طهران تختبر تشغيل طريق بغداد - دمشق - بيروت

• أرسلت شحنات بنزين براً لسورية ولبنان لتفادي «ضربات البحار»
• إسرائيل توضح لباريس شروطها للقبول باتفاق مع إيران

نشر في 19-03-2021
آخر تحديث 19-03-2021 | 00:05
إيرانيون يحتفلون بالعام الجديد في طهران أمس الأول     (رويترز)
إيرانيون يحتفلون بالعام الجديد في طهران أمس الأول (رويترز)
شرعت طهران في تشغيل تجريبي لطريق برّي يربطها ببغداد ودمشق وبيروت لنقل المشتقات النفطية عقب كشف تقرير أميركي عن سلسلة ضربات بحرية إسرائيلية تعرّضت لها الناقلات الإيرانية المتجهة لسورية، في حين أبلغ مسؤول إسرائيلي باريس عدم ممانعة إبرام الغرب اتفاقاً نووياً مشروطاً مع الجمهورية الإسلامية.
بعد الكشف عن «حرب سفن سرية» مندلعة منذ مدة بين إسرائيل وإيران، بدأت طهران باختبار تجريبي لتشغيل طريق بري يربطها ببغداد ودمشق وبيروت كانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تفرض عليه رقابة شديدة للحيلولة دون استخدامه في نقل الأسلحة والأفراد للجماعات المتحالفة مع الجمهورية الإسلامية في المنطقة.

وأكد مصدر رفيع المستوى في شركة البترول الإيرانية لـ«الجريدة» الأنباء التي تحدثت عن إرسال شحنات بنزين إلى لبنان عبر العراق، قائلاً إن 10 شاحنات عبرت، الاثنين الماضي، عبر معبر القائم الحدودي و10 شاحنات أخرى عبرت الحدود الإيرانية - العراقية أيضاً متجهة إلى سورية الثلاثاء الماضي، مضيفاً أن 20 شاحنة أخرى ستتجه الأسبوع المقبل إلى سورية ولبنان.

وكشف المصدر أن إيران أرسلت باخرة محملة بالبنزين والمازوت والغاز إلى سورية، قبل أسبوعين، وكان مقرراً أن تفرّغ حمولتها في سورية، ثم يتم نقل جزء من حمولة الباخرة عبر البر إلى لبنان، لكنّ السفينة اضطرت إلى الدوران حول إفريقيا لبلوغ البحر الأبيض المتوسط عبر مضيق جبل طارق، بعد أن وصلت طهران معلومات تفيد بأن الإسرائيليين يمكن أن يستهدفوها في البحر الأحمر إذا حاولت العبور عبر قناة السويس، وهو الأمر الذي أدى إلى تأخير وصول إمدادات البنزين الإيراني إلى لبنان وسورية التي اضطرت إلى رفع أسعار المحروقات بشكل غير مسبوق خلال الأيام الأخيرة.

وأشار إلى أن السفارة الإيرانية في بيروت والسفارة الإيرانية بدمشق قامتا بضغوط كبيرة على شركة البترول كي ترسل شحنات البنزين براً في محاولة لتخفيف حدة أزمة المحروقات بالبلدين. وأوضح المصدر أن الحكومة العراقية اشترطت أن تكشف الأجهزة الأمنية العراقية على الشحنات بشكل مكثف وخارج إطار التفتيش العادي للتأكد من أنها لا تحمل أسلحة، وهو ما قبلته السلطات الإيرانية.

تهديد ومساعدة

في موازاة ذلك، أكد مصدر آخر في «فيلق القدس» أن الإيرانيين أرسلوا رسائل عبر وساطة روسية إلى الإسرائيليين والأميركيين حذّروهم فيها من القيام باستهداف أي من هذه الشاحنات. ودعا المصدر أن طهران هددت باستهداف شحنات النفط التي تخرج من الحقول السورية الواقعة تحت سيطرة قوات «سورية الديمقراطية - قسد» المدعومة من القوات الأميركية في حال تعرّضت قوافلها للضرب.

ولفت المصدر إلى أن طلب إرسال سريع للوقود والأكسيجين المضغوط جاء من قبل الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في اجتماعات حضرها ممثل عن طهران وعناصر من «حزب الله» تحمل مسؤولية توزيع الوقود والأكسيجين في لبنان.

