إيران تقرّ بتعرض «سافيز» المتهمة بالتجسس لهجوم

إسرائيل لا تنفي مسؤوليتها عن ضرب السفينة بالبحر الأحمر... وطهران أحرزت هدفاً في فيينا

نشر في 08-04-2021
آخر تحديث 08-04-2021 | 00:04
متظاهر يلتف بعلم إيران قبل الثورة الإسلامية أمام فندق «غراند أوتيل» بفيينا الذي استضاف أمس الأول المفاوضات النووية  (أ ف ب)
متظاهر يلتف بعلم إيران قبل الثورة الإسلامية أمام فندق «غراند أوتيل» بفيينا الذي استضاف أمس الأول المفاوضات النووية (أ ف ب)
في آخر حلقة من مسلسل «حرب السفن»، أقرت، طهران أمس، بتعرض إحدى سفنها، المتهمة أميركياً بالقيام بعمليات تجسس، لهجوم في البحر الأحمر، فيما رفضت إسرائيل أن تقر أو تنفي مسؤوليتها عن الهجوم، الذي جاء بعد اختراق طفيف في المفاوضات النووية في فيينا.
على وقع الاختراق الطفيف الذي شهدته فيينا في المفاوضات حول إعادة احياء الاتفاق النووي الإيراني، يبدو إن إسرائيل وإيران قد استأنفتا ما بات يعرف إعلامياً بـ «حرب السفن»، في مؤشر جديد على أن وساطة أوروبية كشفت «الجريدة» عنها في هذا الملف، لم تصل إلى نتيجة إيجابية.

مقر دعم «مدني»

وذكرت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان أمس، أن السفينة الإيرانية «سافيز» استُهدفت في البحر الأحمر، بعد تقارير إعلامية نُشرت أمس الأول عن تعرضها لهجوم بألغام لاصقة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زاده: «الانفجار وقع صباح أمس الأول، بالقرب من ساحل جيبوتي وتسبب في أضرار طفيفة لكن لم تحدث إصابات».

وأكد خطيب زاده أن «السفينة هي مدنية وكانت متمركزة في موقعها لتأمين المنطقة من القراصنة».

غانتس... نصف اعتراف

وهذا أحدث هجوم على سفن شحن مملوكة لإسرائيل أو لإيران منذ أواخر فبراير، في سلسلة هجمات تبادل الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عنها.

ورفض مسؤولون إسرائيليون التعليق على الهجوم الأخير على سفينة الشحن الإيرانية، وطلب صحافيون من وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس التعليق دون أن ينفي، لكن موقع «معاريف» الإخباري نقل عنه قوله «لدينا أنظمة هجومية تعمل على مدار الساعة 365 يوماً في العام وهي مستعدة للعمل على أي ساحة وعلى أي مسافة».

وأكد غانتس تصميم تل أبيب على «حماية مصالحها الأمنية»، وأضاف: «لا نخفض مستوى التأهب في أي لحظة، وسنواصل التصرف أينما سنواجه مشكلة عملياتية أو حاجة عملياتية».

وقال غانتس، خلال زيارة إلى بطارية لمنظومة القبة الحديدية، إن إسرائيل ستواصل التصرف أينما يستدعي منها ذلك، وحذر من أن المنظومة الدفاعية وحدها لا تكفي لحماية إسرائيل من التهديدات التي تواجهها، مضيفاً: «علينا أيضاً تنفيذ عمليات هجومية، وسننفذها بشكل صحيح».

صاروخ أم لغم أم غواصة؟

وتضاربت الروايات بشأن كيفية إصابة السفينة الإيرانية. وفي حين أكدت وكالة «تسنيم» شبه الرسمية، نقلا عن مصدر عسكري، تعرض «سافيز» لهجوم قبالة جيبوتي بـ«ألغام بحرية ألصقت بهيكلها»، قالت مصادر إسرائيلية لموقع «إيلاف» أن مقاتلات إسرائيلية ضربت السفينة بصاروخ جو ـ بحر.

وفي وقت سابق ذكرت مصادر أخرى أن السفينة، التي سبق أن تعرضت لهجوم مماثل عام 2019، تعرض لهجوم شنته غواصة إسرائيلية.

