الرئيس الروسي فلاديمير بوتين : سنردّ بقسوة على «الاستفزازات» الأجنبية

زيلينسكي يدعوه إلى قمة في الدونباس... والحشود الروسية على حدود أوكرانيا تكفي «للتوغل»

نشر في 22-04-2021
آخر تحديث 22-04-2021 | 00:04
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستمعاً إلى النشيد الوطني أمام البرلمان بمجلسيه في موسكو أمس (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستمعاً إلى النشيد الوطني أمام البرلمان بمجلسيه في موسكو أمس (رويترز)
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى وقف الاستفزازات الأجنبية لبلاده، وذلك في رسالة مباشرة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، مع تصاعد التوتر بين البلدين، خصوصاً على الحدود الأوكرانية، حيث أظهرت صور لأقمار اصطناعية أن الحشود الروسية وصلت إلى مستوى يمكّنها من غزو كييف.
وسط توتّر متصاعد مع الغرب حول عدد من الملفات، حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خصوم بلاده من عدم "تخطي الخط الأحمر" مع بلاده، وإلّا فستواجه رد فعل صارم.

وقال بوتين في خطابه السنوي إلى الأمة أمام كبار المسؤولين والمشرعين من مجلسي البرلمان، وتابعه العالم بحذر "إن موسكو بذلت ما في وسعها من أجل علاقات طيبة مع الدول الأخرى، وآمل ألا يخطر لأحد أن يتجاوز الخط الأحمر مع روسيا، وسنقرّر بأنفسنا ترسيم هذا الخط".

وقال إن "ردّ روسيا سيكون غير متماثل وسريعا وقاسيا" على أيّ استفزازات أجنبية. وأضاف: "ستندم تلك الدول على تصرّفها أكثر من أي وقت مضى".

كما أعلن الرئيس الروسي أن "التلقيح ضد كورونا يرتدي اليوم أهمية كبرى للسماح بتطوير المناعة الجماعية في الخريف". وأضاف أن "علماءنا حققوا اختراقا حقيقيا، والآن لدى روسيا 3 لقاحات فعالة"، بما في ذلك لقاحها الرائد "سبوتنيك في".

وقال إنه يريد "إبقاء كل الحدود تحت السيطرة لإبطاء انتشار الفيروس".

وبالتزامن مع خطاب بوتين، ألقت الشرطة الروسية القبض على العشرات، بينهم اثنان من أوثق حلفاء السياسي المعارض أليكسي نافالني، وذلك في بداية احتجاجات عامة على تدهور حالته الصحية بالسجن.

وقالت جماعة "روسيا المفتوحة" المعارضة، إن الشرطة ألقت القبض على مجموعة متظاهرين في مدينة ماغادان بشرق البلاد.

وتدهورت حالة نافالني الصحية بعد 3 أسابيع من إضرابه عن الطعام، وحضّ فريقه المواطنين بأنحاء روسيا على الخروج إلى الشوارع أمس، للمطالبة بتوفير العلاج اللازم لإنقاذ حياته.

وأدت حركة الاحتجاج السابقة التي تلت اعتقال نافالني في يناير، إلى توقيف أكثر من 10 آلاف شخص.

حشود تكفي للتوغل

على صعيد آخر، كشفت صور الأقمار الاصطناعية حجم الحشد العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية، وأظهرت نقل روسيا طائرات حربية إلى شبه جزيرة القرم والقواعد القريبة من أوكرانيا إلى حد أكبر مما تم الكشف عنه سابقًا، مما يزيد من قدرتها على التخويف السياسي أو التدخل العسكري.

كما أظهرت الصور، التي اطّلعت عليها صحيفة "وول ستريت جورنال"، عددا من مقاتلات "سوخوي 30" مصطفة على مدرج بقاعدة جوية في شبه جزيرة القرم، وأكدت أن هذه الطائرات لم تكن موجودة في أواخر مارس.

