مقتل شارلوك هولمز!

نشر في 09-03-2021
آخر تحديث 09-03-2021 | 00:20
 د.نجم عبدالكريم جعله أشهر مشاهير عصره، حين صار ملء الأسماع في جميع أنحاء العالم... لكنه مد يده في هدوءٍ تام، وأمسك بسلاحه الفتاك، وأرداه قتيلاً دون رحمة، ثم ألقى بالسلاح وتنهد في راحةٍ قائلاً:

• يا إلهي... أخيراً قتلته وتخلصت من دمه الثقيل، وضغطه على أعصابي. لقد ارتحت منه إلى الأبد.

***

• أغلق الباب على القتيل، واستعد القاتل لمغادرة إنكلترا كلها، في رحلةٍ طويلة مع حبيبته جين ليكي، وهو آمنٌ مِن مطاردة مَن يطارده بسبب جريمته... إلا أن صحافية مشاغبة كانت تتابع خطوات كونان دويل، عندما ارتكب تلك الجريمة، وأخذت تحاصره بأسئلتها:

• كان لابد من أن أقتله، يا عزيزتي، فهذا الرجل أفسد حياتي. تصوري، لقد سافرت في العام الماضي إلى باريس، فماذا قال لي مدير الفندق؟

- أهلاً بك في فندقنا يا مستر شارلوك هولمز!! فقلت له بكل عصبية:

• يا سيدي: إنني أدعى آرثر كونان دويل... فتصوري يا سيدتي، حتى اسمه قد استلب اسمي!

- فهل هذا سبب لقتل البطل الذي كان من أهم عوامل شهرتك؟

• شارلوك هولمز -يا سيدتي- تُعزى إليه كل مصائبي، لهذا ألقيت به في شلالات وستنباخ... وأغرقته.

- طيب... هل يمكن أن تحدث القراء كيف دخل إلى حياتك؟

• بعد أن صاحبني الفشل في معظم كتاباتي العاطفية، وفشلت كطبيب، اقترحت عليّ زوجتي أن أتجه لكتابة الروايات، كتلك التي يكتبها الأميركي إدجر آلن بو، وبالفعل وجدتني أميل لهذه الفكرة... وكان لي أحد الجيران شديد الشبه بشخصيات آلن بو، وبصراحة لم أكن أحبه... ولهذا جعلت منه مدمناً للمخدرات، ومكروهاً من النساء، وواجهتني مشكله اختيار الاسم لهذه الشخصية، فاقترحتُ على زوجتي اسم شرنوفورد هولمز، فقالت:

- هذا اسمٌ مُنفِّر، وطويل، ابحث عما هو أسهل.

• ما رأيك بفرانلكين؟

- أنسيت أن هذا أحد أقربائك؟

• طيب... ليكن شارلوك هولمز؟

- انه اسم سائق عربة أبي، الذي مات.

- إذن لنُحي ذكرى سائق والدك... شارلوك هولمز.

***

- يا مستر دويل، شارلوك هذا جعلك واحداً من الأثرياء.

• ولكنه يا سيدتي، قد سلبني حياتي، إنه في كل لحظة، في اليقظة، والمنام، يلاحقني بوجهه ذي الأنف المعكوف، والغليون الكريه، ولقد قتلته لأكتب أدباً راقياً، فهل تعتبرين المغامرات البوليسية أدباً راقياً؟!

***

• بعد عودة كونان دويل من رحلته، وجد أكواماً من البرقيات تطالبه ببعث الحياة بشارلوك... ولكنه كان يرفض وبشدة.

في هذه الأثناء وصلته برقية من إحدى دور النشر الأميركية، هذا نصها:

"إذا بعثت الحياة بشارلوك هولمز، فسيكون لنا حق النشر نظير مئة ألف دولار".

فكان جوابه: "قبلت العرض".

***

وكانت النتيجة أن شارلوك هولمز لم تبتلعه شلالات وستنباخ، وخرج إلى شواطئ الأمان، ليمارس حياته بالكشف عن الجرائم، التي كان يبرع في اكتشافها!

د.نجم عبدالكريم

back to top