شاعر التمرد والحزن الذي سكن الإنسان العربي (4-16)

الماغوط يرعى السياب ذا الوجهين و«احتضار» أولى جوائزه

نشر في 16-04-2021
آخر تحديث 16-04-2021 | 00:00
بيروت التي قدمت هوامش الحرية على مدار الأزمنة لكل الأقلام التي هُدد حبرها وصُودرت المعاني التي يطبعها على الورق وفي العقل، كانت ملجأً للماغوط كغيره، وقد تميزت حياته في لبنان بعطاء شعري كبير وشهرة كان لها الأثر فيما تركه في كتبه، متحدثاً فيها عن علاقته ببيروت وعلاقته بشعرائها ومرتاديها من الشعراء أيضاً، وفي مقدمتهم بدر شاكر السياب، كما حصل الماغوط في لبنان أيضاً على أولى جوائزه في مجال الشعر، وأطلق مجموعته الشعرية الثانية «غرفة بملايين الجدران».
نشأت بين الماغوط والشاعر بدر شاكر السياب في بيروت صداقة حميمة، فكان السياب صديق التسكّع على أرصفة بيروت، وكتب الماغوط عن هذه العلاقة في كتابه «سأخون وطني، هذيان في الرعب والحرية»، يقول:

في عام 1960 كنت عاطلا عن العمل، وكانت العروبة نفسها عاطلة عن العمل، ويا ليتها ظلت كذلك، وكنت حينذاك ضيفا على مجلة «شعر»، وأسرة التحرير كلها ضيفة على صاحبها يوسف الخال.

في هذه الأثناء، حل بدر شاكر السياب بأناقته المعروفة ضيفاً على الجميع، وهو يمشي قدماً في الشرق وقدماً في الغرب، بسبب تباشير الروماتيزم في ركبته. ولما كان بريئاً وساذجاً ولا يعرف أن يتحرك بمفرده فقد كلف يوسف الخال، محمد الماغوط بمرافقته طول إقامته هناك، وأوصاه وهو يسلمه إياه: «لا تعذبه، إنه شاعر كبير».

اقرأ أيضا

توطدت عرى الصداقة من أول المشوار فيما بينهما، خصوصا بعد أن أهدى السياب للماغوط في لحظة انفعال «كرافيت» من نوع سيلكا أو سمكا، كما يقول الماغوط. ويتابع: لم أعد أذكر، ولكنه عربون على صداقتنا الأبدية، وهنا بدأت مهمتي في إطلاعه على الحياة الثقافية في بيروت، فأخذته من ذراعه وقلت له: هذا هو الشارع الفلاني، وهذه هي السينما الفلانية. في هذا المطعم يجلس أركان الناصريين ليهاجموا القوميين، وفي هذا المطعم يجلس أركان القوميين ليهاجموا الناصريين والشيوعيين، وفي هذا المقهى يجلس أركان مجلة شعر ليهاجموا الجميع، متخذين كل واحد منهم أفضل طاولة وأفضل واجهة من الصباح إلى المساء على فنجان قهوة وخمسين كأس ماء بنصف ليرة، وعند هذه الزاوية بالذات سحبني صاحب المقهى من يدي وقال لي: إما أن تخلصني منهم وإما أهدم المقهى وأحوله إلى محل لبيع الشاورما كرمى ليوسف الخال وشعره الحديث! وكان بدر يضحك كالأطفال من هذه المعلومات، وكنت بدوري أكثر سعادة منه وأنا أقوم بمهمتي خير قيام لصالح الشعر والحرية، حسب مفهومي.

ويتابع: ولكن ما إن انتهينا من الشوارع العريضة والمناطق السكنية وبلغنا منطقة الأسواق التجارية والشوارع المزدحمة بالواجهات والمتفرجين، حتى أخذت بعض المتاعب تواجهني في مرافقته، فقد اكتشفت أن المسكين لا يستطيع التسكع كالمراهقين أكثر من عشر دقائق أو ربع ساعة.

بعدها يأخذ في الترنح والدوران حول نفسه وحول مرافقه ولذلك كنت أجده في لحظة على يميني وفي اللحظة التالية على يساري. وعندما لا يجد مرافقه إلى جواره يدور حول أي شيء؛ حول عمود كهرباء أو شرطي سير أو حول نفسه، ويتابع طريقه وحديثه عن الشعر الحديث والشعر القديم.

وفي باب إدريس، حيث رافقته لشراء بعض الهدايا «لأم غيلان»، أتعبني أكثر من ثلاثة صفوف في سن الحضانة، إذ ما إن يمر بزقاق أو زاروب فرعي حتى يترك طريقه الأصلي ويسلكه، وما إن يرى أي باب مفتوح حتى يدخله؛ باب دكان أو باب مستودع، ويتابع حديثه عن صلاح عبدالصبور وعمر أبوريشة. مثلاً: فيما نحن نهم بدخول «نوفتيه» يدخل هو صيدلية أو مكتب طيران أو فرن كاتو، وعندما زادها بعض الشيء قلت له أمام المارة: إما أن تظل ملازما لي في كل خطوة وفي كل اتجاه، وإما أن أمسك بيدك أو أربطك بخيط وأُعرّف قراءك عليك وأنت في هذا الوضع.