وتشير الصور إلى أن الوحدات العسكرية الروسية في شبه جزيرة القرم تضم قوات محمولة جوا ووحدات مدرعة وطائرات مروحية هجومية ومولّدات دخان وطائرات استطلاع من دون طيار ومعدات تشويش ومستشفى عسكري، ومقاتلات "سوخوي" من طرازات مختلفة.

والتقطت صور الأقمار الاصطناعية بين 27 مارس و 16 أبريل من قبل شركة Maxar Technologies، وهي شركة تجارية للأقمار الاصطناعية والتصوير، توفر صورا مكثفة للولايات المتحدة والحكومات الغربية الأخرى.

وقال فيليب بريدلوف، وهو جنرال متقاعد في القوات الجوية الأميركية، خدم كقائد عسكري كبير لحلف شمال الأطلسي، "لقد نشروا بشكل مختلف عناصر القوة الجوية التي ستكون ضرورية لتحقيق التفوّق الجوي فوق ساحة المعركة ودعم القوات البرية بشكل مباشر".

وذكر أن الصور تشير إلى أن الوحدات الروسية ليست مستعدة للهجوم على الفور، لكنه قال إن لدى موسكو خيارات متعدّدة للقيام بعمل عسكري.

وقدّم مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، وليام بيرنز، تقييمًا مشابهًا لـ "الكونغرس" الأسبوع الماضي، أكد فيه أن عمليات الانتشار الروسية قد تهدف إلى تخويف الحكومة الأوكرانية، وإرسال رسالة إلى إدارة الرئيس جو بايدن.

وقال بيرنز للجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ: "لقد وصل هذا الحشد إلى النقطة التي يمكن أن توفّر الأساس لتوغّل عسكري محدود. لذا، فهذا شيء يجب أن يؤخذ على محمل الجد، ليس فقط من الولايات المتحدة، بل أيضا من حلفائها".

ووفقًا لمسؤول عسكري أميركي، تضم القوة الروسية حاليًا 48 مجموعة تكتيكية، تتكون كل منها من مئات عدة من الجنود والضباط. ومع ذلك، قال المسؤول إن الاستخبارات الأميركية لم ترصد كل القدرات اللوجستية والوحدات الداعمة التي يمكن استخدامها بشكل عام لهجوم كبير عبر الحدود إلى أوكرانيا، بما في ذلك مخزونات الذخيرة والمستشفيات القابلة للنشر.

ويقول خبراء إن بوتين ربما يحاول الضغط على أوكرانيا لاستئناف إمدادات المياه لشبه جزيرة القرم، التي قطعتها سلطات كييف، بعد أن ضم "الكرملين" شبه الجزيرة.

زيلينسكي

وفي كييف، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأول، نظيره الروسي للقائه في منطقة النزاع مع الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، مشددا على أن "حياة ملايين الأشخاص" ستكون معرّضة للخطر في حال نشوب نزاع روسي-أوكراني.

وقال زيلينسكي في خطاب للأمة: "السيد بوتين، أنا مستعد لأن أعرض عليك مقابلتي في أي مكان في دونباس الأوكرانية، حيث تستمر الحرب".

وأضاف: "الرئيس الروسي قال يوما: إذا كان لا بدّ من معركة، فيجب المبادرة إلى الهجوم. لكن برأيي على كل زعيم أن يدرك أنّ بالإمكان تجنّب المعركة عندما يتعلّق الأمر بحرب فعلية وبملايين الأرواح. وأكد أنه "لم يفت الأوان" لتجنّب وقوع خسائر بشرية".

وأوضح: "هل تريد أوكرانيا الحرب؟ لا... هل هي مستعدة لها؟ أجل (..) نحن غير خائفين لأنّ لدينا جيشا ومدافعين رائعين. نحن لا ندمّر مناطق أخرى وشعوبا أخرى. لكن هذا لا يعني أننا سنسمح بأن نُدمر".

اعتقالات في صفوف أنصار نافالني
back to top