خامنئي يدعم قرار استبعاد مرشحين رئاسيين بارزين

● نجاد يترك حرية التصويت لأنصاره
●خاتمي: النظام لم يعد يهتم بالتصويت الشعبي

نشر في 28-05-2021
آخر تحديث 28-05-2021 | 00:05
تجاهل المرشد الإيراني علي خامنئي الانتقادات لاستبعاد مجلس صيانة الدستور أبرز المرشحين للانتخابات الرئاسية في 18 يونيو المقبل، والإبقاء على 7 مرشحين فقط، في خطوة تمنح الرئاسة على طبق من ذهب لحليفه الأصولي ابراهيم رئيسي، الذي يرأس حالياً السلطة القضائية.
رغم المناشدة العلنية التي أطلقها الرئيس المعتدل حسن روحاني، والمعارضة الواسعة التي أعقبت إعلان مجلس «صيانة الدستور» قائمة نهائية لمرشحي الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 يونيو المقبل، تمهد لفوز رئيس السلطة القضائية الأصولي إبراهيم رئيسي بشكل شبه محسوم، أعرب المرشد الإيراني علي خامنئي عن دعمه لقرار المجلس، المتمثل في استبعاد الكثير من مرشحي الرئاسة، داعياً الشعب إلى عدم الالتفات لمن يروج لمقاطعة الاستحقاق المقرر في 18 يونيو المقبل.

وأعلن خامنئي موقفه في لقاء بالفيديو مع نواب مجلس الشورى في الانعقاد الأول للبرلمان الحادي عشر أمس. وشكر المرشد، (82 عاما) في خطابه، المرشحين الذين تم استبعادهم لكنهم احترموا قرار «صيانة الدستور» الذي سمح لسبع شخصيات فقط بخوض السباق.

وتجاهل خامنئي الانتقادات الواسعة لأداء المجلس الخاضع لهيمنة التيار المتشدد والرسالة التي وجهها له روحاني، بهدف التدخل لإعادة النظر في استبعاد أبرز المرشحين بهدف إكساب الانتخابات منافسة حقيقية، وقال: «لا تستمعوا إلى كلام أولئك الذين يروجون أنه لا فائدة من الانتخابات، ويدعونكم ألا تذهبوا إلى صناديق الاقتراع، هؤلاء ليسوا عطوفين على الشعب، الشخص الذي يتعاطف مع الشعب لا يمنع الناس من الذهاب إلى صناديق الاقتراع».

وعلى الرغم من حقيقة أن العديد من التيارات السياسية والشرائح الشعبية ليس لها ممثلون في الانتخابات الرئاسية عام 2021، دعا خامنئي الشعب إلى المشاركة، قائلا: «اعتبروا الانتخابات لكم، واسألوا الله العون والهداية، ليهديكم إلى ما هو حق وصحيح، اذهبوا إلى صناديق الاقتراع وصوتوا لمن يستحق».

وأضاف: «أقول لمواطنينا الأعزاء أن الانتخابات تجري في يوم واحد، لكن تأثيرها يستمر لعدة سنوات».

مخالفة وانتقادات

ويأتي دعم المرشد الحاسم لـ«صيانة الدستور» غداة كشف روحاني أنه اضطر إلى إرسال رسالة لخامنئي، لمطالبته بالتدخل محذرا من أن إجراء انتخابات بلا منافسة وروح سيجعلها تشبه «الجثة الهامدة».

وخالف موقف خامنئي توقعت أوساط معتدلة وإصلاحية بأنه سيتدخل لتأكيد أهلية بعض الشخصيات البارزة التي تم استبعادها مثل رئيس البرلمان السابق المحافظ المعتدل، علي لاريجاني، والنائب الأول للرئيس الإيراني الاصلاحي إسحاق جهانغيري.

وبينما تراجع صادق عاملي لاريجاني، رئيس مجلس «تشخيص مصلحة النظام» عن انتقاد قائمة الـ7، احتج حسن الخميني، حفيد مؤسس الجمهورية الاسلامية، والرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي على استبعاد المرشحين البارزين.

خطر ومقاطعة

وحذر خاتمي، الموصوف بأنه الأب الروحي للتيار الإصلاحي، في بيان أمس، من أن النظام في البلاد يواجه خطراً جدياً بسبب استبعاده لقائمة طويلة من المرشحين الإصلاحيين، ومنعهم من الدخول في سباق الانتخابات الرئاسية.

وأضاف خاتمي ان «الأهم والأسوأ من حرمان قطاعات مهمة من المجتمع والتيارات السياسية المختلفة من أن يكون لها مرشحها المفضل، أن النظام لم يعد يهتم بالتصويت الشعبي الذي هو أساس الجمهورية».

