خامنئي يضع استقالة ظريف في الدرج

«حرب التسريبات» نسفت «صفقة التبادل» مع واشنطن

نشر في 04-05-2021
آخر تحديث 04-05-2021 | 00:03
المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي
المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي
أكد مصدر في مكتب المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، لـ «الجريدة»، أن المرشد وضع استقالة وزير الخارجية محمد جواد ظريف في الدرج، معتبراً أن قبولها سيؤدي إلى إسقاط حكومة حسن روحاني بشكل كامل، قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو، ويُدخل الوضع السياسي برمته «في غيبوبة».

وكشف المصدر أن روحاني أصر على المرشد بعدم قبول استقالة ظريف، خصوصاً بعد أن قدم الأخير اعتذاراً علنياً ثانياً عن مضمون ما ورد في تسريباته الصوتية، التي نالت من الحرس الثوري والجنرال الراحل قاسم سليماني، بالإضافة إلى اعتذار آخر بشكل شخصي للمرشد، بعد كلمة الأخير، أمس الأول، التي وجه خلالها تأنيباً لاذعاً لوزير الخارجية الوسطي.

وحسب المصدر، فإن المرشد، رغم قراره عدم قبول استقالة ظريف، أكد لروحاني أنه وظريف لا يجب أن يتصورا أن قضية التسريبات قد انتهت عند هذا الحد.

وحسب القوانين الإيرانية، فإن الحكومة تسقط إذا تم تغيير نصف أعضائها، بعد أخذها ثقة البرلمان، ويجب على رئيسها أن يقدم حكومته مجدداً للبرلمان، لكسب الثقة.

وبسبب التغييرات التي شهدتها حكومة روحاني، خلال السنوات الماضية، فإن 9 وزراء تغيروا من أصل 19، وإذا تم قبول استقالة ظريف فهذا يعني أن أكثر من نصف الحكومة تغير، وتحتاج إلى العودة للبرلمان.

وحسب المصدر، فإن مفاوضات فيينا الحساسة كانت سبباً آخر عند خامنئي للامتناع عن قبول استقالة ظريف، حتى لا يؤدي ذلك إلى ضربة كبيرة للوفد الإيراني في العاصمة النمساوية.

وقال إن المرشد يفكر جدياً في إخراج ملف المفاوضات النووية من عهدة «الخارجية» وإعادته إلى المجلس الأعلى للأمن القومي.

من ناحية أخرى، كشف المصدر أن خامنئي وبّخ روحاني كلامياً، صباح أمس، بسبب ما أسماه «الفلتان الأمني» الموجود في الحكومة، وقال له إن هذا آخر ما كان يتوقعه من روحاني (الذي يعتبر شخصية أمنية) وحكومته (ومعظمها من الشخصيات الأمنية).

وأشار إلى أن هناك بالفعل اتفاقاً تم فيما بين الوفدين الإيراني والأميركي في فيينا على الإفراج عن السجناء و7 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة، لكن واشنطن طلبت إبقاءه سرياً، على أن يُكشف عنه في الإعلام في وقت لاحق، بعد تنفيذه، لكن فوجئ الأميركيون بأنه تم تسريب الخبر حتى قبل وصول وكيل وزارة الخارجية الإيرانية عباس عراقجي إلى طهران، الأمر الذي دفع الأميركيين والبريطانيين للتراجع عن الاتفاق.

وقال المصدر إن خامنئي قال لروحاني إنه بات شخصياً يتجنب اللقاءات مع الحكومة ووزرائها، خوفاً من تسريب كلامه، لكن الرئيس الوسطي دافع عن نفسه بأن الأجهزة الأمنية الواقعة في قبضة الأصوليين وخصومه السياسيين هي المسؤولة عن كل هذه التسريبات.

طهران - فرزاد قاسمي

back to top