صاروخ «عراقي» على الرياض؟

«حزب الله العراقي» يدعو إلى قصف السعودية... والكويت ودول العالم تدين الاعتداء

نشر في 26-01-2021
آخر تحديث 26-01-2021 | 00:12
أنصار الحوثي يتظاهرون أمس في صنعاء رفضا لقرار واشنطن تصنيف جماعتهم إرهابية (رويترز)
أنصار الحوثي يتظاهرون أمس في صنعاء رفضا لقرار واشنطن تصنيف جماعتهم إرهابية (رويترز)
وسط موجة من الإدانات الدولية والعربية للهجوم الصاروخي الذي استهدف العاصمة السعودية الرياض مساء أمس الأول، ألمحت «كتائب حزب الله ـــ العراق»، إحدى الفصائل العراقية الكبيرة المتحالفة مع طهران، أمس، إلى أن الصاروخ الذي تصدت له الدفاعات الجوية السعودية وفجّرته في الأجواء خرج من العراق وليس من اليمن، وذلك في توقيت إقليمي حساس، مع بدء ولاية الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن، واضطرابات عنيفة داخل العراق.

وكانت جماعة مجهولة تطلق على نفسها اسم «ألوية الوعد الحق» قالت إنها نفذت هجوماً بطائرات مسيرة على الرياض انطلاقاً من الأراضي العراقية بعد نفي ميليشيات جماعة «أنصار الله» الحوثية اليمنية المتمردة شنها الاعتداء.

وقال المتحدث الرسمي باسم «كتائب حزب الله ـــ العراق» أبوعلي العسكري، على قناة «تليغرام» الرسمية التابعة للحركة: «نشد على أيدي أبناء الجزيرة ألوية الوعد الحق، ونبارك استهداف السعودية»، مضيفاً: «نوصي الإخوة المجاهدين في العراق والمنطقة أن يسيروا على هذا النهج».

اقرأ أيضا

وكانت مصادر عراقية رسمية قالت إنه لم يسجل أي اختراق للحدود العراقية نحو السعودية، في حين اتهم التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن بقيادة المملكة الحوثيين بالوقوف وراء الصاروخ.

من ناحيتها، أعربت وزارة الخارجية الكويتية، أمس، عن «إدانة واستنكار دولة الكويت وبأشد العبارات استهداف الرياض من جانب الميليشيات الحوثية».

وقالت الوزارة، في بيان، إن «استمرار الجرائم النكراء يعد تهديداً مباشراً لأمن المملكة واستقرار المنطقة، وانتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي والإنساني باستهدافه للمناطق المدنية والمدنيين، الأمر الذي يستوجب تحركاً سريعاً من المجتمع الدولي لوضع حد لها»، مؤكدة «وقوف الكويت التام إلى جانب المملكة وتأييدها في كل ما تتخذه من إجراءات».

من جانبها، استنكرت الإمارات وقطر ومصر والأردن وفرنسا وألمانيا وبريطانيا محاولة استهداف الرياض. وقالت الدول الثلاث، في بيان مشترك، إن «انتشار واستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة يقوض أمن المنطقة واستقرارها».

وفي وقت سابق، دانت وزارة الخارجية الأميركية بشدة الهجوم على الرياض، مؤكدة أن واشنطن ستساعد السعودية في التصدي لأي هجمات على أراضيها ومحاسبة مَن يحاول تقويض استقرارها، لافتة في الوقت نفسه إلى أنها ستعمل لإنهاء حرب اليمن.

هذا التصعيد ضد المملكة قابله استمرار للتصريحات الإيرانية الداعية لحوار إيراني ـــ سعودي.

وفي مقابلة مع صحيفة «اطلاعات»، دعا وزير الخارجية الإيراني دول الخليج إلى قبول مبادرة قطر للحوار مع بلاده، في حين أكد الناطق باسم «الخارجية» الإيرانية أن بلاده مستعدة لهذا الحوار.

في المقابل، أعلن قائد القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم)، كينيث ماكينزي، أن العلاقات بين بلاده وإيران تمر بـ «مرحلة من الفرص» بعد تنصيب الرئيس جو بايدن، مضيفاً أن طهران أبلغت وكلاءها في العراق والمنطقة أن الوقت غير مناسب لإثارة الحرب.

ومن المتوقع أن يزور ماكينزي إسرائيل الخميس للمرة الأولى بعد ضمها إلى «سنتكوم» من جانب إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.

وتحولت الخروقات الأمنية وأنشطة الهجمات الصاروخية إلى عنوان لمواجهة كبيرة وتوتر سياسي بين الكاظمي والفصائل المسلحة، عمد رئيس الحكومة في ذروتها إلى إقالة خمسة من كبار قادة الاستخبارات والعمليات المقربين من الأجنحة المسلحة للتيار المتشدد في البرلمان العراقي. ومنذ التفجير الانتحاري الذي شهدته بغداد الخميس الماضي، تنظم الفصائل ووسائل الإعلام الموالية لها، حملة تحشيد طائفي تتهم الكاظمي خلالها بأنه يتهاون مع منفذي التفجيرات وأطراف حليفة للرياض، وأنه استغل ذلك لإطاحة ضباط معروفين بصلاتهم الجيدة مع الميليشيات.

وبلغ الأمر حد تداول أنباء عن محاولة لإطاحة الكاظمي عبر سحب الثقة منه في البرلمان، وقد بدأت كتلة الفتح المقربة من إيران فعلياً طرح مواعيد لاستجواب ثلاثة وزراء إلى جانب محافظ البنك المركزي رداً على إقالة ضباط الأمن، وتعبيراً عن غضبها حيال تحقيقات موسعة تجريها المخابرات العراقية في ملف تهريب مليارات الدولارات للميليشيات.

back to top