10 ثوانٍ شغلت طهران... هجوم سيبراني أم طلعة لـ F35؟

● انطلاق صافرات الإنذار ذكّر بحرب العراق
● تل أبيب ترى بصمات إيرانية وراء «انفجار دلهي»

نشر في 31-01-2021
آخر تحديث 31-01-2021 | 00:05
رئيس مجلس الشورى ورئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية يتفقدان مع مجموعة خبراء موقع «فوردو» النووي أمس الأول   (اي بي ايه)
رئيس مجلس الشورى ورئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية يتفقدان مع مجموعة خبراء موقع «فوردو» النووي أمس الأول (اي بي ايه)
رغم تراجع خطر تصعيد أمني أو عسكري في المنطقة، شهدت طهران بلبلة ليل الجمعة - السبت ناتجة عن اختراق قدرت التقارير أنه ناتج عن طلعة جوية أو هجوم سيبراني.
لا يزال الغموض يلف حقيقة ما حصل في العاصمة الإيرانية ليل الجمعة ـــ السبت. المعروف لدى الجميع، أن صفارات الإنذار انطلقت غرب مدينة طهران حوالي الساعة 11:30 مساء بالتوقيت المحلي ولمدة تصل إلى نصف ساعة تقريباً، وأن جميع المؤسسات الحكومية قامت بإطفاء أنوارها وكذلك أضواء جميع الطرقات غرب وجنوب غرب طهران.

وأكد مصدر رفيع في جهاز دفاعي إيراني مختص برصد الأنشطة غير الاعتيادية، لـ "الجريدة"، أن مقاتلة عسكرية مجهولة الهوية اخترقت الأجواء الإيرانية من الحدود الغربية، واستطاعت الوصول إلى غرب العاصمة.

وأوضح المصدر أنه خلال أقل من 10 ثوانٍ اختفت المقاتلة عن الأنظار، في حين أن الدفاعات الجوية الإيرانية تحتاج إلى نحو 20 ثانية للانطلاق، مضيفاً أن أجهزة الرادار التي كانت روسيا زودت إيران بها استطاعت متابعة المقاتلة لأقل من 5 ثوانٍ.

ولفت إلى أن انسحاب الطائرة وخروجها من الاتجاه الغربي بسرعة قدرها الإيرانيون بضعف سرعة الصوت، وقبل ثوانٍ من انطلاق صواريخ الدفاع الجوي ضدها، يوحي بأنها من نوع F35 الأميركية الفائقة التطور، وأنها لم تكن مجهزة بكامل عتادها العسكري.

ووفق تقديرات الجهاز الذي ينتمي إليه المصدر، فقد كانت هذه الطائرة تحمل أجهزة تشويش إلكتروني قوية جداً أدت إلى ضرب بعض المحطات الإلكترونية، منها أنظمة رادار الإنذار المبكر للدفاعات الجوية الموجودة في مطار طهران ومطار الإمام الخميني الدولي وحتى مؤسسة الطاقة الذرية ومركز الأبحاث النووية في جامعة طهران وبعض المؤسسات الأخرى.

وبحسب المصدر، فإن طائرة تركية كان من المقرر أن تحط في مطار الإمام الخميني الدولي أُجبرت على تغيير مسارها والهبوط في مطار باكو بأذربيجان بسبب عدم تمكنها من الاتصال ببرج المراقبة في المطار الإيراني. وذكرت تقارير إخبارية أن طائرة تركية حلقت فوق منطقة عسكرية محظورة، ولم توضح المزيد من المعلومات.

وأجلت طائرات أخرى رحلاتها من وإلى هذا المطار، الذي أعلنت العلاقات العامة فيه أن سبب ما حصل كان تردي الأحوال الجوية، في حين كان طقس طهران عادياً تماماً.

في المقابل، أعلن حميد غودرزي المساعد الأمني لمحافظ طهران أن سبب انطلاق صفارات الإنذار كان خللاً فنياً في إحدى المؤسسات الحكومية تم إصلاحه، في حين نقلت وكالة "تسنيم" المقربة من الحرس الثوري عن مصدر مسؤول في القوات المسلحة الإيرانية، نفيه اختراق F35 للأجواء الإيرانية، وتأكيده أنه "لا علاقة للحادثة بالتهديدات الجوية التي من شأنها تفعيل نظام الدفاع الجوي في البلاد". في غضون ذلك، أكد مصدر آخر غير إيراني، لـ "الجريدة"، أن ما حصل هو هجوم سيبراني إسرائيلي استهدف العديد من الأنظمة الإلكترونية الإيرانية ومنها تلك التي أدت إلى انطلاق صفارات الإنذار، وعطلت أنظمة بعض المطارات. وأضاف المصدر أن إسرائيل أرادت من الهجوم بعث رسالة إلى إيران بأنها قادرة على شل عمل أجزة الدولة الإيرانية، وإحداث إرباك كبير حتى دون أن تطلق رصاصة واحدة، وأن إطلاق صافرات الإنذار كان رسالة خاصة لتذكير الإيرانيين بالحرب مع العراق وإعادتهم إلى أجواء الدمار والرعب التي كانت سائدة، مضيفاً أن إسرائيل تعتبر أن هناك يداً إيرانية وراء الانفجار الصغير الذي وقع قرب السفارة الإسرائيلية في دلهي.

وأمس، ذكر السفير الإسرائيلي لدى الهند رون مالكا أن هناك دليلاً يشير إلى أن الانفجار كان "هجوماً إرهابياً"، لكنه شدد على أنه من السابق لأوانه تحديد من يقف وراءه. وأعلنت منظمة، مصنفة إرهابية يطلق عليها اسم "جيش الهند" مسؤوليتها، لكن أجهزة أمنية مازالت تتحقق من صحة المزاعم، حسب وسائل إعلام هندية.

ووقع الانفجار على بعد أقل من كيلومترين من اجتماع بين رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس رام ناث كوفيند ومسؤولين كبار آخرين، وفقاً لتقرير بثته قناة "إن دي تي في".

طهران- فرزاد قاسمي- القدس- جريدة•

back to top