طابور من 361 سفينة عالقة بالسويس... ولا سقف زمنياً لأزمة «إيفر غيفن»

• هيئة القناة: خطأ بشري أو فني وراء جنوح «إيفر غيفن» ونأمل ألا نلجأ لتفريغ حمولتها
• 14 قاطرة تشارك في «التعويم» والأحوال الجوية لا تساعد والآمال معقودة على مدّ اليوم
• «التعاون الخليجي» يدعم جهود مصر وفريق أميركي على أهبة الاستعداد
الحادث يزيد مصاعب تجار التجزئة الأميركيين والأوروبيين

نشر في 28-03-2021
آخر تحديث 28-03-2021 | 00:06
تتواصل محاولات تحرير سفينة الحاويات الضخمة العالقة بقناة السويس منذ الثلاثاء الماضي، باستخدام القاطرات والجرافات الثقيلة، فيما بقيت الملاحة معطلة لليوم الخامس على التوالي في هذا المجرى المائي البالغ الأهمية على صعيد حركة التجارة البحرية عالمياً.
مع توجّه أنظار العالم إلى مصر، ترقباً لتطورات حادث الجنوح "الاستثنائي" لسفينة الحاويات "إيفر غيفن" Ever Given العملاقة التي تُعدّ أطول من 4 ملاعب لكرة القدم، التي تسببت في إغلاق المجرى الملاحي لقناة السويس لليوم الخامس توالياً في الاتجاهين في المجرى المائي البالغ الأهمية، أكد رئيس هيئة القناة الفريق أسامة ربيع، أمس، أن طابوراً من 321 سفينة في وضع الانتظار منذ جنوح السفينة، صباح الثلاثاء الماضي، من دون أن يحدّد سقفاً زمنياً لنهاية الأزمة.

وكشف ربيع، في أول مؤتمر صحافي له منذ وقوع الحادث، إلى "أننا شكّلنا غرفة عمليات بهدف وضع خطة لتعويم السفينة الجانحة"، مشيراً إلى أن "الحادث لن يؤدي إلى تلوث القناة".

وقال:"نحن في موقف صعب لأن السفينة الجانحة كبيرة جداً وتحمل على متنها كميات ضخمة من البضائع"، لافتاً إلى أن "جنوح السفينة وقع في الممر القديم للقناة وليس في الممر الجديد"، وأن الخسائر اليومية لهيئة القناة من توقف حركة الملاحة تتراوح بين 12 و 14 مليون دولار يومياً.

وحول تحميل مسؤولية الحادث لجهة بعينها، قال رئيس هيئة قناة السويس، إن "السبب الحقيقي وراء جنوح السفينة قد يكون فنياً أو شخصياً"، وتابع: "لا نعتقد أن الحادث متعمد، ونحن في انتظار نتيجة التحقيقات في أسباب الواقعة وملابساتها"، نافياً أن تكون شدة الرياح وسوء الأحوال الجوية وحدها السبب في الحادث، بما يعني فتح الباب أمام احتمالية تسبب خطأ بشري من قبطان السفينة في وقوع الحادث".

وأكد وجود 14 سفينة قطر تشارك في عملية تعويم السفينة الجانحة، لافتاً إلى أن هناك صعوبات تواجه عملية التعويم منها حالة المد والجَزر والتربة وارتفاع السفينة وحمولتها، رافضاً تحديد سقف زمني لتعويم السفينة، مشدّداً على أن "هناك تحقيقات جارية لكن ما يشغلنا هو عودة الملاحة البحرية".

وإذ قال، إن "لشركات الشحن حرية تغيير مسارها إلى رأس رجاء الصالح ولكنها لم تفعل ذلك بعد"، وجه الفريق ربيع، الشكر للولايات المتحدة والصين واليونان والإمارات لعرضهم المساعدة في تعويم السفينة الجائحة، وقال إنه "تتم الآن دراسة كافة هذه العروض للاستعانة بالأفضل منها في تفريغ الحمولة من على السفينة ولكننا نأمل الا نلجأ لتخفيف الحمولة"، مضيفاً رداً على سؤال أن "الطائرات لن تكون قادرة على رفع الحاويات من السفينة الجانحة".

