«يوم أوروبا» وعام آخر من العلاقات الأوروبية ـــ الكويتية القوية

نشر في 09-05-2021
آخر تحديث 09-05-2021 | 00:30
 كريستيان تيودور إن يوم أوروبا، الموافق التاسع من شهر مايو هو مناسبة للاحتفال بالسلام والوحدة في أوروبا، وهذا العام نحتفل بالذكرى الـ 71 لـ "إعلان شومان"، وهو إعلان قوي أطلق عملية الاندماج الأوروبي وأطول مشروع للسلام على مر التاريخ، كما نحتفل هذا العام بالذكرى العاشرة للسلك الدبلوماسي التابع للاتحاد الأوروبي، وهو دائرة العمل الخارجي الأوروبية. إن إطلاق هذه الدائرة في 1 يناير 2011، كان خطوة رئيسة في عملية الاندماج الأوروبية، حيث تهدف إلى المزيد من التجانس والتعاون والتنسيق في السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي.

إن العلاقة بين دولة الكويت والاتحاد الأوروبي علاقة فريدة بحق، فالكويت هي أول دولة خليجية توقّع على ترتيب التعاون مع الاتحاد الاوروبي، الذي يعد حجر الأساس في علاقاتنا الثنائية، حيث نتج عن هذا الترتيب أيضا عقد أول اجتماع لكبار المسؤولين من كلا الطرفين في نوفمبر 2018، والذي كان أول اجتماع من هذا النوع على مستوى مجلس التعاون الخليجي. لقد مهّد ترتيب التعاون هذا الطريق لكلا الطرفين من أجل تعزيز الحوار والدخول في مناقشات مفصلة في العديد من المجالات، ومن بينها التجارة والاستثمار والاقتصاد وحقوق الإنسان والأمن والتعاون في مجال المساعدات الإنسانية والتنمية.

بالنسبة لحقوق الإنسان، فإن دولة الكويت والاتحاد الأوروبي لديهما فرصة لتبادل الآراء بشكل سنوي ضمن إطار اجتماعات حوار حقوق الإنسان. إن آخر جولة لذلك الحوار عقدت افتراضيا في مارس 2021، علما بأنه كمتابعة للحوار الذي عقد في سنة 2020، قمنا بتنظيم ندوة افتراضية عن تعزيز المشاركة السياسية للمرأة في الكويت، وذلك قبل الانتخابات البرلمانية بالتعاون مع السلطات المحلية.

لقد استضافت الكويت والاتحاد الاوروبي معا في الماضي العديد من مؤتمرات الجهات المانحة والمساعدات الإنسانية بالنسبة لسورية والعراق وشعب الروهينغا، وفي مارس استضاف الاتحاد الأوروبي المؤتمر الخامس لدعم مستقبل سورية والمنطقة، وذلك من أجل تحقيق تقدم في عملية السلام وإنهاء الأزمة الإنسانية، إضافة الى إيجاد حل سياسي مستدام بعد 10 سنوات من الصراع في سورية. لقد مثّل الكويت في ذلك المؤتمر وزير الخارجية الشيخ د. أحمد الناصر، الذي أعاد تأكيد دعم الكويت القوي للشعب السوري.

إن بعثة الاتحاد الأوروبي لدى الكويت حريصة على الترويج للعلاقات بين الشعوب، وذلك كعنصر مهم لتطوير علاقات قوية وطويلة الأمد بين الاتحاد الأوروبي والكويت، وفي هذا السياق نعمل مع منظمات المجتمع المدني في الكويت، مثل "لوياك" والجمعية الكويتية لحقوق الإنسان.

ويولي الاتحاد الأوروبي أهمية كبيرة للتعافي في مرحلة ما بعد كوفيد -19، والعمل مع الكويت على التحول الأخضر والتحوّل الرقمي، وفي هذا السياق عقدنا ندوات افتراضية في أبريل فيما يتعلق بالمباني الخالية من الكربون والطاقة المتجددة، علما بأن هذا النهج يعكس سياسة الاتحاد الأوروبي لتحقيق صفر انبعاثات كربون بحلول سنة 2050.

إن هناك حقيقة واضحة بالنسبة لجائحة كوفيد-19، وهي أنه لا يوجد شخص آمن ما لم يتمتع الجميع بالأمان، وعليه يعمل الاتحاد الأوروبي بجد واجتهاد من أجل تسريع التوزيع ضمن الاتحاد الأوروبي للقاحات "كورونا"، وفي الوقت نفسه يساهم الاتحاد بالفعل بشكل كبير جدا في حملة التطعيم العالمية، وذلك من خلال التصدير ومبادرة كوفاكس العالمية، وبهذه الطريقة يساعد الاتحاد الأوروبي الدول المحدودة والمتوسطة الدخل على تطعيم سكانها. عندما نتكلم عن جائحة "كورونا"، فإن من الأهمية بمكان أن نوجه التحية للعاملين الصحيين في جميع أنحاء العالم، وبما في ذلك أوروبا والكويت على جهودهم الجبارة في التصدي لهذه الجائحة.

ونحن نحتفل بيوم أوروبا لهذا العام خلال شهر رمضان المبارك، أرغب في أن أغتنم هذه الفرصة لأبعث بأطيب التحيات بهذه المناسبة لسمو أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، وجميع المسلمين في الكويت وخارجها، و"رمضان كريم".

أدعوكم للاطلاع على فعالياتنا الافتراضية بمناسبة يوم أوروبا، وذلك من خلال زيارة موقع بعثة الاتحاد الأوروبي في الكويت على وسائل التواصل الاجتماعي EUinKuwait@، إضافة الى حسابي على الإنترنت cristianTudorEU@، كما أتطلع قدما للمزيد من التعاون بين الكويت والاتحاد الأوروبي لسنوات عديدة قادمة.

* سفير الاتحاد الأوروبي لدى الكويت

كريستيان تيودور

back to top