High Light: التعليم في أزمة

نشر في 04-06-2021
آخر تحديث 04-06-2021 | 00:09
 د. حمود حطاب العنزي للتربية ونظام التعليم مهمات تتوجه نحو بناء الإنسان الكويتي الذي يعي واقعه ويسعى إلى تطويره وتجديده، والسؤال الملح هنا: هل نظامنا التعليمي قادر على بناء الإنسان؟ الإجابة وبكل أسف: لا؛ وهذا يبعث بسؤال أكثر إلحاحاً: ما الشروط التي يجب على نظامنا التعليمي أن يلتزم بها في أهدافه وعملياته بمدخلاتها ومخرجاتها ما من شأنه القيام في مهمة بناء الإنسان الكويتي القادر على النهوض والتقدم لمستقبل واعد للكويت؟

في تقديرنا أن أهم هذه الشروط هي:

- انتقال نظامنا التعليمي بأقصى ما يستطيعه من جهد إلى تكوين الإنسان الكلي المتكامل في مقابل الإنسان الجزئي المجزأ، ونحن نعلم أن الله قد خلق الإنسان في أحسن صورة، وفي أحسن صورة ما شاء الله ركبه، إن الإنسان كائن مركب في حاجاته المرتبطة بكيانه البيولوجي والبدني وفي حاجاته المعنوية والاجتماعية النابعة من ماضيه وحاضره وتطلعاته وآماله وطموحه المستقبلي.

- الاهتمام بعمليات التفكير العلمي والتفكير الناقد القائم على الحوار ووجهات النظر المختلفة، وكل ما يتصل بتكوين الاستقلالية في الرأي والرؤية إلى غير ذلك من مناهج التفكير العلمي والعقلاني.

- تركيز الموقف التعليمي على البعد المهاري والوجداني وعلى استراتيجية عنصري الدهشة والاستمتاع في معظم ما يتعرض له المتعلم في مختلف مراحل التعليم من مضامين وأنشطة.

- تنمية أخلاقيات العمل من خلال ترسيخ أخلاقياته في كل الأنشطة المرتبطة بالإتقان والموضوعية ومحاولة التحسن المستمر وصولاً الى التميز والإبداع.

- توسيع فرص الحوار والمناقشة إدراكاً لأهمية المشاركة وتبادل الرأي كوسيلة للإنجاز والنمو، ما من شأنه دعم وتنمية قيم المواطنة في سلوك المتعلم في حياته كمواطن في المستقبل.

تلكم هي بعض الشروط المعيارية التي يمكن لنظامنا التعليمي أن يسهم بها في تجديد ثقافتنا حاضراً ومستقبلاً، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأفكار قد تطرق لها معلمنا وأستاذنا، د. حامد عمار، رحمه الله في إحدى محاضراته.

ختاماً: أولى الخطوات تجاه تعليم فعال هي العمل الجاد لتغيير التفكير السائد في المجتمع مثل التفكير من خلال السلطة، سواء سلطة الأب، سلطة رئيس العمل، سلطة المعلم... إلخ. والتفكير من خلال المنفعة القبلية أو الطائفية أو الفئوية، والتفكير من خلال الادعاء وتضخيم الذات، والتفكير من خلال الزمن الذي سيحل المشكلات مع مرور الزمن، والتفكير من خلال الاستسلام للواقع والخوف من اختراقه وتجاوزه، فهذه الأنماط من التفكير تمثل عوائق أمام تشكيل الإنسان الكويتي وبنائه.

● د. حمود حطاب العنزي

back to top