في غضون ذلك، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن مسؤول أميركي، أن إسرائيل أبلغت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أنها استهدفت السفينة الإيرانية «سافيز» في البحر الأحمر انتقاماً لضربات إيرانية سابقة لسفن إسرائيلية .

وذكر المسؤول أن من المحتمل أن يكون الهجوم قد تأجل للسماح لحاملة الطائرات الأميركية «دوايت دي أيزنهاور» في المنطقة بوضع مسافة بينها وبين السفينة الايرانية. وأشار إلى أن «أيزنهاور» كانت على بعد حوالي 200 ميل عندما ضربت السفينة الإيرانية.

«سنتكوم» وأنشطة تجسس

من جانب آخر، نفت القيادة الوسطى للجيش الأميركي (سنتكوم) في بيان أي مشاركة لقوات أميركية في الهجوم على السفينة الإيرانية، وقالت، إن واشنطن ليست لديها معلومات إضافية بشأن الاعتداء.

وذكر المعهد البحري الأميركي، أن «سافيز» ربما تكون ضالعة في أنشطة تجسس منذ استقرارها قبالة أرخبيل دهلك، قبالة ساحل دولة إريتريا الإفريقية، أواخر عام 2016.

وأضاف المعهد، في موقعه على شبكة الإنترنت، أن السفينة ربما قدّمت دعماً للقوات الإيرانية وزودت سورية بشحنات من النفط، كما قدّمت دعماً لقوات جماعة «أنصار الله» الحوثية المتمردة في اليمن.

ورجّح المعهد أن تكون السفينة تابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني وتعمل تحت غطاء سفينة تجارية.

مسار فيينا

وجاءت الحادثة البحرية تزامناً مع إحراز تقدم في محادثات عقدت في فيينا بهدف إحياء الاتفاق النووي الإيراني بين طهران والقوى العالمية الكبرى، رغم معارضة تل أبيب للخطوة التي يتوقع أن تمنح طهران امتيازات مالية حرمت منها جراء حملة الضغوط القصوى التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

وأبدى الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي يسعى جاهداً إلى تسجيل اختراقات كبيرة في جدار العقوبات الأميركية قبل انتهاء ولايته بعد أربعة أشهر، أمس، تفاؤلاً بنتائج اجتماع فيينا، قائلاً إن هناك «فصلاً جديداً قد بدأ لتجديد حياة الاتفاق النووي».

وقال روحاني في كلمة خلال اجتماع الحكومة، إن «صوتاً واحداً يُسمع من جميع الدول، سواء من مجموعة 1+4 بحضور إيران أو مجموعة 1+4 بحضور الولايات المتحدة»، مضيفاً أن «جميع هذه الأطراف قد وصلت إلى قناعة بأنه لا يوجد أي طريق أفضل وأي مسار سوى تنفيذ كامل للاتفاق النووي».

وأكد مصدر دبلوماسي من إحدى الدول المشاركة في المفاوضات ومقيم في طهران لـ «الجريدة» أن المكسب الذي حققته إيران هو اتفاق جميع المشاركين على ضرورة تنفيذ الاتفاق كما هو دون أي تعديل فيه، وهو عملياً ما كانت تصر عليه إيران سابقاً برفض توسيع الاتفاق أو إعادة التفاوض على بنوده.

من جهته، قال رئيس الوفد الإيراني عباس عراقجي، من فيينا، «إذا تحولت المفاوضات إلى وسيلة لإهدار الوقت فسنوقفها»، مشيراً إلى أن اللجنة المشتركة للاتفاق النووي التأمت في فيينا بهدف فتح طريق لإحياء الاتفاق.

وجدد رفض بلاده لأي يحل يقوم على مبدأ «خطوة خطوة»، مشيراً إلى أن «جميع الإجراءات يجب أن تكون في خطوة واحدة سميناها الوضع النهائي».

على صعيد مرتبط بالتطورات النووية، أكد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أن بلاده رفعت احتياطيات اليورانيوم المخصّب بدرجة نقاء 20% إلى 55 كيلوغراماً.

طهران - الجريدة

مباحثات فيينا فصل جديد لإحياء الاتفاق النووي حسن روحاني
back to top