بنيامين نتنياهو يستفز جو بايدن ... وغانتس يتصدى

رئيس «الموساد» الجديد: باتفاق أو من دونه... إيران تحرز تقدماً نحو حيازة سلاح نووي

نشر في 02-06-2021
آخر تحديث 02-06-2021 | 00:04
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبدو شارداً خلال تحيته ورئيس الموساد الجديد يوسي كوهين أمس
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبدو شارداً خلال تحيته ورئيس الموساد الجديد يوسي كوهين أمس
مع مضي خصومه السياسيين في وضع اللمسات النهائية لإنهاء حقبة حكمه القياسية، أقحم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الولايات المتحدة وإيران في محاولاته لإطالة أمد بقائه بالسلطة، في خطوة أقلقت إدارة الرئيس جو بايدن وسارع وزير الدفاع بيني غانتس إلى التحذير من خطورتها على أمن وتفوق إسرائيل العسكري بالمنطقة.
لاقى تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالعمل على منع إيران من امتلاك أسلحة نووية حتى على حساب العلاقات مع الولايات المتحدة، مخاوف كبيرة لدى إدارة الرئيس جو بايدن من إقدامه على مهاجمة الجمهورية الإسلامية في محاولة استفزازية للبقاء في السلطة.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن إدارة بايدن​ دعت وزير الدفاع الإسرائيلي ​بيني غانتس​ إلى لقاء طارئ خشية لجوء رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته​ لمهاجمة ​إيران​ لمنع الإطاحة به.

وعلى الفور، انتقد غانتس، تصريحات نتنياهو المعروف على نطاق باسم "الملك بيبي" ووصفها بالاستفزازية، مشدداً على أن "الولايات المتحدة كانت وستبقى الحليف الأهم لإسرائيل في الحفاظ على أمنها وتفوقها النوعي في المنطقة وإدارة بايدن صديقة حقيقية لها.

وقال غانتس:"لن يكون لإسرائيل شريك أهم من الولايات المتحدة، وإذا كانت هناك خلافات، ينبغي حلها بحوار مباشر في الغرف المغلقة، وليس وليس من خلال تصريحات استفزازية تعمل على الأضرار بأمنها القومي".

وخلال مراسم تسليم رئاسة الموساد من يوسي كوهين إلى دافيد برنياع، اعتبر نتنياهو، في حضور ​وزير الخارجية​ الأميركي الأسبق ​مايك بومبيو​ والوزراء ورؤساء ​الأجهزة الأمنية​ في السابق والحاضر، أن "التهديد الوجودي الأكبر لإسرائيل هو احتمال حصول إيران على أسلحة نووية وهذا الجهد المزعوم يعرض الدولة اليهودية للخطر".

وقال نتنياهو: "إذا احتجنا إلى الاختيار، وأتمنى ألا يحدث ذلك، بين الاحتكاك مع صديقتنا العظيمة الولايات المتحدة، وإزالة التهديد الوجودي (إيران)، فإن إزالة التهديد الوجودي هي التي تتغلب"، مضيفاً: "لقد قلت هذا لصديقي (يقصد الرئيس الأميركي جو بايدن) لمدة 40 عاماً مع أو بدون اتفاق، سنواصل بذل كل ما في وسعنا لإحباط تسليح إيران باستخدام الأسلحة النووية"".

ودعا نتنياهو إلى استمرار العمليات السرية ضد إيران وبذل كل ما بوسع إسرائيل من أجل ضمان أنه في أي وضع لا تتسلح بالنووي"، مشيراً إلى أن "زعماءها دائماً ينكرون سعيهم لامتلاك ​أسلحة​ نووية في أي وقت مضى، لكن هذا الكم الهائل من المستندات والأقراص المضغوطة الذي جلبته من قلب ​طهران​ يشكل عملية مدهشة".

ووسط مساعي إدارة بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي الموقع عام 2015، طالب رئيس "الموساد" المنتهية ولايته "بمضاعفة الأنشطة ضد النظام الإيراني ومحاربته بكل قوة حتى النهاية".

وقال كوهين، خلال احتفال لمنحه درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة "بار إيلان"، أمس الأول: "يجب العمل حتى يفهم كل من يتجاوز الخطوط الحمراء أنه سيدفع ثمناً باهظاً، وحتى تتمكن إسرائيل من مواجهة تحدياتها الأمنية يتطلب منها قيادة وشجاعة واستعداد للعمل".

واعتبر كوهين، أن "النشاط الأمني اليوم مهم جداً وليس أقل أهمية من النشاطات الحربية غداً وأن السلام ليس مهمة سهلة لذلك تتضاعف خلال السنوات الأخيرة أهمية الحرب السرية". وتابع: "جهاز الموساد يختص بإدارة معارك مستمرة. ونحن في حالة دائمة من القتال ضد أعدائنا ومن أجل السلام".

وفي أول تصريح له قال بارنيا: "نحتاج إلى أن نقول بصوت عال وواضح، بينما نحن نتحدث تعمل إيران على تنفيذ رؤيتها النووية تحت درع دولية"، وأضاف: "باتفاق نووي أو من دونه، وبالأكاذيب والخداع، إيران تحرز تقدمًا نحو حيازة سلاح نووي".

إزاحة نتنياهو

وفي إطار مهمة إزاحة الشخصية السياسية المهيمنة في جيله على السلطة، يسابق قادة أحزاب اليمين والوسط الزمن لتخطي كل العقبات من أجل تشكيل حكومة "التغيير" وإنهاء حقبة نتنياهو، التي استمرت 12 عاماً من دون انقطاع.

