نظرة إلى الرياضة الكويتية

نشر في 11-06-2021
آخر تحديث 11-06-2021 | 00:00
 د. نوري أحمد الحساوي الكل مدرك أن الرياضة الكويتية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص قد أصابها ما أصاب كل شيء في الكويت من تأخر وانتكاسات، ومازلنا نعاني هذا التأخر والفشل في الرياضة التي لم تلق أي اهتمام جاد لينتزعها من هذا النفق المظلم، في حين دول العالم تتطور وتتقدم بالمستويات الرياضية العالية، وحتى الدول التي سبقناها وتقدمنا عنها رياضيا سابقا هي اليوم في وضع ومستوى نتمنى الوصول إليه.

إن تطوير الرياضة الكويتية ليس بالمستحيل، وإن ما ندعو إليه ليس بتنظير وكلام مرسل، إنما هو دعوة حقيقية صادقة إلى اتخاذ الطريق الصحيح للتعامل مع الرياضة في بلدنا، والنهوض بها بعيداً عن المشاحنات والصراعات التي كان لها النصيب الأوفر في تأخر الرياضة وابتعادها عن تحقيق الانتصارات.

الرياضة أصبحت علماً وثقافةً لا مهاترات وضخ أموال دون تخطيط سليم قائم على المنهجية والبحث العلمي الذي يطبق على أرض الواقع من خلال برامج معينة توضع من قبل خبراء ومتخصصين في الرياضة، لا من قبل رئيس ناد يملك ثروة مالية فقط، وليس لديه أي فكر رياضي يساعده في إدارة هذا النادي الذي يرأسه أو ذاك أو من خلال مجلس إدارة وصل بانتخابات قائمة على الطائفية أو القبلية لتفرز هذه الانتخابات في النهاية مجموعة ليس لها أي صلة بالرياضة بتاتاً.

كذلك لا ننسى أن للرياضة رافداً مهماً وفعالاً وهو الرياضة المدرسية التي أهملت مع مر السنين، ولم تعد فعالة ولا مؤثرة كما كانت، خصوصاً دورها في مد النوادي بالمواهب في كثير من الألعاب الرياضية، حيث كانت هذه الألعاب المدرسية تحظى بالمنافسة والاهتمام من قبل الجمهور الرياضي.

هناك دور لأعضاء مجلس الأمة إذا كان يهمهم الارتقاء بالرياضة الكويتية بأن يقدموا اقتراحات ومشاريع تنهض بالرياضة الكويتية بدل الصراعات والمهاترات التي أعمتهم عما يفيد البلاد والعباد.

وهناك دور آخر لا يقل أهمية عمن سواه في النهوض بالرياضة الكويتية، وهو دور الشركات ذات القطاع الخاص بدعم الرياضة بشتى السبل سواءً كرعاة للمسابقات أو تقديم الحوافز للاعبين، وللجمعيات التعاونية أيضاً دور في النهوض بالرياضة من خلال عمل الملاعب في المناطق التابعة لها ليمارس الشباب الرياضة خصوصاً كرة القدم اللعبة الشعبية، ومن هذه الملاعب تكتشف المواهب.

وأخيراً يجب ألا ننسى الدور الكبير والمهم للإعلام الرياضي من خلال النقد البناء والرأي السديد، وليس كما نشاهده الآن من صراعات لأجل الكراسي والمراكز وضرب شخص بآخر بعيدين كل البعد عما يجب أن تحمله الرياضة من قيم وأخلاق، وبهذا كله تكون الرياضة علما وثقافة لا مضيعة للوقت فقط.

● د. نوري أحمد الحساوي

back to top