شوشرة: حالة الطقس

نشر في 05-03-2021
آخر تحديث 05-03-2021 | 00:10
 د. مبارك العبدالهادي خلافات وصراعات وتناحر وتصريحات وتسابق وتيرة التصعيد واجتماعات واستنفار وتبريرات واستعطاف وتلفيق وردود مع رياح شمالية جنوبية مصحوبة بنسمة هواء حارة، وبراكين متدفقة من أجساد باتت فارغة، وعقول غير ناضجة، وواقع بمشاهد متكررة وأحداث درامية ببطولات زائفة ولعنة تلازم البعض بسبب جائحة الغرور والكبرياء.

إنه مختصر حالة الطقس التي نعانيها بسبب تقلبات أحوالها التي تخضع للمزاجية وانعدام الرؤية نتيجة الضباب والسحب غير الممطرة التي غطت سماءنا، فما زلنا في دوامة الأوضاع غير المستقرة رغم الظروف الصعبة، بسبب تسجيل البطولات وتصفية الحسابات في حين يئن الشارع وأوجاعه تزداد والأزمة تتصاعد، وأحزانه هي الواقع الذي تناثرت معه الدموع على قارعة طريق رملي غير معبد لأننا عدنا إلى مربعنا الأول، وعاد بعض ضحايا المشاريع إلى مأساتهم من جديد بعد تراكم الديون والخسائر التي خلفها لهم كورونا.

لا نزال ندور في شارع خاو، ظلامه دامس، نبحث عن بصيص أمل يقودنا إلى نور يخلصنا من هذا السواد الذي يطاردنا والشبح الذي يلازمنا، والدجال الذي يستمر في أفعاله الشنيعة والدنيئة ونحن نغرق في المستنقع.

هل كتبت علينا لعنة عدم الراحة؟ وعدم التعاون لطي ملفات مستحقة ومتطلبات شعب أصبحت في علم الغيب لأننا لا نزال في المربع الأول؟ من الجاني ومن المجني عليه؟ ومن الفاعل ومن المفعول به؟ ومن الماضي ومن المستقبل؟ وأين أدوات الصرف من كل ذلك؟ ولو وضعنا الجمع والطرح في معادلة واحدة فهل ستكون النتيجة صفراً، لأننا لا نزال نجهل لغة الأرقام؟ وما الفرق بين الحرامي والمختلس والجاني والمجني عليه، عندما يكون الشخص واحداً؟ ومن الذي يميز بين الخطأ والصواب؟

كلها أسئلة تحتاج إلى إجابات واضحة وصريحة حتى يكون معجمنا اللغوي مكتمل الأركان بعد أن فقدنا لغتنا بسبب تداخل الألقاب واللهجات وعدم تجانس الكلمات لأن المأذون بلا أهلية والزوج بلا هوية والعروس طفلة وغبية.

لقد أرهقتنا سلطة تنفيذية تندب حظها باستمرار وتلطم حالها على الوجنتين بعد أن أفلتت الأمور من يدها بسبب تخبطاتها التي لا عدد لها، وسلطة تشريعية أصبحت مرهونة بيد بعض الأشباح الذين يحاربون الشرفاء ويسعون إلى تزييف الحقائق وقلب الطاولة التي يجيدون لعبتها تماماً، لأنهم اعتادوا على الجلوس تحتها، وذباب إلكتروني يروج لشائعات لا نعرف حقيقتها سوى تسريبات لجس نبض الشارع الذي أرهقته كل هذه الألاعيب التي باتت واضحة ومكشوفة للعيان، مع استمرار ارتفاع الإصابات وتفشي أعداد مرضى كورونا بسبب غياب تطبيق القانون والإجراءات والضبط والربط للمخالفين.

د. مبارك العبدالهادي

back to top