النفط يقفز 4% والبرميل الكويتي ينخفض 16 سنتاً

انخفض سعر برميل النفط الكويتي 16 سنتا ليبلغ 62.80 دولارا في تداولات أمس الأول، مقابل 62.96 دولارا في تداولات يوم الخميس الماضي، وفقاً للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.

عالمياً, ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 4 في المئة يوم الجمعة بفعل مخاوف من أن تعويم ناقلة حاويات عملاقة جانحة تعوق حركة الملاحة في قناة السويس قد يستغرق أسابيع، مما قد يفرض ضغوطا على إمدادات الخام والمنتجات المكررة.

ويشكل ذلك انتعاشا من نزول حاد في الجلسة السابقة، على خلفية مخاوف من تأثر الطلب نتيجة إجراءات إغلاق جديدة مرتبطة بفيروس «كورونا» في أوروبا.

وارتفع خام برنت 2.62 دولار، بما يعادل 4.2 في المئة، ليبلغ سعر التسوية 64.57 دولارا للبرميل، بعد أن نزل 3.8 في المئة الخميس. وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.41 دولار أو 4.1 في المئة، لتجري تسويته عند 60.97 دولارا للبرميل، بعد أن هوى 4.3 في المئة في اليوم السابق.

وزاد برنت 0.1 في المئة على مدار الأسبوع الماضي، بينما تراجع غرب تكساس الوسيط 0.7 في المئة، وهي ثالث خسائره الأسبوعية على التوالي.

وشهد سوق النفط تقلبا هذا الأسبوع، إذ يوازن المستثمرون بين التأثير المحتمل للتكدس في قناة السويس الذي بدأ يوم الثلاثاء، وأثر إجراءات الإغلاق الجديدة المرتبطة بالفيروس.

وقالت، باولا رودريجز ماسيو، نائبة رئيس أسواق النفط في «ريستاد إنرجي»: «السوق اليوم في صعود من جديد مع تغير موقف المتعاملين، لاعتبارهم أن أثر الإغلاق في قناة السويس على تدفقات النفط وتوصيل الإمدادات أكبر مما كانوا يتوقعون سابقا».

وكثفت قناة السويس جهود تحرير السفينة العملاقة الجانحة بعد فشل جهود سابقة. وقد تستغرق جهود تحريرها أسابيع مع احتمالات تسبب عدم استقرار الأحوال الجوية في مضاعفات.

ومن أصل 39.2 مليون برميل يوميا من إجمالي النفط الخام المستورد بحرا في 2020، استخدم 1.74 مليون برميل يوميا القناة، بحسب كبلر لتتبع حركة الناقلات.

وقالت كبلر إنه بالإضافة إلى ذلك، فإن أقل قليلا فحسب من تسعة في المئة أو 1.54 مليون برميل يوميا من واردات المنتجات المكررة العالمية مرت في قناة السويس، وقالت إن 10 سفن كانت تنتظر عند نقاط الدخول بالقناة تحول حوالي عشرة ملايين برميل من النفط.

ويسبب توقف قناة السويس اضطرابا نجم عنه ارتفاع تكاليف الشحن لناقلات المنتجات البترولية إلى المثلين تقريبا هذا الأسبوع، وتحويل عدة سفن مسارها بعيدا عن المجرى المائي.

وتلقت أسواق النفط دفعة أيضا بفعل مخاوف من تصاعد التوتر الجيوسياسي في الشرق الأوسط. وقالت قوات الحوثيين اليمنية، أمس الأول، إنها شنت هجمات على منشآت مملوكة لشركة أرامكو السعودية.

وتتلقى الأسعار الدعم من توقعات بأن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها سيبقون على إنتاجهم منخفضا.

وقال «غولدمان ساكس» إنه يتوقع أن تبقي «أوبك+» على مستويات إنتاجها لشهر مايو دون تغيير عندما تجتمع المجموعة الأسبوع المقبل.