الوجه الآخر للسياب

تواصلت علاقة الماغوط بالسياب فترة طويلة من الزمن، كان قد تعرف فيها على شخصية هذا الشاعر المعروف والمشهور جدا اللطيف والهادئ، الذي احتاج فعليا إلى مساعدته بسبب حالته الصحية، حتى جاءت الأمسية الشعرية التي أحياها السياب، ذات مساء في بيروت، إذ انقلب إلى شخص آخر لم أعرفه ولم أرافقه خطوة واحدة من قبل (يقول الماغوط) حتى أنني عندما رأيته يحدق بالحضور فردا فردا بكل ثقة وثبات خفت منه، وانتقلت من الصف الأول إلى الصف الثامن أو التاسع، ومن هناك أخذت أراقبه، كان كل ما فيه كبيرا؛ قلبه، وموهبته، ورأسه، وأذناه، ماعدا جسمه. كان المسكين رأساً.

وعندما تقدم من الميكروفون تحت الإضاءة نصف الخافتة، امّحت ملامحه كلها ولم يبق بارزا منها أمام الجمهور سوى أسنانه، كانت جاحظة من خلال شفتيه بوضوح، فيزيولوجياً وإيديولوجياً، حتى كادت تغطي الصف الأول من الحضور. ووسط الصمت المطبق، صرح بقصيدته الجزائرية الشهيرة «من قاع قبري أصيح حتى تضج القبور».

وما إن انتهت الأمسية حتى كنت في الصف الأخير بسبب تدافع المعجبين والمعجبات للوصول إلى الشاعر الكبير، شاعر الحرية والثورة الجزائرية، مقرظين مهنئين، ولكن ما إن سلمت عليه أول معجبة وهي تتنهد، حتى ارتخى وأخذ يصرفني من بعيد بإشارات متلاحقة من يده، وكلما ازداد عدد المتحلقات من حوله بثيابهن الفاخرة وعطورهن المثيرة ركبه الغرور أكثر وأكثر، وراح يحلق في أجواء من المواعيد الوهمية والأجواء الكاذبة؛ إذ قال لي ما معناه أنه يعتذر عن مرافقتي تلك الليلة، وربما لا يستطيع أن يراني أو يرى غيري حتى بعد يومين أو أسبوعين! وعاد لتبادل كلمات الإعجاب والإطراء مع المتحلقين من حوله، ولما كانت السماء ممطرة، وأعرف جيدا هذا النوع من الانبهار وتبادل العواطف والمجاملات أثناء ارتداء المعاطف والتهيؤ للانصراف على أبواب النوادي والمراكز الثقافية فقد أشفقت على بدر.

كان المطر ينهمر والرؤية معدومة فوق البحر، وفي الشوارع، عندما أخذت مصافحات الوداع والتمنيات باللقاءات في مناسبة أخرى تتوالى على مسامع الشاعر الكبير، مع انغلاق أبواب السيارات، وانطلاقا بمعجبيها ومعجباتها في ظلمات بيروت الضاجة الساهرة، وبدأ بدر بالحديث عن إيطاليا وزيارته الأخيرة لها، ثم تحدث عن شعر عبدالوهاب البياتي، ثم عاد للحديث مرة أخرى عن إيطاليا، ثم انتقل إلى أحاديث أخرى. وفي آخر الليل بعد أن صرفنا نقودنا كلها، غادر بدر بصحبة إحدى المعجبات، ولحقت بهما حتى وجدته فجأة قد جلس على جنب الرصيف وحيدا فسحبته من يده وانطلقنا في أول تاكسي باتجاه الفندق، ولكن في اللحظة التي وصلنا فيها وصل الترامواي وتوقف فترة هناك لجمع الركاب.

وبعد أن ودعته مضيت على أساس أن هذه الليلة انتهت على خير، ولكنه وبدلا من دخول الفندق دخل الترامواي وانطلق به، وأظن أنه بهذه الطريقة دخل الحزب الشيوعي من قبل.

