إدانات واسعة لاستهداف الرياض: لا يخدم السلام

الكويت تدعو إلى تحرك دولي سريع... وطهران تجدد انفتاحها على الحوار مع السعودية

نشر في 26-01-2021
آخر تحديث 26-01-2021 | 00:05
حوثيون خلال تظاهرات في صنعاء	 (أ ف ب)
حوثيون خلال تظاهرات في صنعاء (أ ف ب)
صدرت إدانات عربية ودولية واسعة للهجوم الصاروخي الذي استهدف الرياض، وأكدت واشنطن استعدادها لمساعدة حليفتها في حماية أراضيها، في حين أعربت إيران الداعمة للحركة الحوثية المتمردة في صنعاء عن انفتاحها للحوار مع المملكة وربطت السلام في اليمن بوقف الحرب.
في وقت ثارت تساؤلات حول منفذ الاعتداء والمغزى من توقيته الذي يأتي بالتزامن مع تولي الرئيس الأميركي جو بايدن سدة الحكم، توالت إدانات عربية ودولية، لاستهداف العاصمة السعودية الرياض بهجوم صاروخي استهدف الأعيان المدنية والمباني السكنية السبت الماضي.

وغداة نفي جماعة «أنصار الله» الحوثية اتهامها من «تحالف دعم الشرعية» الذي تقوده السعودية في اليمن بشن الهجوم الذي تصدت له الدفاعات الجوية، أكدت دول عربية وعواصم غربية وقوفها مع الرياض وتأييدها في اتخاذ كل الإجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها؛ حيث دانت الكويت والإمارات وقطر ومصر والأردن وفرنسا وألمانيا وبريطانيا محاولة الاعتداء أمس.

وأعربت وزارة الخارجية عن إدانة واستنكار دولة الكويت وبأشد العبارات استهداف الرياض من قبل الميلشيات الحوثية.

وقالت الوزارة في بيان إن استمرار الجرائم النكراء يعد تهديداً مباشراً لأمن المملكة واستقرار المنطقة وانتهاكا صارخا لمبادئ القانون الدولي والإنساني باستهدافه للمناطق المدنية والمدنيين، الأمر الذي يستوجب تحركاً سريعاً من المجتمع الدولي لوضع حد لها.

وأكدت وقوف الكويت التام إلى جانب المملكة وتأييدها في كل ما تتخذه من إجراءات.

في موازاة ذلك، استنكرت الإمارات محاولات الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران.

وجددت الإمارات، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، تضامنها الكامل مع المملكة إزاء الهجمات الإرهابية الجبانة، والوقوف معها في صف واحد ضد كل تهديد لأمنها واستقرارها، ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها. وأكد البيان أن أمن الإمارات وأمن السعودية كل لا يتجزأ، وأن أي تهديد أو خطر يواجه المملكة تعتبره الدولة تهديداً لمنظومة الأمن والاستقرار فيها.

واعتبرت الوزارة أن استمرار الهجمات يوضح طبيعة الخطر الذي يواجه المنطقة من الانقلاب الحوثي، وسعي هذه الميليشيات إلى تقويض الأمن والاستقرار.

كما دانت قطر محاولة استهداف الرياض ووصفتها بـ «العمل الخطير الذي يتنافى مع القوانين الدولية».

وفي القاهرة، قالت وزارة الخارجية إن مصر تدين بأشد العبارات المحاولة الإرهابية الخسيسة لاستهداف العاصمة السعودية.

بدوره، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردنية ضيف الله الفايز عن «ادانة واستنكار المملكة الشديدين لاستمرار استهداف المناطق والمنشآت المدنية من جانب الحوثيين ورفض المملكة المطلق لهذا الهجوم الإرهابي الجبان».

ثلاثي أوروبا

في موازاة ذلك، دانت فرنسا وألمانيا وبريطانيا محاولة استهداف الرياض.

وقالت الدول الثلاث، في بيان مشترك، إن «انتشار واستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة يقوض أمن واستقرار المنطقة».

وأكد البيان التزام وتمسك الدول الأوروبية الثلاث بأمن وسلامة المملكة.

مساعدة أميركية

وفي وقت سابق، دانت وزارة الخارجية الأميركية بشدة الهجوم على الرياض، مؤكدة أن واشنطن ستساعد السعودية في التصدي لأي هجمات على أراضيها ومحاسبة من يحاول تقويض استقرارها. وقالت الوزارة في بيان إنها تقوم بجمع مزيد من المعلومات عن الهجوم، الذي يبدو أنه كان محاولة لاستهداف المدنيين. كما أكدت الخارجية الأميركية في بيانها أن «مثل هذه الهجمات تتعارض مع القانون الدولي وتقوض جميع الجهود الرامية لتعزيز السلام والاستقرار».

وأوضحت أن الإدارة الأميركية الجديدة تسعى إلى «تهدئة التوترات في المنطقة، بما في ذلك إنهاء الحرب في اليمن».

انفتاح إيراني

في هذه الأثناء، أكدت «الخارجية» الإيرانية أن طهران منفتحة على الحوار مع السعودية، لكنها تحدثت عن سلام مشروط في اليمن. ودعا المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة الرياض إلى الابتعاد عن ما وصفه بـ»العنف وإهمال الأمن الإقليمي والتعاون مع القوى خارج المنطقة».

وقال: «إذا رأينا هذا التغيير في سلوك وخطاب السعوديين، فإن إيران بالتأكيد ستكون منفتحة على الحوار معها».

وفي إطار الحديث عن الأزمة اليمنية حيث تدعم طهران جماعة «أنصار الله» المتمردة المسيطرة على العاصمة صنعاء، أشار زادة إلى أنه «لا يمكن الحديث عن استعداد السعودية للتغيير، بينما لا تزال تشن الحرب، وتدعم إدراج الحوثيين على اللائحة الأميركية للإرهاب»، في إشارة إلى الخطوة التي أقرها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قبل أيام من مغادرته البيت الأبيض.

وكان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قال إن إصلاح العلاقة مع السعودية كان من أولى القضايا التي بحثها، بعد توليه حقيبة الخارجية، مع قائد فيلق القدس الراحل في «الحرس الثوري» الإيراني، قاسم سليماني.

وفيما يبدو أنها تحركات منسقة بين طهران والفصائل المتحالفة معها في المنطقة لتحريك وخلط أوراق بهدف تحقيق مكاسب مع تغير الإدارة بالبيت الأبيض، تبنت ميلشيا عراقية مجهولة تطلق على نفسها اسم «ألوية الوعد الحق» الهجوم على الرياض في خطوة رأى مراقبون أنها تهدف لإفساح المجال أمام إعلان إدارة بايدن مراجعتها لقرار ترامب بإدراج الحوثيين على قائمة المنظمات الإرهابية.

وفي اليمن، شهدت محافظات صعدة وتعز وإب وذمار وريمة والضالع وحجة وعمران والبيضاء والمحويت ومأرب والجوف اليمنية، أمس، تظاهرات حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف للتنديد بـ«استمرار الحرب» وقرار تصنيف أميركا حركة أنصار الله جماعة إرهابية.

عشرات الآلاف يتظاهرون ضمن فعاليات نظمتها جماعة «أنصار الله» الحوثية المتمردة
back to top