وقالت عدة مصادر إن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) عمقت تخفيضات إمدادات النفط الخام للعملاء الآسيويين في يونيو إلى ما يدور بين 10 في المئة و15 في المئة، مقارنة مع ما بين 5 في المئة و15 في المئة في مايو، وذلك قبل أسبوع واحد من اجتماع «أوبك+».

حادث استثنائي

من ناحيته، وصف رئيس الحكومة مصطفى مدبولي جنوح السفينة في قناة السويس بأنه "حادث شديد الاستثنائية" معرباً عن خالص الشكر والتقدير لكل الدول وكل الجهات الدولية التي عبرت عن دعمها لمصر.

وإذا فشلت الجهود في محاولة تعويم، سيبحث فريق شركة "سميت سالفدج" الهولندية في تخفيف حمولة السفينة مع استغلال المد العالي الربيعي المتوقّع أن يبدأ اليوم، لتعويم الناقلة البالغ طولها 400 متر وعرضها 59 متراً وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن والتي كانت تقوم برحلة من الصين إلى روتردام في هولندا.

وأكّدت "سميت سالفدج"، التي استدعيت مراراً في السنوات الأخيرة للمشاركة في عمليات إنقاذ سفن منكوبة، أن "قاطرتين إضافتين زنتهما 220 و240 طناً" ستصلان بحلول اليوم، إلى القناة للمساعدة.

وكانت شركة "بوسكاليس" الهولندية التي تعمل لتعويم السفينة الجانحة، قالت، إنه من الممكن تحرير السفينة في غضون الأيام القليلة المقبلة، إذا تمكنت قاطرات ثقيلة والعمليات الجارية لتجريف الرمال من حول مقدمتها ومد مرتفع إزاحتها من مكانها.

وقال الخبير في الشؤون البحرية بلامين ناتزكوف، إنه من المرجح أن تستخدم فرق الإنقاذ في جهودها مزيداً من الموارد في الأيام المقبلة للاستفادة القصوى من هذه الفرصة.

وتابع: "إذا لم يتمكنوا من تعويمها خلال هذا المد العالي، فإن المد التالي لن يحدث قبل أسبوعين آخرين، وهو ما سيطرح مشكلة". وأكّد أنّ "المخاطر مرتفعة جداً وقد يستغرق الأمر شهوراً".

كما رأى توم شارب، قائد البحرية البريطانية المتقاعد، إن أفضل فرصة للمحاولة القادمة ستكون ارتفاع المد اليوم، لكن هناك مخاطر من تمزق هيكل السفينة إذا تم سحبها بقوة أكثر من اللازم نظراً لأنها عالقة من المقدمة والمؤخرة.

من ناحيته، أبدى يوكيتو هيغاكي، رئيس شركة "شوي كيسن كايشا" المالكة لناقلة الحاويات الضخمة أمله في تعويم السفينة "خلال ساعات".

وقال هيغاكي خلال مؤتمر صحافي، أمس، "إننا بصدد إزالة الترسّبات باستخدام أدوات تجريف إضافية" متوقعاً تحرير "إيفر غيفن" "خلال ساعات".

وأوضح أن "المياه لا تتسرب إلى السفينة. ليس هناك أي مشكلة في الدفات والمراوح. وبعد تعويمها، يفترض أن يكون بإمكانها الإبحار".

مساعدات دولية

وكانت الولايات المتحدة أعلنت جاهزيتها لمساعدة مصر في محاولة تعويم السفينة العملاقة.

وقال الرئيس جو بايدن، إن بلاده تملك معدات وإمكانات ليست لدى معظم الدول، وإن واشنطن تبحث كيفية المساعدة في حل الوضع في قناة السويس.

من جهتها، أعلنت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي "في إطار حوارنا الدبلوماسي النشيط مع مصر، عرضنا على السلطات المصرية المساعدة في محاولة إعادة فتح القناة".

