الرئيس جو بايدن يلوّح بورقة «إبادة الأرمن» في وجه إردوغان

أنقرة تتبلغ إبعادها من F35 بعد إعلانها مفاوضات لشراء دفعة جديدة من S400

نشر في 23-04-2021
آخر تحديث 23-04-2021 | 00:04
جنود أتراك في باحة ضريح اتاتورك أمس الأول (أ ف ب )
جنود أتراك في باحة ضريح اتاتورك أمس الأول (أ ف ب )
نقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن نيته تصنيف مجازر الأرمن كـ "إبادة جماعية"، في خطاب مقرر غدا، وهو ما سيفاقم، في حال لم يتراجع عنه بايدن في اللحظة الأخيرة، التوتر بين البلدين.
في خطوة قد تدخل العلاقات بين إدارة الرئيس جو بايدن والرئيس التركي رجب طيب إردوغان في نفق مظلم، يستعد الرئيس الأميركي للاعتراف بالمجازر التي طالت 1.5 مليون أرمني خلال الحرب العالمية الأولى على يد الإمبراطورية العثمانية، باعتبارها "إبادة جماعية"، حسبما أفادت وسائل إعلام أميركية عدة.

وجاءت التقارير الإعلامية، التي تعتمد على تسريبات من مسؤولين في الإدارة، بعد ساعات من إعلان تركيا أنها تفاوض لشراء دفعة ثانية جديدة من أنظمة صواريخ "S400" مع الجانب الروسي، وعقب إبلاغها من قبل وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بإخراجها رسميا من برنامج إنتاج مقاتلات F35.

وذكرت صحيفتا "نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال" ووكالة "أسوشيتد برس" أنه من المقرر أن يعلن بايدن تصنيف المجازر "إبادة جماعية" غدا، في الذكرى الـ106 لعمليات القتل الجماعي التي بدأت عام 1915، عندما كانت الإمبراطورية العثمانية تقاتل روسيا القيصرية خلال الحرب العالمية الأولى في منطقة أرمينيا الآن.

وبهذه الخطوة، سيكون بايدن أول رئيس أميركي يصف المجازر بأنها إبادة، وعلى الرغم من عدم وجود عواقب قانونية لهذا التصنيف فإنه سيغضب أنقرة التي تصر على عدم وجود إبادة، رغم أن عشرات الدول الأخرى وبينها فرنسا وروسيا تبنت هذا التصنيف.

وأفاد مصدر على دراية بالأمر: "ما فهمته هو أنه اتخذ القرار وسيستخدم عبارة إبادة جماعية في بيانه يوم السبت"، لكن مصادر حذرت من أن بايدن قد يقرر في اللحظة الأخيرة عدم استخدام هذا التعبير، في ضوء أهمية العلاقات الثنائية مع تركيا.

وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي، للصحافيين، إن "البيت الأبيض سيكون لديه المزيد ليقوله حول هذه القضية يوم السبت على الأرجح".

وكان أكثر من 100 عضو في الكونغرس، على رأسهم آدم شيف، الرئيس الديمقراطي للجنة الاستخبارات في مجلس النواب، بعثوا برسالة الى بايدن يحضونه فيها على الوفاء بتعهده بالاعتراف بالإبادة خلال حملته الانتخابية. وسبق أن اعترف الكونغرس رسميا بالمجازر على أنها إبادة جماعية في ديسمبر 2019 في تصويت رمزي.

وقالت الرسالة: "على مدى عقود بينما يعترف القادة في جميع أنحاء العالم بأول إبادة جماعية في القرن العشرين حافظ رئيس الولايات المتحدة على صمته"، مضيفة: "سيدي الرئيس، كما قلت العام الماضي في بيانك الصادر في 24 أبريل إن الصمت هو تواطؤ. والصمت المخزي لحكومة الولايات المتحدة بشأن الحقيقة التاريخية للإبادة الجماعية للأرمن استمر مدة طويلة جدا ويجب أن ينتهي".

وسابقا، أشار الرئيس الراحل رونالد ريغان، بشكل سريع، إلى الإبادة الجماعية للأرمن، في بيان مكتوب عام 1981.

ردود أفعال

ورفضت السفارتان الأرمينية والتركية في الكويت التعليق بعد طلب من "الجريدة"، إلا أن وزير خارجية أرمينيا آرا إيفازيان، اعتبر ان "الخطوة الاميركية في حال حصولها ستكون منارة أخلاقية للعديد من البلدان"، متابعا: "هذا لا يتعلق بأرمينيا وتركيا، وانما يتعلق بالتزامنا بالاعتراف بالإبادة الجماعية في الماضي والحاضر والمستقبل وإدانتها".

وبعد أن وافق البرلمان الهولندي على اقتراح في فبراير يحض الحكومة على الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن، اعتبرت تركيا أن هذه الخطوة "تهدف إلى إعادة كتابة التاريخ بالاستناد الى دوافع سياسية".

واستباقا لاستغلال بايدن خطاب غدا للاعتراف بالإبادة الجماعية، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في مقابلة هذا الأسبوع، إن "البيانات من دون التزامات قانونية لن يكون لها أي فائدة، لكنها ستضر بالعلاقات، وإذا كانت الولايات المتحدة تريد أن تجعل العلاقات أكثر سوءا فإن هذا القرار يعود لهم".

F35

على صعيد آخر، وبعد ساعات على تحدي أنقرة للرئيس الأميركي، بإعلانها أنها تناقش شراء دفعة جديدة من أنظمة صواريخ "S400" مع الجانب الروسي، أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن بلاده أخطرت تركيا بإخراجها رسميا من برنامج إنتاج مقاتلات F35.

ونقلت وكالة "الأناضول" الرسمية للأنباء عن المسؤول، الذي فضل عدم كشف اسمه، أن "الإخطار يشير إلى فسخ مذكرة التفاهم المشتركة المفتوحة لتوقيع المشاركين بالبرنامج في 2006، والتي وقعت عليها تركيا في 26 يناير 2007، وعدم ضم تركيا إلى مذكرة التفاهم الجديدة".

وقال المسؤول إن "مذكرة 2006 تم تحديثها مع الشركاء الثمانية المتبقين، ولم يتم ضم مشاركين جدد إلى البرنامج".

تجدر الإشارة إلى أن تركيا إحدى الدول المشاركة في مشروع تصنيع المقاتلة المذكورة، ودفعت نحو 900 مليون دولار في إطار المشروع.

وإلى جانب تركيا، تتكون الدول المشاركة في البرنامج من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإيطاليا وهولندا وأستراليا والدنمارك وكندا والنرويج.

وفي يوليو 2019، علقت الولايات المتحدة شراكة تركيا في المشروع، بسبب تسلمها منظومة الدفاع الصاروخي الروسية S400.

وقررت تركيا في 2017، شراء منظومة S400 الصاروخية من روسيا، بعد تعثر جهودها المطولة في شراء أنظمة الدفاع الجوية "باتريوت" من الولايات المتحدة، حسب المصدر نفسه.

ومساء أمس الأول، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده تناقش شراء دفعة جديدة من أنظمة S400 مع الجانب الروسي، منتقدا موقف الولايات المتحدة من صفقة S400، وبين أن أنقرة بحاجة إلى هذه الأنظمة الصاروخية، والولايات المتحدة إذا أرادت أن تشتري تركيا أسلحة منها فالأمر يستحق أن تعرضها بأسعار معقولة وشروط أفضل.

يريفان تصف القرار المرتقب بأنه «منارة أخلاقية» وأنقرة تعتبره بلا فائدة
back to top