سيئون وخيرون

نشر في 30-05-2021
آخر تحديث 30-05-2021 | 00:18
 حسن العيسى يفرق الاقتصادي شارما في كتاب "صعود وسقوط الأمم، قوى التغيير ما بعد الأزمات" بين بليونيرية سيئين وبليونيرية خيرين، الفريق الأول "السيئون" يأتون عادة من إمبراطوريات عائلية، يعني ولدوا بملاعق ذهب في أفواههم، بدول الاقتصاديات الناشئة التي تكون فيها المؤسسات السياسية والقانونية ضعيفة ومخترقة، وبالتالي يتمكن هؤلاء السيئون من حصاد ثمار الكسب الكبير عبر تلك الأنظمة الضعيفة، ومن خلال اختراقهم مؤسسات الفساد السياسي.

في تلك الدول تكون علاقات القرابة والنسب سبباً في تهميش المنافسة، واستبعاد القوى الشابة التي تريد مكانها تحت شمس المساواة والعدالة في الفرص.

يميز شارما بين البليونيرية الذين بنوا أنفسهم بجدهم واجتهادهم غير الذين ورثوا ثروات عائلية ضخمة، لكن هذه القاعدة ليست مطلقة، ففي كوريا الجنوبية شركات مثل سامسونغ وهونداي هي شركات عائلية، ويمكن عد أصحابها من الخيرين، فهم ساهموا في نمو اقتصاد ذلك البلد عبر الصناعات المنتجة، لكن القاعدة تظل كحكم عام سائدة بين من ورث وبين من عمل وأنتج، كعامل فرق بين البليونيرية السيئين والخيرين.

في البلدان الفقيرة تنمو مساحات الفساد لدرجة كبيرة، وتتقلص نسب الفساد كلما زاد ثراء تلك الدول، لكن ليس هذا الكلام مطلقاً، ففي دول النفط الثرية يجب قياس وضعها مع غيرها من شاكلتها في إنتاج النفط، فمن خمس وعشرين دولة منتجة للنفط، هناك تسع عشرة دولة مصدرة للنفط يكثر فيها البليونيرية السيئون، وتتزايد معهم نسب الفساد، وهناك علاقة قوية بين معدلات الفساد ونمو ثروات أصحاب البلايين، فهؤلاء يسعون إلى قضم حصة الأسد من الناتج القومي للدولة، والأنظمة الحاكمة تكون عادة في تحالف دائم مع أصحاب البلايين. لنتأمل وضعنا هنا، هل نحن نتشابه مثلاً مع النرويج كدولة ثرية مصدرة للنفط بعيدة عن عالم القلق المستقبلي؟ أم اننا مجرد دولة سيفوه مع خلاجينه...؟!

حسن العيسى

back to top