من جانبه، قال الناطق باسم القيادة المركزية الأميركية الكابتن بيل أوربان إنهم على استعداد للتحرك إذا طلب منهم ذلك.

وأكد في بيان عرض الولايات المتحدة مساعدة مصر، مبدياً الجاهزية الكاملة للقيام بذلك، مضيفاً: "نحن نواصل مراقبة الوضع وتقييمه، ونتطلع لدعم أي طلب محدد نتلقاه".

وحسب مسؤول أميركي في وزارة الدفاع (البنتاغون) طلب عدم كشف هويته، فقد عرضت واشنطن إرسال فريق للمساعدة مكون من خبراء البحرية الذين يمكن نشرهم بسرعة.

وأوضح إنه إذا تقدّمت مصر بطلب رسمي، يمكن للفريق أن يتحرّك من القاعدة الإقليمية للأسطول الخامس الأميركي في البحرين، مشيراً إلى أنه حتى هذه اللحظة لم تصدر أي موافقة على خطوة من هذا النوع.

ولفتت شبكة "فوكس نيوز" الاخبارية، إلى أنه من قبيل المصادفة، توجد حالياً حاملة الطائرات الأميركية "يوإس إس دوايت دي أيزنهاور" في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وكان وزير النقل والبنية التحتية التركي عادل قره إسماعيل أوغلو قال في وقت سابق: "لدينا أسطول قوي وماهر جداً وعرضنا تقديم مساعدة مصر، وإذا تلقينا رداً إيجابياً سنقدم المساعدة. سفينة نانا هاتون التي نمتلكها واحدة من السفن المعدودة في العالم التي تنفذ مثل هذه العمليات الكبيرة".

الحجرف

وفي المواقف، أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف أمس، دعم مجلس التعاون لجهود مصر لعودة حركة الملاحة عبر قناة السويس إلى طبيعتها في أقرب وقت. وأوضح أن المجلس "يتابع باهتمام بالغ الجهود التي تقوم بها مصر لإنقاذ إيفر غرين".

إغلاق «القناة» يجدد الحديث عن إمكانية استبدالها

الأزمة أحيت خططاً أميركية وروسية قديمة وأعطت زخماً لمشاريع حديثة

إغلاق قناة السويس واضطراب حركة التجارة العالمية بسبب أزمة جنوح سفينة الحاويات التي تسد ممر القناة منذ أيام، جدد الحديث عن الاستغناء عن القناة المصرية أو على الأقل إيجاد بديل في وقت الضرورة، فعادت إلى الواجهة خطط روسية وأميركية قديمة، بينما من المتوقع أن يشجع الحادث مشاريع حديثة على المضي قدما.

في هذا الإطار تحدثت شركة روس أتوم الروسية عن «بديل سحري» للسويس المصرية، باستخدام ممر بحر الشمال، مشيرة إلى أن لهذا الطريق مزايا للنقل بين آسيا وأوروبا.

ووفقا للشركة، فإن روسيا تستخدم أقوى كاسحات الجليد النووية لتسيير الحركة في بحر الشمال، إضافة إلى الذوبان السريع للقطب الشمالي في هذا الوقت، مما يجعل المرور عبره في غاية السهولة. ووفقا للشركة، بالمقارنة بين الطريق عبر قناة السويس، فإن المسافة على طول خط البحر الشمالي من الصين إلى الموانئ الأوروبية أقصر بحوالي 40 في المئة. وفي تغريدة أخرى، مازحت شركة «روس أتوم» متابيعها، مؤكدة أن هناك مساحة أكبر بكثير في طريق بحر الشمال، في إشارة إلى ضيق القناة المصرية، مضيفة أن الجليد في المحيط المتجمد الشمالي هذا الشتاء أرق نسبيا، لذلك غالبا ما تذهب ناقلات الغاز غير مصحوبة بكاسحة جليد.

