القضاء العراقي تحت ضغط إيران و«عملية الرصافة» نسَفت تهدئة وشيكة

نشر في 09-06-2021
آخر تحديث 09-06-2021 | 00:08
اللواء قاسم مصلح
اللواء قاسم مصلح
حرب الدعاية والشائعات هي آخر أسلحة الفصائل العراقية الموالية لإيران، في مواجهتها لحكومة مصطفى الكاظمي بملف اللواء قاسم مصلح، الضابط الكبير في «الحشد الشعبي» والمعتقل بتهمة اغتيال الناشطين، حيث كرّست وسائل الإعلام المقربة إلى الميليشيات جهودها لإعلان إطلاق سراحه، طوال يوم كامل، بحيث اقتنع معظم العراقيين بذلك، وبحلول الصباح اتضح عدم صحة الخبر.

وتقول مصادر إن إيران وحلفاءها يئسوا من نجاح ضغوطهم على الكاظمي لإنهاء واحدة من أخطر عمليات التحقيق القضائي، منذ سقوط صدام حسين، حول اغتيالات وقضايا تهريب وفساد كبرى، يُتهم فيها واحد من أبرز قادة «الحشد»، لكن الضغوط اتجهت إلى رئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، الذي تؤكد المصادر أنه يريد أن يأمر بإطلاق سراح مصلح، تخلصاً من الضغوط الإيرانية الشديدة، حيث تخشى طهران تحويل اعترافات المتهم والأدلة المتاحة في هواتفه إلى لائحة اتهام كبرى تُوجَّه إلى منظومة «الحشد» بأسرها.

لكن حركة تشرين الاحتجاجية الواسعة دخلت على الخط، لتنظم احتجاجات في مختلف المدن، مطالبة بالكشف عن أدلة قتل الناشطين وقادة الحراك، ونظمت وقفات كبيرة في كربلاء والنجف والبصرة وسواها، ثم جاءت إلى بغداد لتهدد باعتصام أمام مجلس القضاء الأعلى.

وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن فائق زيدان، وهو رجل الظل الذي لم يظهر للعيان إلا قليلاً، دعا ممثلين من «الحراك» إلى الدخول لمبنى مجلس القضاء وسماع مطالبهم، في إشارة إلى أنه واقع بين ضغط حلفاء إيران لإنهاء التحقيق مع ضابط الحشد، وضغط الحركة الاحتجاجية التي سبق أن أسقطت حكومة عادل عبدالمهدي السابقة، وضغطت كثيراً لتمرير حكومة الكاظمي، حيث يتسع نفوذها واحترامها بين الرأي العام والفاعلين السياسيين والدينيين الكبار.

وتذكر أوساط سياسية أنه رغم ضغوط الحراك الشعبي فإن الكاظمي والحشد تعبوا من لعبة جر الحبل، ويبحثون عن تسوية تهدئ الأجواء، إلا أن اغتيال مدير مخابرات الرصافة في بغداد، فجر أمس الأول، من شأنه تخريب أي تسوية في الطريق وتصعيد التوتر بين الدولة والميليشيات.

يأتي هذا في وقت تترقب القوى العراقية الاستعراض العسكري، الذي ينظمه «الحشد» في 16 الجاري، ويتوقع أن يتضمن الإعلان عن وصول أسلحة جديدة للفصائل، بينها دروع روسية محدثة إيرانياً، ما قد يكون تهديداً جديداً يذكّر بمحاولة الفصائل اقتحام القصر الجمهوري، نهاية الشهر الماضي.

وتؤكد مصادر مقربة من الحكومة أن الكاظمي، مع فرق قتالية من متطوعين تابعين لمرجعية النجف الدينية تعد موالية للحكومة، سيشاركون في الاستعراض، لتطويق أي عواقب محتملة.

محمد البصري

back to top