شوشرة: عذراً يا قدس

نشر في 21-05-2021
آخر تحديث 21-05-2021 | 00:10
 د. مبارك العبدالهادي لأجلك يا مدينة الصلاة أصلي

لأجلك يا بهية المساكن يا زهرة المدائن

يا قدس، يا قدس، يا قدس يا مدينة الصلاة أصلي

عيوننا إليك ترحل كل يوم... ترحل كل يوم

هذا مقطع لأغنية فيروز التي عبرت بها عن حزنها الشديد من أجل القدس لتحيي بها ضمائر ماتت وخنعت في حين الشعب الفلسطيني يقتل ويهجر وتدمر منازله.

إننا نرثى حال أمتنا التي اقتصرت كعادتها على طاولة مستديرة تبحث آلية للشحب والاستنكار والاستعطاف والصهاينة يردون بأقسى ما لديهم من وحشية لقتل وتهجير الشعب الفلسطيني الذي لم يسلم حتى أطفاله من هذا العدوان الصهيوني الذي لا يبالي ولا يلتفت إلى الطاولة العربية المستديرة التي تجلس عليها أجساد تبحث عن إنجاز المهمة في أوراق تتناثر تحت آلات القتل الصهيونية.

عذراً أيها الشعب الفلسطيني، عذرا يا غزة، عذراً أيها الأبطال، عذراً أيها الأطفال، الأمة خذلتكم كالعادة لأنها لا تزال تمارس الدبلوماسية التي لم تعتد إسرائيل عليها مع العرب، لأنها تجد نفسها تقود العالم عبر استيطانها المتمدد، بل هناك من فضل مد يد التعاون لمصافحة الصهاينة واعتبارهم حلفاء.

إن الخنوع الذي رفضته بعض الشعوب الغربية ذات الحس الإنساني أصبح مسيطراً، والإبادات مستمرة للشعب الفلسطيني الذي تدوي صرخات استغاثته في مسامع العالم الذي يقف مكتوف الأيدي متفرجا على ما يحدث.

أين منظمة العالم الإسلامي؟ وأين جامعة الدول العربية؟ وأين المنظمات الحقوقية الإنسانية التي تدعي مواقف صامتة فقط؟ وأين التحرك الإسلامي والعربي تجاه هذه المجازر؟

البيانات والاستنكارات ليست كفيلة بوقف هذا الاعتداء الوحشي، وليست هي الرسالة التي ستوقف آلة الدم الصهيونية، بل التحرك يجب أن يكون بردة فعل بوجه الصهاينة ومحاسبتهم بالفعل لا الكلام أو الاستنكار والشجب.

أين دور الأمم المتحدة الذي يتعاطف مع الصهاينة وهو يتابع جرائمهم المتكررة؟

عذراً يا قدس، العالم العربي والإسلامي يتفرج أمام هذه المجازر لأنه عاجز كالعادة عن المواجهة واتخاذ القرار في وجه الصهاينة، إن ما قام به أبناء الشعب الفلسطيني رغم ضعف إمكاناته العسكرية من توجيه صواريخه لتل أبيب كشفت عن ضعف الصهاينة وخوفهم ورعبهم، فما بالك لو اتحدت القوى الإسلامية في وجه هذا الكيان الصهيوني؟

إننا نخجل من أنفسنا ومن عروبتنا وهناك عربي ومسلم يئن ولا يجد من يغيثه ويمد له يد العون لإنقاذه وتحرير أرضه ونصرة القدس.

د. مبارك العبدالهادي

back to top