وفي حين رفض الرئيس رؤوفين ريفلين طلب طعن تقدم به نتنياهو لعرقلة تشكيل حكومة التغيير، استكمل لابيد وبينيت اجتماعاتهما، أمس، مع قادة أحزاب "أمل جديد" جدعون ساعر و"إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان و"العمل" ميراف ميخائيلي، لإنهاء سيطرة زعيم "الليكود" على كرسي رئاسة الوزراء منذ عام 2009.

وقبل انتهاء المهلة المحددة منتصف ليل الأربعاء- الخميس، أجرى لابيد وبينيت محادثات تواصلت حتى ساعات صباح أمس الأولى حول شروط "ائتلاف التغيير".

وأكد المتحدث باسم بينيت، الذي يتزعم حزب "يمينا"، "إحراز تقدم تجاه تشكيل حكومة الوحدة"، التي سيتناوب على رئاستها بينيت في أول سنتين ثم لابيد.

وثمة اختلافات عميقة بين أحزاب الائتلاف مثل الموقف من إقامة دولة فلسطينية وموقع الدين في الدولة، إضافة إلى قيمها التي تراوح بين الليبرالية إلى الاشتراكية. لكنها تبدو موحدة في رغبتها الإطاحة بنتنياهو.

وإحدى العقبات أمام حكومة كهذه، وضعتها القيادية في حزب "يمينا" أييليت شاكيد، التي قالت خلال محادثة مغلقة، إنه لن يتم التشكيل إذا لم تحصل على المقعد المخصص لميخائيلي، في لجنة تعيين القضاة.

بينيت أولاً

وسعى محامو حزب "الليكود" أمس، إلى عرقلة الائتلاف الجديد عبر تقديم طعن بشأن حق بينيت في تولي رئاسة الحكومة أولاً فيما تم تكليف لابيد تشكيلها. إلا أن المستشار القانوني للرئيس قام برد هذا الطعن.

وفي رسالة إلى المستشارين القانونيين بالرئاسة والبرلمان شدد حزب نتنياهو على أن لابيد ليس مخولاً له تسليم رئاسة الوزراء إلى بينيت، كما طلب من الرئيس تقديم جميع الاتفاقات المرتبطة بالائتلاف الجديد عندما ييلغه لابيد بأنه تمكن من تشكيل حكومة.

وقال مكتب ريفلين رداً على ذلك، إنه لا يوجد سند قانوني لما ادعاه حزب نتنياهو لأن لابيد سيؤدي اليمين كرئيس للوزراء بالتناوب. وقبِل ما ذكره من ضرورة أن يقدم التفاصيل الكاملة المتعلقة بالحكومة الجديدة، لا مجرد إعلان التوصل إلى اتفاق لتشكيل ائتلاف.

وسخر ليبرمان من طلب "الليكود، ولفت إلى أن نتنياهو نفسه عرض يوم الأحد تناوباً ثلاثياً مع قادة حزبين آخرين. وقال ليبرمان: "هذه إما مزحة أو أمر مثير للخزي".

بلد منقسم

وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صورة لبينيت أضيف إليها غطاء رأس عربي الأمر الذي دفع البعض لتشبيهها بمحاولات لتشوية صورة رئيس الوزراء الراحل اسحق رابين الذي اغتاله عام 1995 متطرف يعارض خطواته لإحلال السلام.

ووسط هذه المخاوف، قال لابيد أمس الأول، إنه تم وضع تدابير أمن إضافية له وبينيت في أعقاب تهديدات. وقال الاثنان إنهما يريدان توحيد الإسرائيليين من مختلف الاتجاهات السياسية ووضع نهاية لخطاب الكراهية على المسرح السياسي.

وقال لابيد: "بلد منقسم ويسوده العنف لن يقدر على التعامل مع إيران أو مع الاقتصاد. والقيادة التي تؤلبنا على بعضنا بعضاً تضر بقدرتنا على التعامل مع التحديات التي نواجهها".

تبادل الأسرى

على صعيد آخر، يتوجه وفد إسرائيلي إلى العاصمة المصرية الأسبوع المقبل، لبحث صفقة تبادل الأسرى مع حركة "حماس"، بالتزامن مع إعلان مصر عن دعوة رسمية لمختلف الفصائل الفلسطينية لكي تجتمع في القاهرة الأسبوع المقبل.

ويعد ملف تبادل الأسرى القضية الجوهرية قبل انطلاق حديث إعادة الإعمار وإطلاق الحوار الإسرائيلي الفلسطيني، إذ تمسك نتنياهو، خلال استقباله لرئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، الأحد الماضي، بإعادة الأسرى الإسرائيليين، فيما عبر رئيس حركة حماس بالقطاع، يحيى السنوار، عقب لقاء كامل، عن استعداد الحركة للدخول في مفاوضات عاجلة وسريعة لإنجاز ملف التبادل.

في غضون ذلك، وجهت مصر دعوة رسمية للأمناء العاملين للفصائل الفلسطينية للاجتماع في القاهرة، الأسبوع المقبل، للاتفاق على الخطوات اللازمة لإنهاء الانقسام ووضع خريطة طريق للمرحلة المقبلة، وذلك برعاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

حماية أمنية لبينيت بعد تلقيه تهديدات بالقتل... و«التناوب» مع لابيد «دستوري»
back to top