المعارض أليكسي نافالني يسجل نقاطاً ضد الكرملين من خلف القضبان

حركته تدعو إلى موجة ثانية من التظاهرات... وبوتين ينفي امتلاكه قصراً

نشر في 26-01-2021
آخر تحديث 26-01-2021 | 00:04
دورية راجلة لعناصر من الشرطة في الساحة الحمراء بموسكو أمس (أ ف ب)
دورية راجلة لعناصر من الشرطة في الساحة الحمراء بموسكو أمس (أ ف ب)
مع تحدي حشود من المحتجين قمع الشرطة وهراواتها في مئات المدن الروسية، كسب المعارض أليكسي نافالني من خلف قضبان زنزانته رهانه لكن معركته مع الكرملين ستكون طويلة ومحفوفة بالأخطار.

وحقق نافالني المسجون منذ 17 يناير عقب عودته من برلين إلى روسيا بعد 5 أشهر من النقاهة إثر تعرضه لعملية تسمم مزعومة، ضربة مزدوجة. فإضافة إلى عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين تجمعوا السبت، يمكنه التباهي بجمع 86 مليون مشاهدة على موقع «يوتيوب» في أقل من أسبوع، في فيديو يتهم فيه بوتين ببناء قصر فخم مطل على البحر.

حتى أن الكرملين الذي عادة ما يعتبر أن نافالني «مدون لا يهم أي شخص» اضطر إلى تناول الموضوع مساء الأول على شاشة التلفزيون.

وقال الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف: «حسنا، هذا القصر موجود بلا شك، لكن ما علاقة ذلك بالرئيس؟»، واصفا المقطع بأنه «كذب متقن».

من ناحيته، نفى الرئيس الروسي شخصياً، أمس، امتلاك قصر فخم، مضيفاً أثناء لقاء عبر الفيديو مع طلاب روس بثته قنوات التلفزة: «لم أرَ هذا الفيلم لضيق الوقت. لا شيء من الذي ظهر في التقرير على أنه من ممتلكاتي، أو يعود لي أو لأقربائي».

ورغم تقليل الكرملين أهمية تظاهرات السبت، فإن حركة الاحتجاج تحمل أهمية كبرى خصوصا مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية في سبتمبر والتي يريد نافالني أن يخوضها في ظل تراجع شعبية حزب الكرملين الحاكم الذي يعتبر متصلبا وفاسدا.

وقال ليونيد فولكوف، أحد أعضاء فريق نافالني، إنه «مرتاح جدا» لنتائج احتجاجات السبت، داعياً الى تظاهرات جديدة في كل أنحاء البلاد الأحد المقبل.

وكتب فولكوف على «تويتر» أمس: «في 31 يناير عند الساعة 12.00. كل مدن روسيا. من أجل الإفراج عن نافالني. من أجل الحرية للجميع، من أجل العدالة».

وبالنسبة إلى الخبير السياسي في «مركز كارنيغي» في موسكو أليكسي كوليسنيكوف، يجب توقع «استمرار التظاهرات»، كما حدث خلال حركة الاحتجاج الكبرى في 2011-2012.

ومن الواضح أن حجم التجمعات التي نظمت السبت من حيث العدد والجغرافيا هو «نتيجة عودة نافالني ومقطع الفيديو الذي نشره عن قصر بوتين».

لكن المحلل حذر من «الابتهاج» المتسرع قائلا: «النظام لديه موارد كبيرة لضمان بقائه بما في ذلك عدم مبالاة غالبية السكان».

وأقر فولكوف بأن المعركة ستكون «صعبة».

وبدأت الآلة القضائية الروسية التحرك. فقد أوقف أكثر من 3500 شخص خلال تظاهرات السبت، وهو عدد قياسي وفقا لمنظمة «أو في دي إنفو» المتخصصة.

فمن فلاديفوستوك إلى سانت بطرسبورغ مرورا بجبال الأورال وموسكو، بدأت تحقيقات جنائية في ارتكاب أعمال عنف شملت الشرطة والإخلال بالنظام العام، وهي من الجنح والجرائم التي قد يعاقب عليها بالسجن.

واعتبارا من 2 فبراير، يواجه نافالني عقوبة بالسجن لسنوات بتهمة انتهاك الرقابة القضائية من خلال التماس العلاج في الخارج بعد عملية تسميمه المزعوم. ونقل إلى ألمانيا وهو في غيبوبة بعد الحصول على إذن من فلاديمير بوتين شخصيا.

كذلك، نافالني متّهم بالاحتيال، وهي تهمة يعاقب عليها بالسجن لمدة 10 سنوات. ومن المفترض أن يمثل أيضا أمام المحكمة في 5 فبراير في قضية تشهير.

إلى ذلك، احتج نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، أمس، على «دعم السفير الأميركي لدى موسكو جون سوليفان لاحتجاجات غير مشروعة».

وقبل خروج تظاهرات، أصدرت السفارة الأميركية في موسكو «تحذيرا» لمواطنيها لتجنب الاحتجاجات وأشارت للمناطق التي يعتزم المحتجين التجمع فيها.

كما ذكرت وكالة الإعلام الروسية أن وزارة الخارجية اتهمت «فيسبوك» وكبرى شركات التواصل الاجتماعي الأميركية الأخرى، أمس، بعدم اتخاذ الإجراءات الضرورية لرصد المنشورات الكاذبة المتعلقة باحتجاجات غير مصرح بها خرجت في روسيا مطلع الأسبوع.

وقالت الوزارة إنها ستجري مزيداً من التدقيق في الأمر.

وفي بروكسل، قرر الأوروبيون، أمس، إيفاد وزير خارجية الاتحاد جوزيب بوريل الى موسكو في فبراير وينظرون في فرض عقوبات إذا واصل الرئيس الروسي قمع المعارضة.

وأفاد مصدر دبلوماسي بأن «بوريل سيتوجه الى موسكو في مطلع فبراير حاملا رسالة واضحة من الاتحاد الأوروبي وسيعرض الوضع في روسيا خلال الاجتماع المقبل لوزراء خارجية الاتحاد في 22 فبراير».

back to top