمد أحمد المجرن الرومي

back to top