وخاطب خاتمي المسؤولين الإيرانيين: «يجب ألّا تكونوا غير مبالين بهذا الخطر العظيم الذي يهدد الجمهورية الإسلامية في إيران»، مشدداً على أن الانتخابات الحقيقية هي رمز للأنظمة التي تبنت الديمقراطية وبدورها تعزز المبدأ الذهبي لـحق الشعب في تقرير المصير».

‌وتابع: «ما حدث هذه الأيام أثناء تقديم المرشحين للرئاسة هو نتيجة مقاربة وتصور وعمل قد ضيق بالفعل المجال أمام اختيار الشعب، وظهر هذا الأمر هذه المرة بشكل أكثر وضوحاً ولا لبس فيه».

وفي وقت سابق، قال حفيد المرشد المؤسس روح الله الخميني، أمس الأول: «إن السبب الرئيسي لمثل هذا الاستبعاد هو عدم الالتفات إلى عنصر الزمان والمكان في الاجتهاد والبقاء في نفس الفكر المنغلق وغير الفعال».

واتهم حسن الخميني، مجلس صيانة الدستور بـ«استئصال جذور الثورة» بإبعاده عدداً كبيراً من المرشحين الإصلاحيين والمعتدلين.

من جهته، أعلن الرئيس الشعبوي السابق، محمود أحمدي نجاد، مقاطعته الانتخابات صراحة تاركاً حرية التصويت لأنصاره، وقال إن «المجتمع على وشك الانفجار، وإن البلاد تتجه نحو طريق الانهيار».

وأضاف نجاد، في بيان نشره مساء أمس الأول، بسبب قرار «صيانة الدستور» استبعاده من سباق الانتخابات الرئاسية، إنه «لا يريد المشاركة في طريق الانهيار، بل سيقف الشعب ضد الاستبداد».

وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها مرشح بارز ومسؤول سابق في النظام، رسمياً، مقاطعته للانتخابات التي يتوقع أن تشهد أسوأ نسبة مشاركة بتاريخ البلاد الحديث.

في غضون ذلك، أكد مصدر مقرب من نجاد لـ"الجريدة" أنه حذر قائد "لواء ثار الله" المسؤول عن أمن العاصمة طهران اللواء حسين الشيرازي، من أن "الحرس الثوري" سيتحمل نتيجة مساندته لـ"الظالمين"، متوقعاً أن تؤدي السياسات الحالية إلى تغيير النظام وحل المؤسسة العسكرية الموازية للقوات المسلحة.

وأفاد مصدر آخر، بأن رئيس مجمع "تشخيص مصلحة النظام" عضو "صيانة الدستور" آيت الله صادق عاملي لاريجاني، وهو أخو علي لاريجاني، تراجع عن انتقاده لقائمة "المرشحين الـ7" بعد ضغوط أمنية حذرته من مواجهة مصير القياديين الإصلاحيين مهدي كروبي وحسين موسوي.

رفع العقوبات

إلى ذلك، قال الرئيس الإيراني، في كلمة خلال افتتاح مشاريع ثقافية أمس، إنه تم الاتفاق خلال المحادثات غير المباشرة التي تدور حالياً مع الولايات المتحدة بوساطة مجموعة «4+1»، في فيينا، على رفع العقوبات الرئيسية عن طهران، لكن مازالت هناك عقوبات أخرى يجب رفعها لتنفيذ الاتفاق النووي بشكل كامل.

وأضاف روحاني: «كان يمكن للعقوبات أن ترفع، لكن كان يجب أن يتم ذلك بالإجماع ونحن من طلب رفع العقوبات كاملة وليس على شكل خطوة بخطوة».

وأكد مسؤولون إيرانيون، أمس الأول، التوصل إلى تفاهمات حول القضايا الأساسية خلال مفاوضات فيينا حول إحياء الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018، وطالبوا واشنطن باتخاذ الخطوة الأولى لرفع العقوبات عن بلادهم.

في السياق ذاته، أشار مساعد وزير الخارجية الإيراني، وكبير المفاوضين بمحادثات فيينا، عباس عراقجي، إلى إصرار الدول الأعضاء بمفاوضات فيينا على إنهاء المفاوضات بعد التوصل لنتائج إيجابية.

وقال عراقجي، أمس: «في الجولة الخامسة التي بدأت أمس من مفاوضات فيينا، تمكنا من إحراز تقدم مهم، لكن بعض القضايا المهمة مازالت دون حل، وعلى الرغم من التقدم المحرز، لاتزال هناك قضايا مهمة لم يتم حلها».

أعضاء مفاوضات فيينا مصرون على إنهاء المباحثات بعد التوصل إلى نتائج إيجابية عباس عراقجي
back to top