ملك ماليزيا يدعو إلى إعادة فتح البرلمان

نشر في 20-06-2021
آخر تحديث 20-06-2021 | 00:00
 ذي دبلومات دعا ملك ماليزيا رئيس الوزراء محيي الدين ياسين إلى إعادة فتح البرلمان في أقرب وقت ممكن، إذ عُلّق عمل هذا المجلس طوال خمسة أشهر بعد فرض حالة الطوارئ، وأعلن الملك سلطان عبدالله سلطان أحمد شاه، بعد ترؤس مؤتمر خاص للحكام من الولايات العرقية الملايوية التسع، أن "البرلمان يجب أن يستأنف عمله في أقرب وقت".

في شهر يناير الماضي، وافق الملك على فرض حالة الطوارئ للسيطرة على فيروس كورونا، مما أدى إلى إغلاق البرلمان ومنح محيي الدين صلاحية تمرير التشريعات من دون التصويت عليها في البرلمان.

قال أحمد فاضل شمس الدين، مشرف القصر الوطني الماليزي، إن دعوة الملك تهدف إلى تجديد النقاش بين النواب حول قوانين الطوارئ وخطة التعافي الوطنية التي وضعتها حكومة محيي الدين.

من المتوقع أن تزيد هذه التعليقات الضغوط السياسية على محيي الدين الذي يتّهمه خصومه باستغلال حالة الطوارئ التي تنتهي في 1 أغسطس المقبل لكسب الوقت وترسيخ مكانته السياسية المضطربة، فمنذ أن شقّ محيي الدين طريقه نحو السلطة في شهر مارس من السنة الماضية، تعثّر مساره بسبب الأغلبية البرلمانية الهشة واضطر لمواجهة تحديات كبرى من أحزاب المعارضة ومن داخل معسكره الخاص أيضاً.

لكنّ خطورة الوضع دفعت الملك المعروف رسمياً بلقب يانغ دي بيرتوان أغونغ إلى اتخاذ خطوة غير مألوفة في الأسبوع الماضي، فأجرى مشاورات مع مجموعة من القادة السياسيين، منهم مهاتير محمد الذي كان رئيس الوزراء مرتَين وزعيم المعارضة أنور إبراهيم، علماً أنهما انتقدا طريقة تعامل محيي الدين مع وباء كورونا ودعوا إلى استئناف عمل البرلمان فوراً.

لم يتّضح بعد مدى استعداد محيي الدين لتطبيق نصيحة الملك، فعشية مؤتمر حكّام الولايات، أعلن الزعيم الماليزي أن البرلمان لن يفتح أبوابه إلا إذا تراجعت إصابات كورونا إلى أقل من ألفَي حالة يومياً وإذا تلقى 40% من السكان اللقاحات، فقد يحصل ذلك بحلول سبتمبر أو أكتوبر بحسب توقعاته. في الوقت الراهن، يسجّل البلد ما معدّله 5 آلاف إصابة يومياً، وقد تلقى نحو 10% من سكان ماليزيا فقط جرعة واحدة من اللقاح على الأقل.

قال محيي الدين: "هذا هو موقفي منذ البداية، ولا يمكن استئناف عمل النظام الديموقراطي البرلماني إلا في الوقت المناسب، أي حين يصبح عدد الإصابات تحت السيطرة ونصل إلى مرحلة شبه كاملة من المناعة الجماعية".

خلال السنة الماضية، انتقل ملك ماليزيا وقادة الولايات العرقية التسع من دورهم الرمزي إلى توسيع تدخّلهم في عالم السياسة، وفي ظل تعليق عمل البرلمان، بدأ عدد كبير من أعضاء المعارضة، وحتى حلفاء محيي الدين ظاهرياً، يعتبر هؤلاء القادة الحل الوحيد لكبح صلاحيات الحكومة.

لهذه الأسباب، رحّبت جميع الأطراف السياسية بتعليقات الملك، ووفق بيان جديد آخر، بدأ قادة تحالف "باكاتان هارابان" المعارِض يضغطون على رئيس الوزراء لتلبية رغبة الحكّام ودعوة البرلمان إلى الانعقاد في أسرع وقت ممكن أو الاستقالة، فقد ذكر تحالف "باكاتان هارابان" في بيانه: "من الضروري أن ينعقد البرلمان لإطلاق النقاش حول جميع قوانين الطوارئ وخطة التعافي الوطنية".

صدرت دعوات مماثلة من داخل حزب "بيريكاتان ناسيونال" الذي يقوده محيي الدين، وقال محمد حسن، نائب رئيس "المنظمة الوطنية الملايوية المتحدة"، في أحد البيانات إن أي محاولة لتأخير فتح البرلمان ستكون بمثابة إهانة للملك، ثم أضاف قائلاً: "لا يمكن تسريع تعافي البلد إذا عمد البعض إلى تسييس رغبة الملك، ولن يكون أي عذر لتأخير إعادة فتح البرلمان تصرفاً غير ديمقراطي فحسب، بل إنه سيشوّه نُبْل وحكمة المؤسسة الملكية التي كانت مستقلة وغير مسيّسة دوماً".

● سيباستيان سترانجيو - دبلومات

back to top