في السياق، تساءلت «بزنس إنسايدر» عن إمكانية إحياء خطة أميركية سرية تعود لستينيات القرن الماضي، كشف عنها في 1996، وتنص الخطة على حفر قناة عبر صحراء النقب في إسرائيل، وربط البحر الأبيض المتوسط بخليج العقبة، وفتح منفذ إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي.

وتقترح الخطة استخدام 520 قنبلة نووية للحفر بدل التكلفة العالية للحفر التقليدي. واعتبرت «بزنس إنسايدر» ان وجود ممر مائي آخر كان سيكون مفيدا مع وجود سفينة شحن عالقة الآن في قناة السويس التي تعد أحد أكثر طرق الشحن حيوية في العالم.

في الوقت نفسه من المتوقع أن تعطي الازمة زخما لمشروع خط أنابيب إيلات ـــ عسقلان الإسرائيلي. وبعد اتفاق التطبيع بينهما، توصلت الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق لاستخدام هذا الخط لنقل النفط الإماراتي إلى أوروبا، وكذلك إنشاء جسر بري لنقل النفط يوفر الوقت والوقود مقارنة بالنقل عبر قناة السويس.

كما أنه يمكن نقل النفط من الإمارات حتى ميناء إيلات، إما عبر ناقلة للنفط عبر البحر الأحمر، أو عبر خط أنابيب يمتد داخل الأراضى السعودية.

وتم الإعلان عن شراكة مع نفس الخط للخدمات اللوجستية ونقل البترول الإماراتي عن طريق خط إيلات – عسقلان، وتشغيل موانئ دبي لميناء حيفا ما يقرب من 25 عاما، على أن يكون حيفا بوابة دول الخليج لأوروبا عن طريق الجسر البري.

ويعتبر مراقبون أن الاتفاق سيؤثر على السويس التي لا تمر منها كل الناقلات المحملة بالبترول والغاز بسبب الغاطس الخاص بالقناة، لكن مصر تقلل من أهمية ذلك، مشددة على أن تأثيره يكون كبيرا على حركة تجارة النفط المارة بالقناة، مشيرة إلى أنه لن يتعدى نسبة 12 إلى 16 في المئة من حجم تجارة النفط الخام المتجهة شمالا.

الحادث يزيد مصاعب تجار التجزئة الأميركيين والأوروبيين

• تأخر السلع وسط ازدياد الطلب يضغط على سلاسل التوريد

• إعادة توجيه البضائع يطلق منافسة على أماكن شحن بأسعار باهظة

لا يقتصر جنوح سفينة حاويات عملاقة في قناة السويس بمصر على عرقلة حركة الملاحة بالقناة فحسب، بل قد يتجاوز الأمر مداه ليضع المزيد من العراقيل والصعاب على تجار التجزئة الأوروبيين والأميركيين فيما يتعلق بتوفير المنتجات.

وتعد أزمة السفينة، التي بدأت الثلاثاء، وقد تستمر أسابيع، أحدث أزمة تتعرض لها عمليات التوريد العالمية التي شهدت تحولا كبيرا عندما دفعت عمليات الإغلاق الناجمة عن جائحة كورونا المستهلكين الذين لزموا منازلهم إلى تحديث كل ما يتعلق من أثاث وأجهزة في تلك المنازل.

وقالت شركتا «إيكيا»، أكبر مجموعة لبيع الأثاث في العالم، و«ديكسونز كارفون» للأجهزة الكهربائية، ومقرها لندن، لـ«رويترز»، إنهما ضمن شركات التجزئة التي لها سلع على متن السفينة الجانحة. وأكدت شركة «بلوكر» لبيع الأجهزة المنزلية، ومقرها أمستردام، أنها تواجه تأخيرا في وصول السلع الخاصة بها، لكنها لم تذكر أي تفاصيل.

وأدت زيادة الواردات إلى أوروبا والولايات المتحدة، بسبب الجائحة، إلى توقف الحاويات الفارغة في المناطق الخاطئة تماما، ورفعت تكلفة الشحن وتسببت في اختناقات بالموانئ البحرية، مما يؤثر على قطاع النقل ويهدد بالتفاقم.