الجائزة الأولى

لم يكن لبنان بداية شهرة كبيرة للماغوط وحسب، بل كان أيضا البوابة التي بدأ فيها باقتناص جوائزه، حيث أعلنت جريدة النهار/الصفحة الأدبية سنة 1958، التي كان يشرف عليها أنسي الحاج، عن جائزة قصيدة النثر وقيمتها خمسمئة ليرة لبنانية، وكانت لجنة التحكيم مؤلفة من: سليم باسيلا وأدونيس ويوسف الخال وشوقي أبي شقرا وأنسي الحاج. وكان من بين المتنافسين على الجائزة: محمد الماغوط وسنية صالح. ففاز الماغوط بها عن قصيدته: «احتضار عام 1958»، التي لم ينشرها في كتاب إلا في عام 2005، حيث نشرها في كتابه «شرق عدن غرب الله»، وكانت هذه الجائزة موازية لجائزة قصيدة التفعيلة وقيمتها ألف ليرة لبنانية، وفاز بها بدر شاكر السياب عن قصيدته «أنشودة المطر». إلا أن «الآداب» لم تستطع البقاء مكتوفة الأيدي تجاه تلك «الخزعبلات» -كما أسمتها وقتها- التي تقوم بها مجلة «شعر» و»النهار»، فأسست جائزة مضادة، ومنحتها لديوان «كلمات ريفية» للشاعر صلاح الصبور.

مَنحُ الجائزة للماغوط جعل عددا من النقاد والمعجبين يطلقون كتاباتهم بين إعجاب ونقد لاذع، حيث اعتبر جابر عصفور أن «هذا التكريم اعترافٌ له مغزاه وتقديرٌ له دلالته، من حيث هو تأكيد لما قامت به كتابته التي كانت أشبه بحصان طروادة، في اقتحامها الأسوار العمودية والدخول من الباب الذي لم تستطع الدخول منه محاولات سابقة ومعاصرة لم تتميز بالزخم الشعري نفسه». ومع هذا، فإنه إذا كانت توجد معارك جميلة في التاريخ، فإن هذه المعركة من أجملها. لقد أسفرت عن ولادة الشعر العربي الحديث، الذي أنقذ الشعر العربي منذ ما بعد عصوره الذهبية من موت كاد يكون محققاً.

وفي قصيدته «احتضار» يقول:

رأيت قبر أبي يتسخ كالمغسلة

وأمي منهوكة القوى

تقلب التراب بيديها كأنها في مختبر

لترى هل يستحق هذا التراب

المليء بالقش والحصى والمسامير

كل هذا الشوق والعناد والكلمات الطنانة

هل يستحق هذا التراب المتنقل على الأحذية والحوافر

كل هذا الفقر والغيظ والمسدسات المدفونة بين الأفخاذ؟

سورية

أيتها الحبيبة والمفداة

يا بواخر الشرف التي لا مرافئ لها

نعرف أنك أبية لا تطلبين النجدة

لو مزقوا أجسادنا بعدد نجومك

لو شطروا أطفالنا كالإسفنج

ونشروا دماءهم على مطالع الكتب والتماثيل

لن نخونك يا حبيبة

بعد عام واحد، وعن الدار نفسها أصدر الماغوط مجموعته الثانية، والتي حملت عنوان «غرفة بملايين الجدران» 1960.

وتضم المجموعة عددا من القصائد، منها: أوراق الخريف، نجوم وأمطار، خيانة، الرجل المائل، منزل قرب البحر، مصافحة في أيار، مقهى في بيروت، الرعب والجنس، الصديقان، وجه بين حذائين، النار والجليد، الدموع، بكاء الثعبان، وفي يوم غائم.

ويقول في قصيدة «النار والجليد»:

تحت مطر الربيع الحار

أنتقل من مدينة إلى مدينة

وحقائبي مليئة بالجراح والهزائم

تحت مطر الربيع الحار

أسير يا حبيبتي

وصدرك الشبيه بشجرة التفاح العارية

يظللني كدخان القطارات

لقد ودعت الكثيرين

ودعت بلادي

وسهولها المحترقة في الليل

هجرت رفاقي

والدم ينزف من صدورهم وأنوفهم

ولم أتنهد

كنت أغرد كاليمامة فوق الجبال

أتثاءب في مآتم الشهداء

وأحدق في أثداء الأمهات الثكالى

يذكر أن مجلة «البناء» البيروتية هي التي احتضنت باكورة نتاجه الساخر، منذ أعدادها الأولى عام 1958.

ويقول الماغوط، في حوار تلفزيوني، مختصرا حياة كاملة في بيروت وعمرا شعريا كبيرا في دمشق: لما صارت الوحدة هربنا إلى بيروت، وهناك التقيت جماعة الشعر يوسف الخال وأنسي الحاج وشوقي أبو شقرا والرحابنة وسعيد عقل. لقد أحبتني بيروت حبا كبيرا غير طبيعي وأعطتني شيئا غير طبيعي، الشام تأخذ ولا تعطي أبدا، وأنا أحبها كثيرا، وقد سميت ابنتي شام. وتغنى بالشام في كتاباته، ونذكر بعض ما كتب عن دمشق:

