مصطلح حقوق الإنسان والحذر في استخدامه‎

نشر في 16-04-2021
آخر تحديث 16-04-2021 | 00:00
 د. نوري أحمد الحساوي نعم إن مصطلح حقوق الإنسان شيء خطير، ويجب أن نعرف وندرك كيفية التعامل معه ولا نأخذه على مفهومه العام هكذا، حيث يختلف معنى مفهوم ثقافة حقوق الإنسان من شخص لآخر، فبالنسبة إلى البعض يعني هذا المفهوم ضمان معاملة كل الناس بصورة تحترم كرامتهم الأساسية وقيمتهم الإنسانية في حين ينظر آخرون إلى مفهوم حقوق الإنسان على أنه يعني أن السلطة ورجال الأمن يجب عليهم حماية مصالح المشبوهين والمجرمين والمسجونين وغيرهم، ومعاملتهم معاملة إنسانية، ففي بريطانيا مثلاً وبدواعي حقوق الإنسان دخل الكثيرون واستقروا هناك بموجب اللجوء السياسي مما ساعد في ازدياد العنصر الأجنبي في هذه الدولة، وبالتالي بدأت تظهر سلبيات هذا الوضع الجديد مع مرور الزمن مما جعل بريطانيا تفكر في تغيير أنظمتها وقوانينها بهذا الخصوص.

وقد يستخدم مصطلح حقوق الإنسان من بعض الدول ليكون تبريراً خبيثاً لاستخدام القوة العسكرية ضد دولة أخرى لتحقيق بعض المصالح، وهناك أمثلة كثيرة من واقعنا الذي نعيشه، وبسبب الاستخدام السيئ لهذا المصطلح أخذت بعض الدول تتدخل بالشؤون الداخلية لدول أخرى مما يخرق مفهوم السيادة الوطنية.

نحن في الكويت ومن خلال مشكلة ما يسمى (البدون) استخدم هذا المصطلح بقصد أو بدون قصد بطريقة تم إظهار دولة الكويت وكأنها دوله قمعية واستبدادية لا تراعي حقوق الإنسان، وكل ذلك بسبب حشر هذا المصطلح بهذه القضية التي أعتبرها شخصياً مسألة قانونية تنظيمية تحل بالقانون وتطبيقه بالشكل الصحيح ليأخذ كل مستحق حقه، ولكن مع الأسف البعض يحاول أن يسيس هذه المسألة ويستخدمها لمصالح انتخابية لذلك يلصق بها مصطلح حقوق الإنسان ليزيد الضغط على الحكومة ليجبرها على الحل العشوائي الذي يضر بكيان ووحدة الوطن وأمنه واستقراره.

نقول إنه يجب الحرص كل الحرص في التعامل مع مصطلح ومفهوم حقوق الإنسان لأنه يحمل معاني ومبادئ سامية، ناهيك عن شعور البشر المشترك بالمعاناة الإنسانية المشتركة التي تجعل مفهوم حقوق الإنسان داخل ضمير كل إنسان حي لذلك يفسر كاحتجاج وتذمر وعدم رضا عن كل انتهاك لحقوق الإنسان.

لنعلم جميعا أن هناك قبولا عالميا واضحا لرسالة حقوق الإنسان وفي الوقت نفسه هناك خلاف حول ماهية ما يعد حقا للإنسان وكيفية تطبيق هذه الحقوق، وأن كثيرا من الدول تطبق قانون حقوق الإنسان بالصورة التي تخدم مصالحها، لهذا كله نقول في النهاية يجب علينا أن نكون موضوعيين وواقعيين وحذرين في التعامل والتعاطي مع مصطلح حقوق الإنسان الذي نحترمه ونقدره ونعمل جميعاً للنهوض بهذه الحقوق الإنسانية حتى تكون الكويت رائدة وسباقة في هذا المجال وتظل بلد الأمن والأمان والإنسانية ولكن بفكر وحذر.

د. نوري أحمد الحساوي

back to top