حوار كيميائي: التعليم التطبيقي وأهميته في النهضة الاقتصادية

نشر في 13-06-2021
آخر تحديث 13-06-2021 | 00:20
 د. حمد محمد المطر تحرص الدول المتقدمة على جودة التعليم، الذي يعتبر قاعدة نهضتها الصناعية والتكنولوجية، وتُعنى بصفة خاصة بالتعليم التطبيقي وضرورة مواكبته لمستجدات سوق العمل ومتطلباته. وإذا أخذنا ألمانيا كنموذج، وهي ثالث دولة من حيث الصادرات، بعد الولايات المتحدة والصين، لوجدنا ما يحتله التعليم المهني (التطبيقي) فيها من أهمية كبيرة، حيث تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من ٥٠ في المئة من الوظائف، التي يعمل فيها الألمان، والوظائف المطلوبة تتطلب شهادات الدبلوم المهنية، بينما ٢٢ في المئة فقط من هذه الوظائف تتطلب شهادات جامعية ودراسات عليا، وهو ما يعكس بنية الاقتصاد الألماني، واعتماده على الصناعة المتقدّمة من جهة، وعلى الشركات المتوسطة والصغيرة من جهة أخرى، حيث يعمل في هذه الأخيرة أكثر من ٦٠ في المئة من الشعب الألماني.

لا أحد يمكن أن يجادل في قوة الاقتصاد الألماني وثباته وتفوّقه عالمياً، فألمانيا أقوى اقتصاد في أوروبا، وهي أحد الاقتصادات الأربعة الأقوى في العالم، بجانب الولايات المتحدة والصين واليابان، وكل الدول التي تؤسس لنهضتها الاقتصادية والصناعية تحاول دراسة هذه الاقتصادات والتعلم منها، خصوصاً لجهة تطوير العملية التعليمية بما يؤسس لنهضة اقتصادية.

وفي هذا المضمار، تقدّم التجربة الألمانية نموذجين واضحين لطبيعة الاقتصادات المتقدمة، الأول حجم اعتماد الاقتصاد وسوق العمل على التعليم المهني، والثاني الحجم الذي تحتله الشركات الصغيرة والمتوسطة بالاقتصاد الألماني الكلي، وهي شركات تعتمد بشكل أو بآخر على التعليم المهني.

ما نريد قوله هو أنه لا يمكن الوصول إلى نهضة اقتصادية من دون تأسيسها على نهضة تعليمية، ومن دون إعطاء أهمية كبيرة للتعليم المهني (التطبيقي) وجودته، لتساهم مخرجاته في سد حاجة سوق العمل المتنامية لهذا النوع من الوظائف.

وبمناسبة جودة التعليم، وحسب مؤشر دافوس لعام ٢٠٢١، فقد احتلت الكويت المركز الثامن عربيا والـ ٩٧ عالمياً، ضمن ١٣ دولة عربية تضمنها المؤشر، متأخرة عن قطر، والإمارات، ولبنان، والبحرين، والأردن، والسعودية، وتونس؛ وهو مركز متأخر إذا ما أخذنا في الاعتبار حجم الإنفاق وميزانية التعليم في الكويت، وهي نتيجة مؤسفة تحتّم علينا أن نولي العملية التعليمية كل ما تحتاج إليه من أجل النهوض بها، فلا يمكن إحراز أي تقدّم في ظل هكذا وضع تعليمي؛ ومن يدرس تجارب الدول التي أحرزت نهضة اقتصادية وصناعية كسنغافورة وكوريا الجنوبية وغيرها، يدرك ما أولته هذه الدول من اهتمام وتطوير كبيرين للتعليم، وكيف أسست نهضتها في المجالات كافة على عملية تعليمية متقدمة، قادرة على تزويد سوق العمل بالمخرجات المناسبة، فاستطاعت الاستفادة من القوى العاملة لديها، وتحديداً قوة الشباب، من خلال صقلها بالمهارات المطلوبة، التي تحتاج إليها عملية التطوير الشامل.

***

Catalyst "مادة حفّازة":

إيمان بالشباب + فكر تنموي = صناعة ناجحة

د. حمد محمد المطر

back to top