حكومة نفتالي بينيت ستسعى للتركيز على الداخل

نشر في 15-06-2021
آخر تحديث 15-06-2021 | 00:00
ريفلين في صورة تذكارية مع حكومة بينيت ولابيد في القدس المحتلة أمس (أ ف ب)
ريفلين في صورة تذكارية مع حكومة بينيت ولابيد في القدس المحتلة أمس (أ ف ب)
للمرة الأولى منذ 12 عاماً استيقظت إسرائيل، أمس، على حكومة جديدة لا يقودها بنيامين نتنياهو، الذي تجنب مراسم تسليم رئاسة الوزراء إلى خليفته نفتالي بينيت، الذي ستتوجه إليه الأنظار خلال سعيه إلى ترجمة وعود «ائتلاف التغيير» على أرض الواقع.

ومع بدء رؤساء الأجهزة الأمنية بإطلاعه على معلومات ومواد سرية، قال بينيت، في أول اجتماع لحكومته: «إذا أردنا أن يكلل عملنا بالنجاح، فسنضطر للحفاظ على ضبط النفس من المنظور الأيديولوجي، والتركيز على الحياة نفسها مثل شق الطرق والتعليم والصحة والاقتصاد والأمن».

وتعتزم حكومة بينيت، التي لا تربطها قواسم مشتركة تُذكر بخلاف الرغبة في إطاحة نتنياهو، تجنب القيام بتحركات كبرى بشأن القضايا الساخنة مثل السياسة تجاه الفلسطينيين، والتركيز بدلاً من ذلك على الإصلاحات الداخلية.

وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، إن «الائتلاف الحكومي يواجه سلسلة من القضايا الخلافية على المستوى الداخلي منها بناء المستوطنات، وتمكين المواطنين العرب في البلاد، ومساعدة الدولة لليهود الأرثوذكس المتطرفين، إضافة إلى تحديات عاجلة مثل تعزيز الاقتصاد بعد فترات من الإغلاق لاحتواء كورونا، والتفاوض على هدنة طويلة الأمد مع حركة حماس».

وأضافت: «كذلك، ورثت الحكومة الجديدة عدداً من التحديات ذات الصلة بالسياسة الخارجية، إذ تخوض إسرائيل معركة معقدة مع وكلاء إيران العسكريين في سورية ومناطق أخرى بالشرق الأوسط، كما تحاول احتواء الطموحات النووية الإيرانية، وسوف تواجه الحكومة أيضاً فترة غير مستقرة وسريعة الاشتعال في السياسات الفلسطينية، إضافة إلى تراجع الدعم الحزبي لإسرائيل في واشنطن».

وفي خطوة تعكس ما يشبه الارتياح الدولي لرحيل نتيناهو، هنأ الرئيس الأميركي جو بايدن بينيت باتصال هاتفي، مؤكداً التزام إدارته الكامل بالعمل معه «للدفع قدماً بالأمن والاستقرار والسلام بالنسبة إلى الإسرائيليين والفلسطينيين والشعوب في أرجاء المنطقة».

كما هنأ وزير الدفاع لويد أوستن نظيره الإسرائيلي بيني غانتس، وهاتف وزير الخارجية أنتوني بلينكن نظيره الإسرائيلي يائير لابيد الذي يشغل أيضاً منصب رئيس الحكومة البديل ودعاه إلى زيارة عاجلة الى واشنطن.

وتلقت الحكومة الجديدة أيضاً التهاني من الإمارات والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقادة الدول الأوروبية، بينما ساد الحذر الجانب الفلسطيني. ووصف رئيس الوزراء محمد أشتية رحيل نتنياهو بأنه يطوي إحدى «أسوأ المحطات في تاريخ النزاع»، لكنه اعتبر أن الحكومة الجديدة ليست أقل سوءاً من سابقتها والدليل إعلان بينيت دعم الاستيطان خصوصاً في المناطق المسماة (ج).

وفي غزة، قال عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» سامي أبوزهري، «لا نعول على أي تغيير في حكومات الاحتلال، فهي موحده على سياسة القتل ومصادرة الحقوق الفلسطينية»، معتبراً أن سقوط نتنياهو هو «أحد التداعيات المتلاحقة لانتصار المقاومة في معركة سيف القدس».

لكن رغم ذلك، أكد المتحدث باسم «حماس» فوزي برهوم أن «سلوك هذه الحكومة على الأرض سيحدد طبيعة ومسار التعامل الميداني مع الاحتلال». ووجدت الحكومة الجديدة نفسها أمام استحقاق «مسيرة الإعلام» التي كان نتيناهو منحها قبل رحيله ترخيصاً على عكس توصيات المؤسسة الأمنية.

وعشية المسيرة، التي ينظمها متشددون يمينيون في ذكرى احتلال القدس الشرقية في حرب 1967 وضمها، عقد المفتش العام للشرطة يعقوب شبتاي أمس جلسة تقييم للأوضاع ورفع توصيات إلى وزير الأمن الداخلي الجديد عمار بارليف وأصبح القرار بيد المجلس الوزاري المصغر «الكابينيت» وسط توقعات بإلغاء المسيرة.

back to top