المرض الهولندي والكسل الكويتي

نشر في 07-05-2021
آخر تحديث 07-05-2021 | 00:00
 خالد الردعان عانت هولندا بعد اكتشاف النفط في النصف الأول من القرن الماضي بين 1900 و1950 حالة من الكسل والتراخي الوظيفي الذي أصاب الشعب الهولندي، حيث اتجه الشعب للترف والراحة، وأصبح شعبا استهلاكيا بحتاً، ولم يفق من المرض الهولندي إلا بعد نضوب الآبار النفطية التي تم استنزافها.

بلا شك كل من يقرأ ملخص المرض الهولندي يتبادر إلى ذهنه ما يدور في ذهني، إننا نعيش في الكويت مرحلة كسل ومرض كويتي، خصوصاً أن وصف الحالة التي أصبح بها الشعب الهولندي مشابه للوضع الذي نعيش به حالياً من كسل وتراخ وظيفي وعادات استهلاكية سلبية والبحث في البوتيكات عن آخر الماركات مع عدم اهتمامهم بالجودة والحاجة، واعتماد كلي على النفط... إلخ، مع العلم أن العديد من المختصين يصرخون منذ 50 عاماً ويطالبون بضرورة تنويع مصادر الدخل، إلا أننا نفتقد هذا التوجه وما زلنا في غيبوبة الكسل.

أخشى أن يأتي يوم ونندم على عدم تنويع مصادر الدخل وعلى عدم استغلال سنوات الوفرة المالية وعدم حفظنا للسنابل في السنين القادمة التي قد تكون سنين عجافاً، فالشعب الكويتي فيه أغلبية استهلاكية بحتة، ومن الأسباب الرئيسة غياب الفرص الاستثمارية للأفراد المحدودي الدخل، وهذه الظروف ساعدت في تفشي ذلك النمط الاستهلاكي السلبي.

ففي السنوات السابقة من كان لديه مبلغ معقول من المدخرات لم يجد فرصة لاستغلال أمواله إلا في البورصات المالية، وهي ذات مخاطر عالية للمبتدئين أو في شراء عقار خارج الكويت، ووقع أغلبهم ضحية شباك النصب والاحتيال؛ لذا نأمل تنويع مصادر الدخل والسعي إلى زج الشباب الكويتيين في سوق العمل كأفراد منتجين وإبراز طاقاتهم ومنحهم فرص الابتكار والتطوير التي لن تأتي إلا بعد تطوير بيئة العمل على كل المستويات سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص.

خالد محمد الردعان

back to top