كردستان العراق يطالب بإبعاد «الحشد» عن حدوده

• قصف على مواقع لـ «فصائل طهران» بعد الهجومين على مطار أربيل ومعسكر بعشيقة
• مقتل 4 في انفجار سيارة مفخخة بمدينة الصدر

نشر في 16-04-2021
آخر تحديث 16-04-2021 | 00:05
أطفال عراقيون يتفقدون سيارة احترقت بعد الانفجار في مدينة الصدر أمس     (رويترز)
أطفال عراقيون يتفقدون سيارة احترقت بعد الانفجار في مدينة الصدر أمس (رويترز)
شهد العراق في الساعات الأخيرة تصعيداً قد يكون الأخطر منذ أشهر؛ من بعشيقة وأربيل في الشمال، وصولاً إلى مدينة الصدر في بغداد.
يأتي ذلك على وقع "هجوم نظنز" في إيران ومفاوضات فيينا، وبعد أيام من عودة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي من جولة خليجية وإجراء واشنطن وبغداد جولة جديدة من الحوار الاستراتيجي.
رغم كل الحديث عن إمكانية حصول تهدئة في الأزمة الإقليمية، مع مجيء جو بايدن إلى البيت الأبيض، فإن المشهد العراقي يشهد تصعيدا تلو آخر في ملف استهداف المطارات ومقرات التحالف الدولي، إذ تعرض مطار اربيل شمالا الى هجوم هو الأول الذي تنفذه طائرة مسيرة (درون)، استهدف مقرا للقوات الاميركية، دون خسائر بشرية، بينما قتل جندي تركي خلال هجوم صاروخي متزامن في مدينة بعشيقة على الحدود الادارية بين أربيل والموصل، استهدف قاعدة زليكان التي تستقر فيها قطعات من الجيش التركي كانت تتولى تدريب مقاتلين سنة يساندون الجيش منذ الحرب ضد تنظيم "داعش".

وهذه ثالث مرة خلال أسابيع تتعرض فيها اربيل الى قصف مشابه، بعد تصعيد شديد في الحرب الكلامية المعتادة بين إقليم كردستان والميليشيات العراقية المتحالفة مع طهران، مما دفع رئيس حكومة الإقليم الى مطالبة الميليشيات بالابتعاد عن حدود كردستان الإدارية.

وبعد ساعات من هذا التحذير، تعرض مقر للفصائل في ضواحي الموصل الى هجوم صاروخي ادى الى جرح اثنين من المقاتلين من قومية الشبك الشيعية، واتهم هؤلاء قوات البيشمركة التابعة لاقليم كردستان باستهداف الفصيل.

ويؤشر استهداف مقر الجيش التركي الى صلة الهجمات بأزمة منطقة سنجار، وهي بوابة الموصل الغربية نحو الحدود مع سورية، إذ يحاول اقليم كردستان تشجيع بغداد على إخلائها من الفصائل الحليفة لإيران وضمنهم قوات حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة، والتي تتمسك بمواقعها داخل المنطقة الاستراتيجية التي تستخدمها ايران كذلك معبرا بريا يربط طهران بالاراضي السورية نحو المتوسط، ويثير وجودها حساسية كبيرة بين المكونات وأتباع الديانات المختلفة في نينوى، كما يثير قلق تركيا التي تشتبك فعليا مع قوات حزب العمال على الحدود الجبلية الوعرة بين تركيا والعراق، وتهدد باقتحام سنجار بين الحين والآخر.

واعلنت أربيل مؤخرا ان الفصائل تزيد من اعداد المقاتلين وكميات الاسلحة والذخائر، استباقا لأي محاولة من بغداد لفرض السيطرة أمنيا على سنجار.

ولم تبق بغداد بعيدة عن هذا التصعيد، إذ انفجرت سيارة مفخخة مركونة على جانب الطريق في مدخل رئيسي عند مدينة الصدر، مما أدى الى وقوع 4 قتلى، مما يحمل مؤشرات خطيرة على توتر سياسي كبير بين خطوط متعددة، لاسيما مع انطلاق التحضيرات لماراثون الانتخابات المبكرة، التي ستختبر قدرة الفصائل على المحافظة على حجم تمثيلها النيابي، مع دخول المجتمع الدولي على خط الرقابة ومنع التلاعب بالاصوات، ودخول ممثلي حراك تشرين الشعبي للمنافسة.

وتتهم أحزاب عراقية، إيران بأنها تستخدم العراق للضغط على الولايات المتحدة في ملف الازمة النووية. وخلال الأسبوع الحالي، أجرى القادة العراقيون اتصالات مكثفة مع كبار المسؤولين في طهران، وقالت البيانات الرسمية ان بغداد ابلغت القيادة الايرانية بأنها بدأت تعمل مع شركاء عرب ودوليين لبناء قواعد استقرار جديدة في الشرق الاوسط، لأن فاتورة النزاعات باتت اكبر من ان يمكن تحملها. لكن الإشارات الواردة من طهران تحمل انطباعات مرتابة من أي محاولة للحوار.

بغداد- محمد البصري

back to top