لنواجه السلطة وأنفسنا بواقعنا

نشر في 02-02-2021
آخر تحديث 02-02-2021 | 00:18
 حسن العيسى واجهي يا حكومة الناس بالحقيقة وكيف ستصير أمورهم إذا استمرت الأمور على حالها؟ وجهي خطابك بشكل جاد وبسيط نحو الجمهور بدلاً من نشر وعود وتعهدات تعلمين أنه ليس بإمكانك تحقيقها. بالأمس نشرت جريدة "الراي" خطة الإصلاح الحكومية وتحقيق رؤية الكويت 2035، خطة "الإصلاح" هذه ستنفذ بشكل أو بآخر، وخلاصتها كما تقول الدراسة "ترشيد الإنفاق العام" لكن كيف يمكن ذلك؟

لا يوجد غير أكبر وأصعب باب من أبواب الميزانية وهو "باب الرواتب والأجور"، وتسريح آلاف الموظفين طوعاً أو غصباً، ورفع الدعم وإحلال الدفع نقداً حسب الأحوال، وغير هذا من كلام لا يمكن تخيل أن هذه الحكومة أو غيرها تأتي على منوالها يمكنها أن تحققه.

كلام في كلام، وخلاصته أن السلطة ليس فقط "لن تمس جيب المواطن" بل ستثقبه بثقوب عميقة، بصرف النظر عن الوضع الاجتماعي لهذا المواطن سواء كان مليونيراً أو مديونيراً، لكن هل هناك طريق آخر يمكن أن تسلكه دولة قامت أسسها الحداثية على مبدأ الريع وتوزيع الثروة حسب الانتماءات والولاءات لهذه السلطة من بداية عصر الثروة في بداية الخمسينيات وحتى اليوم، الإجابة غير معلومة، لكن المتيقن هو أنه يستحيل على السلطة أن تستمر بسياساتها القديمة، وعلينا توقع الكثير من المعاناة والألم في الشهور والسنوات القادمة.

الحديث عن مكافحة الفساد في الإدارة الحكومية، أو الاستغناء عن ثلاثة ملايين مقيم لن يقدم أو يؤخر في تغيير واقعنا، مكافحة الفساد ضرورة لكن هذا لن يسد العجز المتنامي الذي يكبر يوماً بعد يوم ككرة الثلج، أما الاستغناء عن خدمات الوافدين والاعتماد في كل صغيرة وكبيرة على قدرة وعطاء المواطن، فهذا لا نملك الإجابة عنه، لكن دعونا نجلس قليلاً ونتأمل في الإجابة، هل يمكننا أن نواجه أنفسنا بحقيقة اعتمادنا عليهم، مثلما نطلب من السلطة مواجهتنا بنواياها؟!

حسن العيسى

back to top