اغتيال فخري زاده يكشف المستور: «الحرس الثوري» مُخترَق

علوي يرفع تقريراً لخامنئي عن حجم التغلغل الإسرائيلي والأميركي

نشر في 19-02-2021
آخر تحديث 19-02-2021 | 00:14
وزير الاستخبارات محمود علوي في مجلس الشورى (أرشيف)
وزير الاستخبارات محمود علوي في مجلس الشورى (أرشيف)
كشف مصدر في مكتب المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي لـ "الجريدة"، أن المرشد تسلّم أخيراً، تقريراً أمنياً أعده وزير الاستخبارات محمود علوي، حول ملابسات الخلاف بين وزارته و"الحرس الثوري"، بشأن اغتيال العالم النووي العسكري محسن فخري زاده.

وشهدت الأيام الأخيرة فصولا ًجديدة من الخلاف العلني بين هذين الجهازين الأمنيين، بعد أن تحدث علوي، بشكل علني على التلفزيون الرسمي، عن ضلوع أحد منتسبي "الحرس"، علمت "الجريدة" أنه برتبه لواء، في عملية الاغتيال التي جرت في نوفمبر الماضي.

وبحسب المصدر، فإن تقرير علوي، الذي أعده بطلب من المرشد، توصل إلى وجود اختراقات أمنية كبيرة في صفوف "الحرس" والأجهزة الأمنية التابعة له، من استخبارات أجنبية، خصوصاً الأميركية والإسرائيلية.

اقرأ أيضا

تحقيقات علوي، الذي منحه المرشد صلاحيات كبيرة لإعداد التقرير، كشفت ثغرة كبيرة تمر من خلالها جميع عمليات تجنيد العملاء، فقد تبين أن أغلبية الاختراقات جاءت في صفوف منتسبي "الحرس"، الذين سافروا للقتال في الخارج، خصوصاً في سورية والعراق ولبنان وأفغانستان، حيث جرى استدراجهم.

وتجنب التقرير، توجيه أي اتهامات لـ "فيلق القدس" المكلف بالعمليات الخارجية، موجهاً أصابع الاتهام إلى عناصر غير تابعة للفيلق من المتطوعين للقتال في سورية، وقياديين وعناصر في "الحرس" سافروا بوتيرة غير مسبوقة للعراق وسورية، بحجة زيارة العتبات المقدسة لدى الشيعة.

في الوقت نفسه، أشار التقرير، بطريقة واضحة، إلى أن الاختراق الأمني نادر جداً في صفوف الجيش، نظراً للبروتوكولات الأمنية المشددة التي تشمل عناصره.

وحسب القوانين الإيرانية لا يحق للعناصر التابعة للقوات المسلحة الخروج من البلاد دون إذن مباشر من المرشد، وهناك قصة معروفة عندما واجه الجنرال قاسم سليماني قبل تسلمه قيادة "فيلق القدس" محاكمة عسكرية، لأنه عبر الحدود الأفغانية دون إذن خلال ملاحقة مجموعة مسلحة، لكن خامنئي أعفاه منها بأمر مباشر.

وتغير الأمر بعد التدخل الإيراني في سورية والعراق، فمنح المرشد عدداً كبيراً من منتسبي "الحرس" رخصة عامة تسمح لهم بالخروج من البلاد في مهام إلى سورية والعراق ولبنان، كما أعطى إذناً يسمح لعناصر القوات المسلحة بالخروج من البلاد والمشاركة في مراسم دينية، خصوصاً مراسم الأربعين بالعراق.

وتواترت أخيراً أنباء عن خلاف بين علوي وروحاني، لتقرب الأول من المرشد على حساب الرئيس، وتقديمه تقارير مباشرة إلى مكتب خامنئي دون علم روحاني.

وأمس الأول أعلن محمود واعظي، مدير مكتب الرئيس الإيراني، أن الأخير نبّه علوي بشأن تصريحاته حول إمكانية أن تلجأ إيران إلى إنتاج قنبلة ذرية.

وكان تصريح علوي فاجأ الجميع، حتى أن وكالة "تسنيم" المقربة من الحرس، كانت من أبرز منتقديه، متسائلة إن "كان يدرك تبعات تصريحاته على المصالح العليا للبلاد".

ودخل علوي في صراع مباشر مع جهاز أمن الحرس الثوري، بعد أن ظهر عبر التلفزيون الرسمي، وأعلن رسمياً مسؤولية عناصر موالية للحرس بوزارة الدفاع عن عملية اغتيال فخري زاده.

وكشف أن وزارته رصدت تحركات مشبوهة في موقع الاغتيال، وأبلغت الأجهزة المعنية، وطلبت من فخري زاده شخصياً التحوط، لكن تحذيراتها قوبلت بالتجاهل من "الحرس".

طهران - فرزاد قاسمي

back to top