دمشق يا عربة السبايا الوردية

وأنا راقد في غرفتي

أكتب وأحلم وأرنو إلى المارة

من قلب السماء العالية

أسمع وجيب لحمك العاري

عشرون عاما

ونحن ندق أبوابك الصلدة

والمطر يتساقط على ثيابنا وأطفالنا

ووجوهنا المختنقة بالسعال الجارح

تبدو حزينة كالوداع... صفراء كالسل

ورياح البراري الموحشة

تنقل أرواحنا

إلى الأزقة وباعة الخبز والجواسيس

ونحن نعدو كالخيول الوحشية

على صفحات التاريخ

نبكي ونرتجف

العلاقة مع بيروت

غلبت على حياته مرحلة البيروتية، أيام اللقاء بالمفكرين والأدباء، وكثر فيها إنتاجه الشعري القيم، ومما يتذكر الماغوط من أيام مجلة «شعر» وخميسها (سهرات ولقاءات يوم الخميس)، أنه كان وأنسي الحاج الأكثر صمتاً، وأنه وفؤاد رفقة الأكثر قرباً من البراد، وكان يستمتع بتجليات المرشد الجمالي، كما يسميه، شوقي أبي شقرا. فينسج محمد الماغوط علاقة خاصة مع بيروت، ويكتب عنها: «بيروت موجودة في داخلي، بيروت احتضنتني أكثر من أمي. أخذت بيدي عندما كنت شريداً ومفلساً. أحنّ إلى بيروت الخمسينيات إلى مقاهيها، إلى شارع الحمرا حيث تعرّفت إلى يوسف الخال وأنسي الحاج وبدر شاكر السياب وفيروز وعاصي ومنصور رحباني. بيروت مثل أم منهكة في الغسيل، وإذا بان فخذاها قالوا عنها عاهرة».

«انتو نايمين يا فخامة الرئيس»

عمل الماغوط في بيروت، في الصحافة، في جريدة «الزمان» و«صباح الخير»، ويروي الراحل جوزف نصر (المدير المسؤول في النهار) أن الرئيس كميل شمعون اتصل به ذات صباح سائلاً عن محمد الماغوط، مبدياً رغبته في التعرف إليه، بعد أن قرأ إحدى مقالاته. بدوره اتصل نصر بيوسف الخال للوصول إلى الماغوط، وذهبا معاً إلى غرفته المستأجرة في شارع السادات، رأس بيروت. رتب نصر الموعد مع الرئيس بعد ساعتين. ولما استقبلهم الرئيس في القصر الجمهوري نظر إلى الماغوط، وقد بدت آثار النعاس على وجهه، وقال: «شايفك نعسان يا محمد». فأجابه الماغوط: «صحيح. بس انتو نايمين يا فخامة الرئيس».

يوسف الخال... منشئ مجلة شعر

يوسف الخال شاعر وصحافي لبناني سوري، ولد في 5 مايو عام 1916 في «عمار الحصن»، في التاسع من مارس 1987 إحدى قرى وادي النصارى في سورية، وعاش فترة شبابه في مدينة طرابلس، شمال لبنان. درس الفلسفة وتخرج بدرجة بكالوريوس علوم. أنشأ في بيروت دار الكتاب، وبدأت هذه الدار نشاطها بإصدار مجلة «صوت امرأة» التي تسلم الخال تحريرها، بالإضافة إلى تسلمه الإدارة حتى سنة 1948، كما أنشأ مجلة شعر الفصلية سنة 1957.

من أهم مؤلفاته: سلماي (1936)، والحرية (1944)، وهيروديا – مسرحية شعرية (1954)، والبئر المهجورة (1958)، وقصائد في الأربعين (1960)، وترجمة «الأرض الخراب»، لـ «ت. س.إليوت»، 1958، ديوان الشعر الأميركي (مختارات شعرية) (1958)، وروبرت فروست... قصائد مختارة (1962)، والولادة الثانية (1981)، والحداثة في الشعر (1978)، ورسائل إلى دونكيشوت (1979)، ودفاتر الأيام (1988).

شادي عباس

يوسف الخال كلّف الماغوط في الستينيات بملازمة السياب وبعدم تعذيبه

الشاعر العراقي كان يعاني الروماتيزم الذي أثر على صحته ومشيته وصعّب مهمة الماغوط بمرافقته

أمسية شعرية في بيروت كشفت للماغوط وجهاً آخر للسياب غير الذي عرفه تماماً

قصيدة «احتضار» حصدت أولى جوائز الماغوط الشعرية نهاية الخمسينيات ولم تنشر إلا عام 2005

الماغوط يصدر مجموعته الشعرية «غرفة بملايين الجدران» سنة 1960

بيروت أحبتني حباً غير طبيعي وأعطتني... وأنا أحب الشام كثيراً رغم أنها تأخذ ولا تعطي أبداً الماغوط
back to top