وبيّن أن شركة البترول الإيرانية أمّنت شحنة البنزين، في حين قامت شركات تابعة لوزارة الصحة بتأمين الأكسيجين المضغوط الذي أرسل إلى بيروت لمساعدة في علاج حالات كورونا.

وأكد أن 10 شاحنات بنزين ومثلهم أوكسيجين سترسل للبنان خلال 10 أيام و20 شاحنة بنزين سترسل لسورية ريثما تصل السفينة المحملة بالوقود إلى مرفأ بانياس.

وأشار إلى أنه تقرر أن ترسل شركة البترول الإيرانية ناقلة نفط أخرى تحمل مشتقات نفطية مختلفة إلى سورية خلال أسبوعين لمساعدة دمشق وبيروت بالأزمة الحالية.

وأرجع المصدر ما جاء على لسان ناطق باسم المديرية العامة للنفط في وزارة الطاقة والمياه اللبنانية بعدم علمها بالموضوع، قائلا إن قرار ارسال الشحنات كان طارئاً ولهذا، فإن الشركة المستوردة ستعلم المديرية بأقرب وقت وتسوي الأمور الرسمية الخاصة بإجراءات إدخال الشاحنات.

أولوية إيرانية

إلى ذلك، أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، السعي لإرساء اتفاق مع الغرب خلال الأشهر المتبقية بولاية الرئيس حسن روحاني.

وأوضح ربيعي، في تصريحات، أن إلغاء العقوبات الأميركية ومكافحة «كورونا» من أولويات الحكومة للعام الإيراني القادم الذي يبدأ بعد غد الأحد.

وجاء ذلك بعد تصريحات لوزير الخارجية محمد جواد ظريف، اتهم فيها إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن بالسعي للحصول على تنازلات جديدة من إيران من خلال «الضغط والإكراه».

واعتبر أن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي «يمكن أن تكون سهلة»، وذلك بأن تعود واشنطن للوفاء بالتزاماتها، لكنه هاجم رغبة البيت الأبيض في توسيع الاتفاق لكي يشمل أنشطة طهران في المنطقة وتسلحها الصاروخي الباليستي، قائلا: «إنهم يريدون اتفاقية جديدة أوسع، وشيئًا مختلفاً».

من جانب آخر، أفادت قناة «فوكس نيوز»، نقلاً عن صور للأقمار الاصطناعية التقطتها شركة «ماكزار للتكنولوجيا» أنه مع صنع منصات إطلاق للصواريخ الباليستية تحت الأرض في موقع خورغو بمحافظة هرمزغان جنوبي إيران، اقترب الموقع الذي يبعد عن القاعدة الأميركية بالكويت 800 كم ومن القاعدة الأميركية في الإمارات 320 كم، من مرحلة التشغيل.

اشتراط إسرائيلي

في هذه الأثناء، أبلغ قائد الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي مسؤولين فرنسيين كبارا بأنه لا يعارض إبرام اتفاق جديد حول النووي الإيراني، شرط أن يجعل «من المستحيل عملياً» على إيران التزوّد بقنبلة ذرية.

وبدأ رئيس الدولة العبرية رؤوفين ريفلين وكوخافي، الثلاثاء الماضي، جولة أوروبية قادتهما إلى ألمانيا قبل أن تختتم أمس في باريس بلقاء مع الرئيس إيمانويل ماكرون وكبار المسؤولين العسكريين الفرنسيين، وهي تتمحور خصوصا حول الملف النووي الإيراني.

رفض كندي

في سياق منفصل، رفضت كندا وأوكرانيا، أمس، تقرير إيران النهائي في حادثة إسقاط «الحرس الثوري» طائرة الركاب الأوكرانية في يناير 2020، ووصفتاه بأنه «مثير للسخرية وغير مكتمل، ويهدف إلى تبرئة طهران من المسؤولية عن الكارثة»، التي أودت بحياة 176 شخصاً العام الماضي. وانتهى تقرير هيئة الطيران الإيرانية إلى تكرار تبرير الحادثة بأنه ناتج عن «خطأ بشري».

طهران - فرزاد قاسمي

رفض كندي - أوكراني لتقرير إيران عن إسقاط «الحرس الثوري» الطائرة الأوكرانية
back to top