وقال دوغلاس كينت، النائب التنفيذي لجمعية إدارة سلسلة التوريد (إيه إس سي إم): «السفن والحاويات والسلع كلها في الأماكن الخطأ».

وتقدر صحيفة «لويدز ليست»، المتخصصة في شؤون الشحن البحري، أن ما يقرب من 9.6 مليارات دولار من البضائع المعبأة في حاويات تمر عبر قناة السويس يوميا. وقال خبراء إن آلاف الحاويات الفارغة عادت إلى المصانع الآسيوية عبر القناة.

ولدى شركة «إيكيا» للأثاث حوالي 110 حاويات على السفينة الجانحة في قناة السويس، وتتحرى عدد صناديق المنتجات الموجودة على السفن الأخرى التي تنتظر دخول القناة.

وقال هانس مارد، المتحدث باسم العلامة التجارية لـ«إيكيا» و«إنتر إيكيا»، المانحة حق الامتياز، «اعتمادا على كيفية استمرار هذا العمل (إعادة تعويم السفينة) والوقت الذي يستغرقه إنهاء العملية فقد يؤدي ذلك إلى فرض قيود على سلسلة التوريد الخاصة بنا».

وذكر ريتشارد روش، رئيس اللجنة الفرعية في الجمعية الوطنية للجمارك وشركات وكلاء الشحن الأميركية، «هذا حدث مدمر في سوق مشحون بالفعل، حيث تسبب ارتفاع الطلب في عمليات تأخير، مما حال دون وصول السلع المستوردة إلى أرفف المتاجر في الوقت المناسب».

وتتفاقم المشكلات المتعلقة بشحن الحاويات في أوروبا، حيث تعاني موانئ رئيسية، مثل أنتويرب في بلجيكا وفيليكستو في بريطانيا، من التكدس، لكن الولايات المتحدة مفتوحة على الشرق وسواحل الخليج، ويقول خبراء إن نحو 45 في المئة من حجم البضائع في ميناء نيويورك ونيوجيرزي بالولايات المتحدة يمر عبر قناة السويس.

ولم يصدر أي تعليق على الفور من شركة وول مارت، التي تستخدم الموانئ البحرية في الجنوب الشرقي، وأجزاء أخرى من البلاد أو من منافستها على الإنترنت «أمازون»، وتصدرت شركات أميركية مثل «نايك» و»بيلوتون» عناوين الأخبار في المطالبة بملايين الدولارات من التكلفة المتعلقة بتأخير الشحن وتعطيل وصول المنتج.

ومن المتوقع أن تؤدي مدفوعات، ضمن حزمة إغاثة أقرها الرئيس جو بايدن لتحفيز الاقتصاد للمساعدة في مواجهة تداعيات كورونا يقيمة 1.9 تريليون دولار، إلى تعزيز طلب المستهلكين وتكثيف مثل هذه الضغوط.

وفي غضون أيام يمكن أن يبدأ السباق لإعادة توجيه البضائع، مما يضع تجار التجزئة في التنافس مع صناعات أخرى للحصول على أماكن شحن بأسعار باهظة.

وذكر أوليفر تشابمان، الشريك البريطاني للمشتريات في سلسلة التوريد (أو سي آي)، أن 134 حاوية من معدات أدوات الحماية الشخصية، والتي تشمل قفازات وكمامات من المقرر إرسالها في نهاية المطاف إلى منظمات مثل خدمة الصحة الوطنية في إنكلترا ونورثويل هيلث في نيويورك، موجودة على متن تسع سفن عالقة خلف «افير غيفن».

وقال تشابمان إن خدمة السكك الحديدية البديلة من آسيا إلى أوروبا مزدحمة بالفعل والشحن الجوي باهظ التكلفة، وتقوم مجموعته بالفعل بإعادة توجيه بعض الشحنات الأميركية إلى ميناء لوس أنجلس الذي يرزح تحت وطأة فيض من السلع.

القاهرة ـــ حسن حافظ

back to top