«تسريبات ظريف» قد تكبِّد إيران 50 مليار دولار مودعة في موسكو

«الجولة الثالثة» في فيينا تنتهي بحل 60% من القضايا

نشر في 02-05-2021
آخر تحديث 02-05-2021 | 00:02
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف
أكد مصدر إيراني مطلع على محادثات الوفد الإيراني في فيينا، أن الجولة الثالثة من المفاوضات، التي اختتمت أمس، توصلت إلى حل 60% من الخلافات، في حين كان واضحاً أن موقف موسكو فيها قد تغير بعد تسريبات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، والتي اتهم فيها روسيا بعرقلة توصل طهران إلى اتفاق مع إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في 2015.

وقال المصدر إن الوفد الإيراني، برئاسة كبير المفاوضين عباس عراقجي، صُدِم من الاجتماع الثنائي، الذي جرى الخميس الماضي بين روسيا وأميركا في العاصمة النمساوية، مضيفاً أن اتصالات ومشاورات أخرى جرت بين الطرفين دون أي تنسيق مع الإيرانيين.

وأوضح أن الانزعاج الروسي لم يقتصر على اللقاء مع الأميركيين فقط، فقد أبلغت موسكو طهران أن أموالاً إيرانية موجودة في روسيا تبلغ نحو 50 مليار دولار كانت إيران قد حوّلتها إليها قبل فرض العقوبات المصرفية؛ لتكون في مأمن، يجب سحبها أو تحويلها إلى الروبل الروسي، لأنه، حسب القرارات الروسية الأخيرة، فإن موسكو لم تعد تتعامل بالدولار الأميركي، ولا تستطيع الاحتفاظ بهذا المبلغ من الآن فصاعداً.

اقرأ أيضا

وذكر أنه إذا ما لم يتم الاتفاق على رفع العقوبات المصرفية واتصال إيران بنظام «سويفت» الأميركي، فإن طهران لن تتمكن من سحب هذه الأموال، وستضطر لتحويلها إلى الروبل بالتسعيرة الرسمية الحكومية، مما يعني خسارة نحو 20% من قيمتها، مشيراً إلى أن هناك تخوفاً إيرانياً من أن تبادر الصين إلى خطوة مماثلة، علماً بأن طهران كانت أودعت مبلغاً مشابهاً في بكين.

وأضاف أن هناك تخوفاً جدياً لدى الوفد الإيراني من أن الروس يعدون «طبخة» خلف الكواليس مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وأن تضحي موسكو بدعمها لطهران على مذبح قمة بايدن مع الرئيس فلاديمير بوتين.

ولفت إلى أن واشنطن لا تزال ترفض إلغاء العقوبات المفروضة على التجار والشركات والمصارف والمؤسسات التجارية الذين تعاملوا مع إيران، وتمت معاقبتهم من المحاكم الأميركية، بينما يصر الأوروبيون على دخول طهران في معاهدة FATF (مجموعة العمل المالي لمحاربة غسل الأموال وانتشال التسلح وتمويل الإرهاب)، بل السماح للمصارف الإيرانية بالعودة إلى نظام الـ SWIFT للتبادل المالي، لكن الإيرانيين يطالبون برفع العقوبات عن نظامهم المصرفي قبل انضمام بلادهم لهذه المعاهدة.

وكشف المصدر أن الأميركيين والأوربيين يطالبون إيران بالعودة الكاملة للاتفاق النووي، الذي لا تقبله طهران، مضيفاً «للأسف فإن الروس أيضاً خلال الأسبوع الماضي انضموا إلى هذا الاتجاه».

طهران - فرزاد قاسمي

back to top